رفضت نقابة الصيادلة بقسنطينة المقررات الأخيرة لمديرية الصحة و السكان و طالبت بالتريث في تنفيذ برنامج المناوبة الذي قررته مديرية الصحة. لكن النقابة أعلنت الالتزام بفتح 36 صيدلية عبر تراب ولاية قسنطينة منها 15 في مدينة قسنطينة وحدها إلى غاية منتصف الليل بصورة تطوعية اعتبارا للخدمة العمومية التي تقدمها الصيدلية و للفراغ القانوني لعملية تنظيم المناوبة بحكم أن النص القديم للمناوبة يتحدث عن أيام العطلة الأسبوعية قبل تغييرها إلى الجمعة و السبت.رئيس فرع قسنطينة لنقابة الصيادلة بوهريد عبد الكريم قال أمس على هامش اللقاء المنظم بقاعة الميزانية بمحطة المسافرين الغربية أن النقابة عقدت لقاء مع مدير الصحة و عبرت عن جملة من النقاط التي تشغل بال الصيادلة تجاه قرار المديرية فرض المناوبة على الصيادلة بقوة القانون منذ 02 جانفي 2011 في ولاية قسنطينة و هو الأمر الذي استجاب له بعض الصيادلة الموجودين على جدول المناوبة دون أن تبلغهم المراسلة الرسمية من المديرية.المصدر أضاف أن النص القانوني الساري المفعول الذي يحكم عملية تنظيم مناوبة الصيادلة هو القرار الوزاري 47 المؤرخ في 02 سبتمبر 1997 و هو حاليا محل مراجعة من طرف مديرية الصيدلة بوزارة الصحة بالتشاور مع النقابة الوطنية للصيادلة بشأن العطلة الأسبوعية و بعض النقاط الأخرى التي وصفها مصدرنا بالبسيطة و التي لا تمثل نقاطا خلافية حادة و من المتوقع صدور قرار جديد عن الوزارة لتنظيم المناوبة لإلغاء القرار الحالي و الذي استندت إليه مديرية الصحة لتنظيم مناوبة الصيدليات في قسنطينة التي بقت المدينة الكبيرة الوحيدة التي لا توجد في صيدلياتها مناوبة منظمة بشكل قانوني و معلن عنها رسميا.الصيادلة الخواص بدلا من الالتزام بالمناوبة قرروا التعهد بفتح 36 صيدلية عبر ولاية قسنطينة ليلا لتقديم الخدمات الصحية العمومية و لتوفير الأدوية إلى حين صدور القرار الوزاري الجديد المنظم لعملية المناوبة الصيادلة أثاروا خلال اللقاء المنعقد زوال أمس مشكلة غياب الأمن مطالبين برقم أخضر يمكنهم من طلب التغطية الأمنية خاصة في المناطق المعزولة و الأحياء الشعبية لكونهم أهدافا للمنحرفين و مستهلكي المهلوسات عندما يفتحون أبواب صيدلياتهم ليلا.المتحدث باسم نقابة الصيادلة عايب رؤوف قال أنه وجد اسمه على قائمة الصيادلة المناوبين صدفة عند أحد الزملاء فما كان منه إلا فتح صيدليته طيلة الأسبوع المنقضي حتى منتصف الليل في منطقة جبل الوحش، لكنه لم يخف خوفه من التعرض للاعتداءات خاصة مع أعمال الشغب التي شهدتها المنطقة مؤخرا.الصيادلة لم يجدوا حرجا في فتح صيدليات غير معنية بالمناوبة في نفس توقيت عمل الصيدليات المناوبة و قالوا أن ذلك يمثل إضافة إيجابية للمواطنين المرضى خاصة أن عدة أصناف من الأدوية قد تكون مفقودة عند الصيدلية المناوبة مدير الصحة لولاية قسنطينة كان قد ذكر أن تنظيم المناوبة بالشكل الحالي الوارد في المراسلة الموجهة للصيادلة و الذي يدخل حيز التنفيذ منذ يوم 02 جانفي 2011 ليس برنامجا جامدا بل مجرد بداية تعيد أولا عملية المناوبة لدى صيادلة قسنطينة و سيجري إدخال التعديلات و التغييرات التي ستكون ضرورية بالتشاور مع المعنيين من نقابة و مجلس أخلاقيات لفترة الثلاثة أشهر التالية، و قال دعماش محمد ناصر أن المهم الآن هو إيجاد برنامج للمناوبة و تطبيقه مع كل النقائص التي سيتم تداركها كلما برزت من خلال الممارسة.مجلس الأخلاقيات من جانبه قدر أن وضع برنامج للمناوبة أمر إيجابي من حيث المبدأ في قسنطينة، مذكرا أن المناوبة الصيدلانية واجب قانوني على الصيادلة متأسفا لعدم إشراكه من طرف مديرية الصحة في إعداد البرنامج الخاص بالأشهر الثلاثة الأولى من هذه السنة و جدد المجلس التذكير بضرورة احترام توقيت فتح و غلق الصيدليات في ظل احترام القواعد الأخلاقية للمهنة و مضمون المذكرة الوزارية 1184 المؤرخة في 02 نوفمبر 1997. و يرى المجلس أن البرنامج المعلن عنه للمنابة قابل للتحسين و يحتاج إلى تصحيحات مناسبة.الصيادلة الخواص في قسنطينة وجدوا الثغرة التي تسمح لبعضهم بمزاولة تجارتهم على مدار اليوم و دون انقطاع كما وجد الضعفاء منهم الحجة للتهرب من القيام بالعمل التناوبي ليلا في أماكن بعيدة، فهل تمنح مديرية الصحة التسريح ل 36 صيدليا للعمل التطوعي بدل فرض المناوبة على الجميع؟