خسر المنتخب الوطني سهرة أول أمس رهان التربع على عرش القارة الكروي، وغادر الدورة الثلاثين من الكان بغصة في الحلق، بعد أن اصطدم بفيلة إيفوارية لعبت بحنكة وواقعية وأكدت للجزائريين بأن واقع الميدان «خاصة الإفريقي» لا يعترف بتصنيف الفيفا ولا بترشيحات المتتبعين والمختصين، وأن منتخبنا الذي قصد غينيا الاستوائية في عباءة أفضل منتخب إفريقي وعربي، لم يكن كذلك في مونغومو بخسارته أمام غانا وفي مالابو بإقصائه المر أمام كوت ديفوار. ولئن كانت خسارة كوت ديفوار وقبلها الهزيمة أمام غانا صعبة الهضم، على اعتبار أن الخضر صنعوا اللعب وأبانوا عن إمكانات ومؤهلات هائلة، إلا أن ما يمكن استخلاصه أن للقارة السمراء خصوصياتها وأحكامها، فالمنتخب الغاني أثبت ميدانيا لبراهيمي ورفاقه أن السيطرة لا تعني الفوز، وأن مقارعة كبار القارة تحسمها جزئيات، على رأسها الثبات والحفاظ على التركيز طيلة التسعين دقيقة، وهو ما أكده الثعلب أساموا جيان في الوقت بدل الضائع، وعاد منتخب كوت ديفوار أول أمس ليرسخ هذا الطرح ويضيف على ما سلف أن المنتخبات الكبيرة تحتاج إلى لاعبين يصنعون الفارق في الأوقات الصعبة وإلى قليل من الحظ، وجميعها دروس وعبر ستصب حتما في رصيد براهيمي و ماندي و بن طالب و تايدر و بلفوضيل وغيرهم من اللاعبين الشبان الذين اكتشفوا لأول مرة أجواء النهائيات القارية، ما يجعلنا نجزم بأن الإقصاء في ربع النهائي قد يكون نهاية حلم، لكنه بالمقابل يعد بداية مشوار واعد لمنتخب يحمل في طياته جينات التفوق وجميع مقومات التألق، فالتمرس والحنكة والخبرة أمور اكتسبها دوليونا وبإمكان الناخب الوطني جعلها منطلقا لفتح ورشات ما بعد الكان. استفادة الشبان من أول مشاركة عبر عنها «القلب النابض» للخضر سفير تايدر بقوله عقب مباراة كوت ديفوار:» الخسارة وعلى مرارتها تبقى جزء من الكرة والرياضة عموما وعلينا تقبلها، لكن ما يهم في مثل هذه الظروف هو استيعاب العبر والدروس». وفيما اعترف بأن الإقصاء المر أمام الفيلة قد ترك آثاره على نفسية اللاعبين الذين فشلوا في إهداء الجزائر ثاني لقب قاري، أوضح بأن نقص التركيز كلف منتخبنا هدفين قاتلين، ليخلص إلى أن هذه الدورة كانت ثرية بالأمور الإيجابية التي ستساعد كثيرا هذا المنتخب الشاب على التطور مستقبلا:» الجزائر تمتلك منتخبا شابا ومثل هذه الدورات تساعده كثيرا على التطور، فريقنا يضم لاعبين موهوبين تنقصهم التجربة خاصة على المستوى الإفريقي، ودورة غينيا الاستوائية ستفيدنا أكثر في قادم المواعيد القارية». والأكيد أن الناخب الوطني كريستيان غوركوف قد استوعب بدوره عدة دروس من مشاركته الأولى في القارة السمراء، والتي من شأنها أن تخدمه في قادم المواعيد بداية بتصفيات كان 2017 ومونديال 2018 بروسيا.