مصنع "صوميفوص" للفوسفات لم يعد قادرًا على الوفاء بإلتزاماته الدولية كشف المدير العام لمؤسسة "صوميفوص" المختصة في إنتاج وتصدير الفوسفات الخام بتبسة عن جملة من المشاكل التي تتخبط فيها هذه الشركة إنطلاقا من الانتاج بجنوب الولاية ومرورا بنقل المنتوج إلى ميناء عنابة ووصولا إلى عراقيل أخرى تطال عمليات التسويق والتصدير. وأوضح السيد نورالدين زايدي في هذا الإطار أن مؤسسته التي تقدمت كبرى المؤسسات الناشطة في مجال المناجم قد حققت الأهداف المسطرة غير أنها لازالت حسب المتحدث تعاني من عدة صعوبات وعراقيل، الأمر الذي يرهن التزاماتها الدولية مع زبائنها عبر 4 قارات في سوق تنافسية كبرى. وإستنادا للمتحدث فإن التحولات الكبرى التي شهدها القطاع والعالم وتعاقب عقود من الزمن على إنشاء هذه الشركة المختصة في إنتاج وتصدير الفوسفات قد أثر على المصنع المتواجد بمنطقة جبل العنق (ببئر العاتر) بحيث لم ترصد الدولة أغلفة مالية لتجديده بالرغم من إنشائه في ستينيات القرن الماضي. وهذه الوضعية قد دفعت العمال في كثير من الأحيان إلى صيانته بإمكانياتهم المالية وذلك لمواصلة الإنتاج والوفاء بالتزامات الشركة. وبرأي محدثنا فإن المصنع بحاجة إلى موارد مالية إضافية لتجديده وتدعيم طاقته الانتاجية أما ثاني إشكال مطروح على مفكرة مسؤولي هذه المؤسسة هو قضية نقل المنتوج بواسطة القطارات إنطلاقا من مجمع جبل العنق ومرورا بتبسة ووصلا إلى ميناء عنابة المخصص للتصدير وشحن هذه الكميات إذ سجلت ادارة الشركة حدوث إنحرافات للقطارات المخصصة لنقل الفوسفات في السنوات والأشهر الأخيرة، إذ تؤرق هذه المشكلة بال المسيرين بالنظر للخسائر المترتبة عن هذا التأخير أو الانحرافات التي تخل بالعمل وتدرس معالجة الإشكال من خلال الاستعانة بالشاحنات لنقل هذه المادة الحيوية إلى ميناء عنابة بالرغم من الكلفة المرتفعة لهذه العملية والتي قد تتضاعف 3 مرات مقارنة بنقل الفوسفات عن طريق القطارات. والكل يأمل ان تتحقق الوعود بإنجاز خط سكة حديدية ثانية للقضاء على هذا المشكل العويص وتجاوز مشكلة قدم الشبكة الحالية. ومن جهة أخرى ذكر المتحدث أن مؤسسة "صوميفوص" تعاني كذلك من تحدي آخر يتمثل في صعوبة نقل مابين 50 الى 60 ألف طن في باخرة واحدة إنطلاقا من ميناء عنابة وذلك بسبب تواجد كميات هامة من الحديد وفلزات أخرى داخل أعماق المياه بالميناء وأكد المدير أن مصالحه وجهت عدة مراسلات في هذا السياق لتنظيف عمق الميناء لتأمين نقل كميات معتبرة من هذه المادة تلبية لرغبات الزبائن. من جهة أخرى عرج المدير العام على واقع مؤسسته حيث أكد بالمناسبة أنها حققت جميع أهدافها المسطرة لسنة 2010 بالرغم من الصعوبات المذكورة مرجعا ذلك إلى تظافر جهود الجميع من مسيرين واطارات وعمال، إذ سوقت قرابة مليون و636 ألف طن خلال سنة 2010 متجاوزة سقف ما أنتج سنة 2009 بمرتين بعد انقشاع غيوم الأزمة العالمية، كما كلّلت مجهودات إدارتها وتفاني عمالها البالغ عددهم 2000 عامل تقريبا بكسب زبائن جدد وتصدير الفوسفات الخام الى الكثير من الدول عبر قارات: أوروبا، أمريكا اللاتينية وآسيا واستراليا وهو الأمر الذي ساعد على ضخ موارد مالية هامة من العملة الصعبة للدولة.. وتُعد شركة "صوميفوص" من الشركات الرائدة في تبسة فيما تتكون من مجمع للانتاج والتحويل بجبل العنق بتبسة ومنشآت مينائية بعنابة للتصدير نحو الخارج فضلا عن مركز للبحوث التطبيقية بالمنطقة الصناعية بتبسة لتدعيم البحوث العلمية في هذا المجال وتعتمد هذه المؤسسة بعد انفصالها عن المؤسسة الأم ومنذ تأميم المناجم على مواردها المالية وامكانياتها الخاصة سواء في مراحل الانتاج أو نقل المنتوج وتصديره وتسويقه وهو الأمر الذي يؤثر نوعا ما على توازناتها المالية. الجموعي ساكر