صمم ثريات متحف أحمد الباي و مطار محمد بوضياف الدولي تسمع دقات الطرق على النحاس من آخر الشارع و تلمح تحفا نحاسية جميلة بمجرّد الاقتراب من ورشة أحد أكثر الحرفيين المختصين في صناعة النحاس طلبا بقسنطينة، سليم قارة علي 57سنة، الذي تزّين مئات التحف، أبدعتها أنامله، عديد الفضاءات و المرافق الثقافية و مختلف الإدارات، كما تحتفظ عديد الشخصيات السياسية، الثقافية و الدينية بتحف صممها هذا الحرفي المبدع و قدمت لهم كجوائز وهدايا في احتفالات رسمية و تكريمات و تظاهرات ثقافية و فنية و فكرية وطنية كانت أم دولية. في ورشة بحي الحرفيين بمنطقة البوليغون بقسنطينة، يجسد الحرفي و صانع التحف النحاسية سليم قارة علي، تصاميمه و مئات الطلبيات التي ينتظرها أصحابها لتزيين بيوتهم، و محلاتهم و مكاتبهم أو تسليمها كهدايا و جوائز في مختلف التظاهرات بما فيها عاصمة الثقافة العربية. الحرفي سليم قارة علي الذي تعلّم أسرار الحرفة عن الحرفي بن دالي ابراهيم، يعكف هذه الأيام على إعداد مجموعة من الثريات التي قال بأنها ستزّين القاعة الشرفية بالمطار الدولي محمد بوضياف بقسنطينة، مثلما سبق له المساهمة في تزيين المتحف العمومي الوطني للفنون و التعابير الثقافية التقليدية قصر الحاج أحمد باي الذي قام بتصميم و صناعة 80 ثرية و فانوس بطلب من المهندس الراحل عبد العزيز بجاجة المشرف على عمليات ترميم القصر سابقا. و يذكر الحرفي قارة علي بفخر الإنجازات التي حققها، بفضل ثقة و إعجاب المسؤولين بإبداعاته، فأعماله موجودة في الكثير من الفضاءات و المرافق المهمة، فلمسته موجودة بلافتات الإدارات و أيضا بالشركات التجارية، و قال بأنه ساهم في تجسيد جدارية الجسر العملاق صالح باي، و سيف أحمد باي الذي يزّين إحدى أركان المتحف حاليا بالإضافة إلى عدد من الخناجر قام بنقشها بعد أن استوحى تصاميمها من العهد العثماني للتوافق و ديكور هذه البناية التاريخية العريقة. الحرفي سليم قارة علي، لم يترك مجالات إلا و تفنن في استلهام تحف نحاسية تليق به، حيث قام بوضع تصميم و نقش جائزة تقديرية للسينمائي الراحل ريني خلال حفل تكريمي خصته به مدينة قسنطينة، و قبله الإمام محمد الغزالي الذي احتفت به جامعة الأمير عبد القادر. و قال الحرفي بأنه شارك بتحفه في تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية من خلال تصميم مفاتيح يصل طولها إلى حوالي 40سنتمتر.، بالإضافة إلى لافتة سد بني هارون، و سبق له تجسيد طلبيات خاصة بالقنصلية الفرنسية بالجزائر. إبداع قارة علي تعدى ورشته إلى تزيين بلاطوهات الكثير من الحصص التلفزيونية مثلما قال، بالإضافة إلى تصميم و صناعة جوائز المهرجان الدولي للمسرح ببجاية لعدة سنوات متتالية، مردفا بأنه من جسد أيضا مآذن مسجد إيفري ببجاية. و عن تصميماته قال محدثنا بأنه يميل أكثر غلى الجمع بين التقليدي و العصري الشيء الذي حمله إلى استغلال التكنولوجيا لهذا الغرض، كاشفا في سياق ذي صلة عن الدورة التكوينية التي سيستفيد منها قريبا بفضل اتفاق مع لجنة أوروبية ستمنحهم فرصة التكوين في مجال التصميم لاكتساب مهارة أكبر في هذا المجال. تحفه المتميّزة، منحته فرصة المشاركة في عديد المعارض الوطنية و الدولية منها ستراسبورغ و المغرب ..و غيرها، كما حاز على الكثير من الجوائز و المراتب الأولى في عدة مسابقات حرفية. و قال علي قارة بأنه يميل أكثر إلى صناعة و نقش عاكسات الأضواء»آباجور» و الثريات و الفوانيس التي يمزج في تصميمها بين الأصالة و العصرنة، مما يجعلها محل إعجاب كل من يراها. و اليوم يعكف هذا الحرفي على إعداد تحف خاصة بتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية تتنوّع بين الصينيات التقليدية و العصرية و الفوانيس و التحف التذكارية بمختلف تصاميمها و أحجامها.