تجرعت شبيبة القبائل مرارة الهزيمة في عقر دارها على يد مولودية الجزائر، التي أظهرت إرادة قوية وقدرات هجومية كبيرة، خلال الكلاسيكو الذي وفى بوعده من حيث الإثارة والندية. المباراة وعلى قدر أهميتها لم تمر بمرحلة جس النبض، ولو أن المحليين كانوا السباقين إلى أخذ المبادرة بواسطة الهجمات المعاكسة الخطيرة والضغط على منطقة الحارس شاوشي الذي تصدى لكرة يوسف خوجة (د3)، وهي المحاولة التي كانت بمثابة إنذار للضيوف الذين حاولوا الرد عن طريق الهجمات المعاكسة عن طريق هندو وقورمي، غير أنها لم تشكل خطرا حقيقيا على مرمى مازاري، في وقت فضل أصحاب الأرض تنظيم صفوفهم، واللعب بعقلانية، مع محاولة التوغل على الجناحين واللجوء إلى المبادرات الفردية. وهو ما مكن زيتي من خطف هدف السبق (د8) عن طريق مخالفة مباشرة من على بعد 20م. بعدها انتعش اللعب أكثر، في ظل انتعاش القاطرة الأمامية للمولودية التي صعدت من حملاتها وأثمرت إحداها هدفا حمل توقيع بن براهم(د25)، بعد تمريرة من قورمي في غفلة من دفاع القبائل الذي كان مرتبكا ومفككا. تشكيلة المدرب والام حتى وإن حاولت إعادة صنع الفارق، من خلال نقل الكرة إلى المعسكر المقابل والحد من حرارة المنافس الذي بدا مصرا على كسب الرهان، إلا أن ريال وزملائه عجزوا عن إبراز قدراتهم بفعل قلة التركيز ونقص الفعالية، جسدها إهدار الفرص عن طريق يسلي(د27) ويوسف خوجة(د33)، قبل أن ينجح جاليط في مضاعفة مكسب المولودية ضد سير اللعب وبطريقة جيدة(د36). الانتشار الجيد للزوار وانضباطهم التكتيكي، جعل القبائل يسلكون منهج الحيطة والحذر، والاعتماد على المرتدات، حتى وإن لم يجدوا الثغرة المؤدية إلى شباك شاوشي الذي أبعد كرة ساخنة ليوسف خوجة (د40).المرحلة الثانية، كانت مشابهة لسابقتها حتى وإن تحركت أكثر الآلة الهجومية للمحليين، الذين رفعوا من نسق هجوماتهم، خاصة بعد إقحام سي عمار وكرار، حيث فرضوا ضغطا على منطقة الزوار في غياب التركيز والرزانة. ومع مرور الوقت نجحت المولودية في فك الخناق المضروب على منطقتها، حيث حمل جاليط ورفقائه مشعل المبادرات، بالاعتماد على الهجومات المعاكسة، مقابل تألق شاوشي في مناسبتين(د72 و 82) لكرة ريال وزيتي، ورغم النقص العددي بعد طرد قراوي (د78)، إلا أن الكناري فشل في اختراق دفاع المولودية، التي عادت بفوز ثمين أنعشت به حظوظها في البقاء.