دور الحضانة بقسنطينة مكتظة قبل الدخول الاجتماعي والعاملات يبحثن عن البديل أغلقت غالبية دور الحضانة بقسنطينة و الخروب و عين سمارة و علي منجلي، قوائم التسجيل الخاصة بها، منتصف شهر جويلية أي قبل نهاية موسم نشاطها السنوي، وذلك بعدما عمدت غالبية الأمهات العاملات إلى إعادة تسجيل أبنائهن و حجز أماكن مسبقة، خوفا من الاكتظاظ و الضغط الذي يعد هاجسهن مع كل دخول اجتماعي جديد. إيجاد جليس مناسب للأطفال تحول إلى كابوس بالنسبة للعديد من الأمهات العاملات، خصوصا على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي التي لا تتوفر على أزيد من أربع دور حضانة، على اعتبار أن كل الرياض الموجودة حجزت، ما وضع العائلات التي استفادت من سكنات جديدة بالمنطقة مؤخرا أمام معضلة حقيقية تخص إيجاد جليس للأطفال، حتى وإن تعلق الأمر بدور حضانة لا توفر شروط النقل و الإطعام المناسبة أو رياض غير معتمدة، بالمقابل وجدت أخريات أنفسهن أمام انعدام تام للخيارات بسبب عدم توفر أي مقاعد خصوصا على مستوى الوحدات الجوارية المعزولة نوعا ما عن وسط المدينة. مشكل الضغط على دور الحضانة و عدم توفر مقاعد كافية، طرحته كذلك أمهات من بلديات كالخروب و عين سمارة، إذ أصبح الحصول على مكان لطفل في الروضة، بحاجة إلى وساطة، أو تأكيد الحجز قبل أشهر من الدخول الاجتماعي ودفع تسبيق على أول شهر. السيدة عذراء أم لتوأم في عمره سنتين، أوضحت بأنها و بعد معاناة طويلة لإيجاد حضانة شاغرة، ببلدية عين سمارة، اضطرت للتوسل لصاحبة إحدى الرياض لتستقبل أبناءها بعدما عجزت عن تسجيلهم بدور الحضانة الموجودة بالمنطقة، مشيرة إلى أنها وجدت نفسها مضطرة للقبول بكافة شروط صاحبة الحضانة، بما في ذلك عدم توفر خدمة النقل، و استلام أبنائها قبل الساعة الخامسة و النصف مساء. أما السيدة الدنيا، التي انتقلت حديثا للعيش بالمدينة الجديدة علي منجلي، فأخبرتنا بأنها عانت الأمرين في رحلة بحثها عن حضانة تستقبل طفليها، و اضطرت في النهاية للقبول بتفرقتهما عن بعضهما بعدما عجزت عن إيجاد روضة تتوفر على أماكن شاغرة لكليهما، حيث سجلت الفتاة بعد توسط أحد أقاربها لدى صاحبة دار حضانة، فيما لا تزال تبحث عن روضة أخرى لتسجيل ابنها الثاني. مقابل ذلك وجدت أمهات أخريات أنفسهن مجبرات على البحث عن جليسة أطفال مستقلة، أو المخاطرة بتركهم في دور حضانة غير معتمدة من الجهات الرسمية، رغم كل ما يثار حول المعاملة السيئة التي يتعرضون لها و ضعف الخدمات المقدمة فيها ، غير أن غياب البدائل وعدم توفر رياض كافية قادرة على استقبال أطفالهن جعلهن يرضخن للأمر الواقع. من جهة ثانية طرحت الأمهات مشكلة متعلقة بمواقيت عمل دور الحضانة، و التي تنطلق من الساعة السابعة صباحا إلى حدود السادسة مساء بالنسبة للبعض منها، في المقابل تغلق رياض أخرى أبوابها عن الساعة الخامة، ما يضع الأولياء في حرج بسبب عدم توافق ذلك مع برنامج عملهم، فتضطر الأمهات إلى مغادرة مكاتبهن في وقت أبكر لاستلام ابناهن قبل إغلاق الحضانة، ذلك رغم غلاء تكاليف الحضانة التي تصل ببعض الرياض المتواجدة على مستوى المدينة الجديدة علي منجلي إلى 8000دج للطفل الواحد، دون احتساب نفقات النقل المقدرة ب 2500دج. تكاليف التسجيل تدفع بشكل مسبق أي بمجرد تسجيل الأبناء، و تتراوح عادة بين 5000 إلى 1200دج للطفل، حسب نوعية الخدمات، فمنها من توفر الإطعام و النقل، فضلا عن التدريس، و منها ما تضع زبوناتها أمام خيار تقليص نفقات الإطعام و النقل التي تقدر عادة ب 2000 إلى 3000دج. مصالح النشاط الاجتماعي بقسنطينة أوضحت بأن عدد دور الحضانة بالولاية عموما يتعدى 40 روضة بينها رياض تابعة لبلديات و أخرى لذات المصلحة، مشيرة إلى تسجيل أزيد من خمس طلبات ترخيص بفتح روضة، منها ما يزال قيد الدراسة و منها ما تم رفضه بسبب عدم توفره على الشروط المطلوبة.