انطلقت أمس من مطار وهران طائرة جزائرية محملة ب 14 حاوية من التجهيزات والمعدات الخاصة بمكافحة تسربات النفط والتابعة للمؤسسة الوطنية للمحروقات سوناطراك في اتجاه ولاية هيوستن الأمريكية، وذلك للمساهمة في التدابير التي اتخذتها الشركة البريطانية "بريتيش بتروليوم" لمكافحة التسرب النفطي الكبير الذي وقع في خليج المكسيك منذ أكثر من ثلاثة أشهر . وتأتي مساهمة سوناطراك في هذه العملية بناء على الطلب الذي تقدمت به "بريتيش بتروليوم" التي تمثل أول مستثمر أجنبي في الجزائر، حيث تعد سوناطراك المؤسسة الإفريقية الوحيدة التي لجأت إليها الشركة البريطانية من أجل المساهمة في التخفيف من آثار التلوث الكبير الذي تسبب فيه تسرب النفط إثر الحادثة التي أصابت قاعدتها البحرية في خليج المكسيك وأغرقتها . وتتكون هذه المعدات على وجه الخصوص من تجهيزات عائمة مضادة للحرائق لمحاصرة البقع النفطية والتي اقتنتها سوناطراك منذ حوالي ثلاث سنوات، وتعد هذه المساهمة من سوناطراك كشكل من الإعداد والتحضير للتصدي لحادثة مماثلة وتجريب المعدات والتقنيات التي حصلت عليها خاصة وأن سفن الشركة الجزائرية تجوب البحر المتوسط بصفة دائمة . وقد عبر المدير العام لفرع "بريتيش بتروليوم" بالجزائر آكلي بحيري عن امتنان مؤسسته وشكرها للحكومة الجزائرية وخاصة وزارة الطاقة والمناجم، ومسؤولي سوناطراك على الاستجابة لنداء الشركة البريطانية ومساعدتها في هذه الأوقات الحرجة التي تمر بها، وكان وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل قد أشار في ماي المنصرم إلى أن الشركة البريطانية قد طلبت من سوناطراك أن تؤجرها أو تبيعها المعدات التي تمتلكها والخاصة بمكافحة التلوث البحري من أجل إنهاء الكارثة التي تسبب فيها غرق القاعدة البحرية التابعة ل"بريتيش بتروليوم" في خليج المكسيك . الجدير بالذكر أنه منذ وقوع الحادثة بتاريخ 20 من أفريل الماضي تتسرب يوميا كميات كبيرة من النفط تقدر بحوالي 800 ألف لتر إلى البحر، وقد حاولت الشركة البريطانية في العديد من المرات وقف التسرب إلا أنها فشلت بسبب تعقيد المشكلة، ويحذر الكثير من الخبراء من التأثيرات السلبية الكبيرة على البيئة والإنسان بسبب هذا التسرب المتواصل لكميات ضخمة من النفط الخام والذي تسبب حتى الآن في نفوق أعداد كبيرة من الأسماك والكائنات البحرية وتلويث المحيط الذي تعيش فيه وهو ما أثر بدوره سلبا على الصيادين الذين وجدوا أنفسهم عاطلين عن العمل ودون دخل. كما زادت الانتقادات والضغوط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما بسبب عدم تعامله بجدية مع هذه الكارثة البيئية التي أصابت جزءا كبيرا من سواحل الولاياتالمتحدة، ما دفعه إلى القيام بزيارات ميدانية أربع مرات للوقوف على حجم الخسائر التي لحقت بالسواحل الأمريكية وكذا الضغط على الشركة البريطانية ومطالبتها ببذل المزيد من الجهود للتحكم في آثار الكارثة كما طالبها بضرورة تعويض كل المتضررين، وكان قد أعلن حالة الطوارئ في كل من ولايتي لويزيانا وفلوريدا .