قسنطينيات يحضرن أطباقا شهية للإحتفال بالنصر على أمريكا تحرص العديد من ربات البيوت القسنطينيات هذه الأيام المونديالية الساخنة على تحضير أشهى الأطباق التي تجسد بمكوناتها المختلفة ألوان العلم الوطني للتعبير -على طريقتهن- عن دعمهن وتشجيعهن للخضر، وتفاؤلهن بفوزهم في مقابلتهم مع الفريق الأمريكي اليوم ومن ثمة اسعاد أفراد أسرهن الذين لا يكفون عن الدعاء للأفناك. ال "بايلا" مثلا الطبق الاسباني التقليدي الذي كان قبل سنوات غريبا عن المطبخ القسنطيني أصبح هذه الأيام المونديالية مألوفا ورائجا ومرغوبا والسر في ذلك، تقول أم حمزة، موظفة شابة، انه يحضر أساسا بالرز وهو أبيض اللون، وصلصة الطماطم والتوابل ويزين بمزيج من البازلاء (الجلبانة) وقطع الفلفل والسمك الأبيض، والمحار والجمبري ويباع هذا الخليط البحري والبري، مجمدا جاهزا للطهي السريع بعد اذابة جليده بسعر 520دج للكيلو غرام الواحد.. وكافة هذه المكونات تضيف ربة البيت المناصرة حتى النخاع للخضر، على غرار زوجها وولديها، تضمن تقديم طبق تنسجم به الألوان العزيزة: الأخضر والأبيض والأحمر، مما يزرع الكثير من الأمل في قلوب من يتذوقه برفع العلم الجزائري عاليا في الدور المونديالي الثاني الذي تؤكد بأن الخضر سيصلونه لا محالة. بين ال "بايلا" والبيتزا تتألق ألوان العلم وقالت احدى الزبونات التقينا بها في محل لبيع اللحوم والأسماك المجمدة: "ابنتي الكبرى وهي طالبة جامعية، من أشد المعجبين والمناصرين للخضر، وقد طلبت مني تحضير طبق "البايلا" وقالت لي بأنه أصبح بمثابة موضة بين الجامعيات كوسيلة تدعم اقبالهن على الأزياء والاكسسوارات والأعلام لتشجيع رفاق زياني ومطمور.. لأنه يضمن بروز الألوان الوطنية ضمن مكوناته وهو جد شهي ويبعث على التفاؤل.. لقد سبق وأن تناولته في غرب البلاد حيث يحضر بكثرة في المطاعم والبيوت، ربما بفضل المونديال سيحظى بانتشار واسع بقسنطينة" وتدخلت زبونة أخرى وهي فتاة في العشرينات، لتوضح بأنها حصلت على وصفة تحضير هذا الطبق من جارتها الوهرانية منذ أسبوعين، وتحضره لإخوتها كل مساء، ليتناولونه معا في أجواء رياضية حماسية وهم يتابعون مقابلات جنوب افريقيا في انتظار فوز الخضر يوم الأربعاء على الماريكان كما أكدت. وقال التاجر الشاب بأن الاقبال على اقتناء البايلا المجمدة المستوردة من البرازيل يتزايد منذ تعادل الخضر مع الانجليز.. ليس فقط لأنها تضم مكونات بألوان "الخضرا" بل أيضا لأنها مستوردة من بلد معروف بانتصاراته الكروية الساحقة وذلك على سبيل التفاؤل والفأل الحسن.. على حد قوله. ومن الأطباق التي أصبحت ربات البيوت يتفنن في تحضيرها بشكل يبرز جماليات ألوان العلم ورمزيتها، "البيتزا"... وتقول الفتاة دنيا، 18 سنة، أنها تراهنت مع أمها وأختها في ذلك، فربحت الرهان اذ حضرت أمس بيتزا كبيرة تجسد العلم الوطني وليس ألوانه فقط، مستخدمة صلصة الطماطم، والجبن المبشور والفلفل الطازج والأعشاب العطرية .. والطبق الصيفي الخفيف المحبوب من طرف القسنطينيين، "الحميص" ليس بمنأى من موجة الحماس وتشجيع الخضر، حيث قالت الجدة مسعودة بأن أحفادها يصرون على أن تضيف اليه قطعا صغيرا من البطاطا لأنها بيضاء!. أما أطباق المكرونة، فقد أصبحت حقلا خصبا للأفكار، المهم أن تحقق بعض التفاؤل الأخضر، وقائمة الأطباق والتحليات والسلطات والحلويات مفتوحة للمشجعات المبدعات، كما تلقى المثلجات وأنواع الحلويات الملونة بالأخضر والأحمر والأبيض رواجا كبيرا ... والسوق الاستهلاكية التشجيعية في أوج ازدهارها.