أقيم مساء أمس الأول بسكيكدة حفل زواج جماعي لفائدة 6 أزواج احتضنته قاعة قصر الثقافة والفنون بقلب المدينة، وذلك بمبادرة من جمعية الرعاية الاجتماعية. وعرف الحفل في طبعته التاسعة حضورا قويا لعائلات وأقارب الأزواج بالإضافة إلى السلطات المحلية ممثلة في رئيس البلدية وبعض الضيوف والجمعيات المهتمة بهذا الشأن. وقد زف العرسان في موكب جماعي طاف الشارع الرئيسي وبعض المواقع السياحية بالمدينة، قبل أن يتوجه إلى قاعة الاحتفال أين أقيم حفل بهيج على وقع الزغاريد والوصلات الإنشادية لفرقة «أبو ماجد» ليشرع بعدها في مراسيم الحناء للعرائس، وهي العملية التي أشرفت عليها مجموعة من الفتيات التابعة للجمعية رفقة عائلات الأزواج في أجواء مميزة طبعتها الفرحة والسرور في نفوس العرسان. المبادرة تخللها توزيع بعض الهدايا على المستفيدين من هذه العملية تمثلت حسب رئيس الجمعية في فستان أبيض للعروس، وطاقم ذهبي وبذلة للعرسان، وأفرشة وأغطية ومطبخ، وثلاجة ومبلغ مالي قدره30 ألف دج، ومجموعة من الهدايا الخفيفة. و أرجع ذات المصدر تقلص عدد المستفيدين من هذه العملية مقارنة بالمواسم الماضية يعود إلى نقص الإمكانيات المادية للجمعية التي تلقت هذا السنة أزيد من 15 مسجلا لشباب من العائلات الفقيرة والمعوزة و كذا ذوي الدخل الضعيف من مختلف مناطق الولاية، مشيرا إلى الشروط التي وضعتها الجمعية أبرزها أن يكون الشاب له دخل مادي و لو كان محدودا، إبرام العقد المدني والشرعي مع الزوجة، التزام الزوج بخطة الزواج الجماعي التي وضعته الجمعية، بالإضافة إلى شرط أساسي يحث على أن يكون المعني غير متزوج و يسبق له الزواج وتعطى الأولوية في هذا الزواج حسب محدثنا للمتقدمين في السن. و أجمع الأزواج في حديثهم للنصر التي عايشت هذا الحفل عن فرحتهم الكبيرة بدخولهم القفص الذهبي وتطليقهم حياة العزوبية بعد سنوات من الانتظار بسبب حالتهم الاجتماعية الصعبة، و أكد يوسف وهو مكفوف من مدينة أم الطوب أنه يحس بأنه ولد من جديد، بعد أن مكنته الجمعية من إكمال نصف دينه وتطليق حياة العزوبية. من جهتها رئيسة الاتحاد الولائي للمكفوفين عياشي النمرة كانت في غاية السعادة لاختيار أحد المكفوفين ضمن المستفيدين من هذا الزواج الجماعي متوجهة بشكرها الكبير للقائمين على جمعية الرعاية الاجتماعية متمنية أن يستفيد مكفوفين آخرين من هذا العملية مستقبلا. وأجمع بقية العرسان في تصريحاتهم للنصر بأنهم في قمة السعادة بدخولهم القفص الذهبي بعد أن عجزوا عن توفير تكاليف الزواج بسبب ظروفهم الاجتماعية المزرية واعتبره البعض حلم وتحقق. من جهة أخرى ذكر رئيس الجمعية أن عدد الشباب الذين حققوا حلمهم بإكمال نصف دينهم عن طريق الجمعية أزيد من 170 زوجا مند انطلاق العملية سنة2004 والجمعية تعمل كما قال كل عام على توسيع العملية لتشمل أكبر عدد ممكن من الشباب عبر مختلف مناطق الولاية، متوجها بالشكر إلى السلطات الولائية والمحلية وكل المؤسسات الخاصة والمحسنين الذين ساهموا في هذا الزواج الجماعي. كما تقوم الجمعية من حين إلى آخر بمبادرات خيرية لفائدة العائلات المعوزة بتقديم قفة البركة وختان الأطفال.