سلاح "النيف" يصنع الملحمة الجزائرية في الأراضي الكورية لم يكن تأهل المنتخب الوطني العسكري إلى نهائي مونديال كوريا الجنوبية سهلا، لأن التواجد في «مجموعة الموت» أجبر «الكومندوس الأخضر» على إظهار المهارات الفنية الفردية العالية، مع إشهار سلاح الإرادة و»النيف». صور ارتسمت أكثر في لقاء الجولة الأخيرة لدور المجموعات أمام منتخب البلد المنظم (كوريا الجنوبية)، لأن «فيزيونومية» المقابلة أبقت تأشيرة التأهل إلى النهائي في المزاد، لأن النخبة الوطنية كانت متفوقة في الشوط الأول بهدفين، حملا توقيع كل من مهدي عبيد (د:10)، و بن قابلية في (د:22)، لكن الكوريين عادوا بقوة في المرحلة الثانية ونجحوا في تعديل النتيجة، ما رجح كفتهم لتنشيط المقابلة النهائية، بفضل فارق الأهداف العام، لكن الهدف الذي أمضاه عكاشة حمزاوي في الدقيقة الأخيرة، قلب الموازين وجعل التأهل جزائريا. مسيرة «العسكر» الجزائري في هذه الدورة كانت مميزة، لأن تدشين المشوار لم يكن سهلا، والفوز على قطر كان بشق الأنفس، وفي الأنفاس الأخيرة من عمر اللقاء، قبل أن يستعرض قدراته الهجومية بسحق «المارينز» الأمريكي بخماسية نظيفة، لكن المهمة كانت أصعب في المباراة الثالثة، ضد العسكر الفرنسي، وقد كان الفوز جزائريا، ليكون التأكيد على الأحقية في تنشيط النهائي بالإطاحة بمنتخب كوريا الجنوبية، الذي كان مرشحا للتتويج. تأهل جاء ليساير الأهداف التي ضبطتها قيادة الأركان بوزارة الدفاع الوطني، تجسيدا للسياسة الرشيدة التي سطرتها، والرامية إلى إعطاء اهتمام كبير بالرياضة العسكرية، فكانت كرة القدم واحدة من أبرز الرياضات التي تمت المراهنة عليها، سيما وأن مدير الرياضات العسكرية اللواء مقداد بن زيان، كان قد نجح بالتنسيق مع الفاف في إدخال مشروع أول بطولة وطنية عسكرية «معتمدة» حيز التطبيق قبل 3 سنوات، مواكبة للإنجاز الذي حققه «الخضر» في ريو دي جانيرو في 2011، لتكون ثمار ذلك التواجد على بعد 90 دقيقة من التتويج باللقب العالمي لثاني مرة في التاريخ. إلى ذلك فإن الاهتمام الكبير بالمنتخب العسكري من طرف وزارة الدفاع الوطني يتجسد من خلال المراهنة على تقنيين من خيرة الكفاءات على الصعيد الوطني، لأن التشكيلة الوطنية يقودها مدربون سبق لهم التواجد في العارضة الفنية لباقي المنتخبات «المدنية» وكذا العديد من الأندية، في صورة الناخب الوطني السابق عبد الرحمان مهداوي و كذا يونس إفتيسان.