بن علي هرب ولم يحمل معه حتى ملابسه أكد مصدر أمني تونسي أمس أن الرئيس المخلوع بن علي، قد غادر بلاده فجأة وعلى وجه السرعة بعد اجتماع استمع خلاله لتقرير شفهي من مدير الأمن الرئاسي الجنرال علي السرياطي، الذي يؤكد المصدر أنه خدع بن علي وغرّر به وأقنعه في الاجتماع بمغادرة البلاد فورا بحجة أن هجوما يستهدف القصر، وهو ما جعله يستعجل المغادرة خشية على حياته، وفق تعبير المصدر الذي ذكر موقع "العربية-نت" الذي أورد شهادته أنه طلب عدم ذكر اسمه. ذات المصدر أكد أن بن علي لم يغادر تونس مستقيلا من منصبه كرئيس للجمهورية كما يظن الجميع وإلا كان أصدر بيانا متلفزا أو مكتوبا وموقعا، يشرح فيه أسباب استقالته وينشر بعد سفره، مضيفا أن ما بدر من الرئيس التونسي المخلوع قبل رحيله يدل على رغبته في الاستمرار في الحكم وليس الاستقالة والمغادرة، وما يؤكد ذلك أنه ظهر على التلفزيون الرسمي قبل ليلة من مغادرته تونس باكرا صباح الجمعة الماضي، حيث عبّر عن حزنه لما تشهده البلاد وأسف لاستخدام الشرطة القوة المفرطة ضد المتظاهرين، كما أعلن حينها عن نيته عدم الترشح لولاية جديدة سنة 2014 وقرر منح الإعلام حرية كاملة، فضلا عن التحقيق في قضايا الفساد، وهو ما يدحض حسب ذات المصدر، رواية استقالته . وتابع مؤكدا أن الرئيس بن علي قد غادر تونس مؤقتا بناء على تقرير الجنرال السرياطي، وأنه من غير المعقول أن يسلم منصب الرئاسة لرئيس وزرائه محمد الغنوشي بحسب ما زعم هذا الأخير فيما بعد، يضيف ذات المتحدث الذي أشار إلى أن بن علي "ربما لم يدرك حقيقة ما جرى إلا بعد وصوله إلى جدة أو ربما وهو في الطائرة، عندها اكتشف خطة مدير الأمن الرئاسي" وفق تعبيره. ذات المصدر فسّر ما حدث يومها بأن الجنرال علي السرياطي الذي اعتقلته فيما بعد وحدة من الجيش التونسي، كان يخطط لانقلاب أعدّ له ودبره للاستيلاء على الحكم لنفسه، مستغلا الفوضى التي سادت البلاد غير أن الجيش حال دون وقوع ذلك، مضيفا أن الرئيس التونسي المخلوع ربما لم ينم في الساعات التي أعقبت إلقاء خطابه المتلفز الأخير واستماعه إلى الجنرال السرياطي ليلة الخميس التي سبقت مغادرته، والذي نصحه بضرورة الخروج من البلاد ريثما تهدأ الأوضاع، فغادر على عجل لدرجة أنه لم يرافقه إلا اثنان من أبنائه الستة وزوجته وشقيقتها وستة من مرافقيه، كما لم يحمل معه أي أغراض خاصة إلى درجة أنه ركب الطائرة حتى من دون ملابس إضافية، وهي المعلومة التي تنفي حسبه ما نشرته صحيفة "لو موند" الفرنسية أول أمس الاثنين من أن زوجة بن علي حملت معها 1500 كيلوغرام من احتياطي الذهب المودع في البنك المركزي التونسي، إلى جانب أن مصدرا بالبنك نفسه نفى هذا الخبر .