غريب أمر مسؤولي الرابطة المحترفة لكرة القدم، وفي مقدمتهم رئيسها محفوظ قرباج، الذي أكد في خرجاته الصحفية في بداية الموسم الجاري، بأنه عازم على محاربة ظاهرة العنف تطبيقا لتعليمات رئيس الفاف، والسهر على تطبيق القوانين العامة للفيدرالية، وقوانين المنافسة التي تشرف على تسييرها هيئته، لكنه وبقية مساعديه ما فتئوا يفاجئوننا بقرارات تعاكس تماما مضمون تلك التصريحات، على غرار خرجة لجنة الانضباط التي يرأسها رئيس الفاف السابق حميد حداج، والتي قررت في اجتماعها الأخير معاقبة 3 فرق بغرامة مالية قدرها 3 ملايين سنتيم، وهذا بحجة استعمال أنصارها للشماريخ والألعاب النارية. ومن بين الفرق المغرمة النادي الرياضي القسنطيني، الفريق الوحيد الذي فاق عدد أنصاره في اللقاء الثاني لبطولة الرابطة المحترفة الأولى أمام الحمراوة، عدد أنصار بقية الفرق بمختلف الملاعب، وقد كان تصرفهم حضاريا من خلال تحليهم بالروح الرياضية، والدليل تصفيقهم على اللاعب الليبي الزعبية بعد تسجيله لهدف التعادل، وترديدهم طيلة مجريات اللقاء لشعار «خاوة خاوة السنافر وحمراوة»، واعتراف الفريق الوهراني ومدربه كفالي بحسن الاستقبال، والروح الرياضية داخل وخارج المستطيل الأخضر، والأكثر من هذا احتفالهم بهدف القائد بزاز الرائع وبعد الإعلان عن نهاية اللقاء على طريقة مناصري أكبر الأندية الأوروبية، من خلال إشعال هواتفهم النقالة، والتي حسب علمي لم يصدر لحد الساعة قانون يمنع استعمالها، وهو ما أضفى على الديكور العام لملعب الشهيد حملاوي، مسحة جمالية أكدت بأن أنصار السنافر ليسوا بالهمجية التي يحاول البعض إلصاقها بهم، وإذا كانت حجة هيئة حداج تقريري الحكمة بوكواسة ومحافظ اللقاء الحاج مسعود كوسة، والخاص ب «الشمروخ» الوحيد الذي استعمله أحد الأنصار دون يلقي به إلى أرضية الميدان، فما بال هيئة الانضباط تغض الطرف على «الشمروخ» الذي رمى به أحد مناصري شباب بلوزداد من إحدى العمارات المجاورة لملعب 20 أوت، في اللقاء أمام أمل الأربعاء، وهو اللقاء الذي لعب بدون جمهور، بسبب معاقبة ملعب أبناء العقيبة، والذي شاهده الجميع عبر الشاشة من خلال حصة دوري المحترفين؟. نتمنى فقط أن لا تكون معاملة الفريق القسنطيني باستعمال سياسة الكيل بمكيالين، على أساس أن فريق شباب بلوزداد هو فريق رئيس الرابطة، فال 50 ألف سنفور الذي عادوا بقوة إلى المدرجات، وأصبحوا يضمنون الفرجة بكل الملاعب في حلهم وترحالهم، يأملون أن لا تحارب الرابطة المحترفة العنف بالملاعب بتغريم الروح الرياضية.