القذافي مستعد للتخلي عن الحكم مقابل ضمان خروجه بأمان من ليبيا مع أسرته ذكرت تقارير إخبارية أمس أن معمر القذافي أرسل الأحد الماضي مفاوضا باسمه للمجلس الوطني المؤقت الذي شكله المحتجون المناوئون له في بنغازي، وأنه أعلن عن استعداده للتخلي عن الحكم والرحيل خارج ليبيا مقابل ضمان سلامته هو وأسرته. ونقلت صحيفة خليجية عن مصادر ليبية مطلعة بمدينة بنغازي، أن القذافي اشترط لإتمام هذا الاتفاق أن يعقد مؤتمر الشعب العام "البرلمان الحالي" ليعلن القذافي خلاله التنحي ويسلم السلطة إلى المجلس الوطني، شرط ضمان سلامته هو وأسرته وضمان أمواله، وأضافت ذات المصادر في اتصالات مع الصحيفة، أن القذافي اشترط مساعدته في الخروج من ليبيا إلى البلد الذي سيقصده، وأن يتم التنازل عن ملاحقته ومطاردته بالخارج وتقديمه للمحاكم الدولية، وأكدت المصادر أن الخبر تم التمهيد له بتسريب بعض الشائعات حول مرض القذافي وأنه أصيب بجلطة دماغية شبيهة بجلطة سابقة أصيب بها منذ عدة سنوات، وكشفت عنها وثائق موقع "ويكيليكس" الإلكتروني مؤخرا. في حين لم يتم الكشف حتى الآن عن فحوى رد المجلس الوطني المؤقت، واكتفت ذات المصادر بالقول أنه حتى الآن لا يوجد رد رسمي على مطلب القذافي بالسلب أو الإيجاب، مع التأكيد أن الاتجاه العام الشعبي الموجود هو رفض التفاوض والحوار مع القذافي تحت أي ظروف. من جهة أخرى كشفت بعض المصادر أن القذافي قام أمس بتوزيع كمية من الأسلحة والذخيرة على الشباب من أبناء رفاقه الموالين له في طرابلس، وأبناء قيادات اللجان الثورية، في مناورة يسعى من خلالها إلى تعمد خلط الأمور، وإشاعة الفوضى حتى لا تتضح الصورة كاملة أمام وسائل الإعلام والمتابعين لما يحدث في ليبيا، حيث شرع هؤلاء الشباب في إطلاق الرصاص في شوارع العاصمة بشكل بث الرعب والبلبلة بين المواطنين، وفي صفوف الصحافيين والمراسلين الأجانب الذين جلبهم نظام القذافي إلى طرابلس. وفي ذات السياق الذي يدل على جنوح نظام القذافي نحو كفة الحوار والتفاهم مع المحتجين المعارضين لحكمه، ظهر أمس على شاشة التلفزيون الحكومي عضو بارز في المؤسسة الحاكمة وهو جاد الله عزوز الطلحي الذي كان رئيسا للوزراء في ليبيا في الثمانينات وهو من شرق ليبيا، وناشد زعماء المحتجين قصد بدء حوار في إشارة واضحة حتى الآن على استعداد القذافي للتوصل لتسوية مع المناهضين لحكمه. وطلب المتحدث في كلمة موجهة لشيوخ القبائل في بنغازي القاعدة الرئيسية للمحتجين، منح "فرصة للحوار الوطني وحل الأزمة والمساعدة في وقف إراقة الدماء وعدم منح الأجانب فرصة لاحتلال البلاد ثانية"، وإن كانت وحقيقة أن مناشدة الطلحي أذيعت في التلفزيون الحكومي تشير إلى أنها تحظى بتأييد رسمي، فإنها لم تشر إلى أي تنازلات قد تكون حكومة القذافي مستعدة لتقديمها. وفي المقابل أكد المحتجون أنهم لن يقبلوا بأي شيء أقل من انتهاء حكم القذافي المستمر منذ أربعة عقود من الزمان، وذلك في وقت لم يبد فيه القذافي وأعوانه استعدادا يذكر للحوار، وما زالوا يصفون المحتجين بأنهم شبان مسلحون وقعوا تحت تأثير المخدرات ويتلاعب بهم تنظيم القاعدة وقوى أجنبية.وقد أكد المجلس الوطني الانتقالي الليبي أن ليس هناك مجالا لحوار موسع مع حكومة القذافي وأن أي محادثات يجب أن تكون على أساس التنحي.ق و/الوكالات