مروانة ..مدينة عريقة تغرق في الأوحال والغبار يرى الكثير من سكان بلدية مروانة بأن مدينتهم التي تعد إحدى أقدم وأعرق البلديات والدوائر على المستوى الوطني بولاية باتنة، لم تنل نصيبها بعد من المشاريع التنموية ويتطلعون لمشاريع تزيد من تحسين إطار الحياة للمواطن، من ربط بالكهرباء، والغاز على مستوى بعض المشاتي والقرى، وإنجاز مشاريع للتهيئة الحضرية لتحسين الوجه الجمالي للمدينة التي لا تزال الكثير من أحيائها وشوارعها ترابية وتغرق في الأوحال. ربورتاج: ياسين عبوبو ويتطلع السكان لتفعيل دور مشاريع مهملة تتمثل في محطة نقل المسافرين ومحطة تصفية المياه المستعملة وهما مشروعان جاهزان بقيا غير مستغلين منذ 5 سنوات، ويأمل السكان أن تستفيد مروانة من مشاريع تدفع بوتيرة التنمية على غرار مشروع طريق أم الرخا الذي سيرى النور بعد طول انتظار. رغم أن مدينة مروانة تعد من أعرق الدوائر على المستوى الوطني وأقدمها، إلا أن الزائر للمدينة والمتجول في شوارعها، سيصطدم بمنظرها الشاحب نتيجة غياب التهيئة سواء داخل المدينة الأم مروانة أو تجمعاتها السكانية الكبرى الثلاثة وهي علي النمر وشيدي وأقرادو، ويشتكي المواطنون من هذه الوضعية المتدهورة التي تؤرقهم والتي كثيرا ما دفعتهم للاحتجاج، كما أن الوادي الذي يشق المدينة يشوه هو الآخر وجهها بعد أن تحول إلى مصب للمياه القذرة والنفايات، في انتظار انتهاء أشغال تهيئته بعد انطلاق المشروع مؤخرا، وبلغت درجة انعدام التهيئة داخل العديد من الشوارع والأحياء إلى أن بعضها أرضيته ترابية تتحول إلى أوحال كلما تساقطت زخات المطر تحاصر السكان من كل الجهات، ومن بين هذه الأحياء التي تعاني من هذه الوضعية حي علي النمر الذي يضم لوحده كثافة سكانية تقدر بحوالي 10 آلاف نسمة. ويقر رئيس البلدية في لقائنا معه، بعدم كفاية المشاريع المنجزة في إطار التهيئة والتحسين الحضري لعدم قدرة البلدية نظرا لضعف ميزانيتها المالية، موضحا في ذات السياق استفادة بعض الأحياء منذ ثلاث سنوات من مشاريع للتهيئة على غرار أحياء هواري بومدين، حي المجاهد، الأمل أحمد سعيدي، طريق قصر بلزمة، حي طريق الثانوية تعاونية العهد و تحصيص سلالمة، بالإضافة لتوجيه مشاريع أخرى خاصة بمديرية البناء والتعمير استفادت منها أحياء فاخرة، العربي بن مهيدي العربي سعد، ونزار رشيد. الماء والغاز والكهرباء مطالب سكان المشاتي والقرى يطرح سكان عديد القرى والتجمعات السكانية ببلدية مروانة مشاكل غياب الماء والكهرباء والغاز، حيث تتكرر أزمة الماء كل فصل صيف خاصة بالنسبة لسكان الجهة الشمالية لمدينة مروانة، ويرجع المير ذلك إلى تزود سكان تلك الجهة بمياه بئر ارتوازي يقع بإقليم بلدية الزانة البيضاء موضحا بأن القناة التي تربط السكان بالمياه، تتعرض إلى التخريب من طرف فلاحين يحدثون بها تسربات حتى يستغلون المياه في الري الفلاحي، مشيرا أيضا إلى قيام مواطنين ببلدية الزانة بغلق القناة مؤخرا للتعبير عن احتجاجهم ما تسبب في قطع المياه عن سكان بمروانة لمدة 10 أيام. وبالإضافة لأزمة الماء التي تمس بصفة خاصة سكان الجهة الشمالية على غرار سكان حي 800 مسكن، فإن عدم استفادة قرى من الربط بشبكتي الكهرباء والغاز منها منطقة الهناشير والهنشيرة وأولاد شاغي والمنازرة دفع سكانها للاحتجاج في عديد المرات من أجل ربطهم بشبكة الغاز، بالإضافة لمطالبة سكان الأرياف بمحيط علي النمر وأقرادو وذراع الطين بدعمهم بالكهرباء لبعث النشاط الفلاحي خاصة بعد عودة مهجرين من الأرياف بسبب العشرية السوداء إلى أراضيهم، واتساع رقعة نشاط تربية الدواجن التي جعلت مروانة قطبا بامتياز في إنتاج الدواجن والبيض. تحفظات ديوان التطهير وراء تعطل استغلال محطة تصفية المياه أنجزت بمنطقة شيدي التي تضم لوحدها حوالي ثمانية آلاف نسمة، محطة لتصفية المياه المستعملة انتهت بها الأشغال منذ خمس سنوات غير أنها ظلت مهملة وخارج حيز الاستغلال رغم أهميتها الكبيرة في معالجة مياه عدة تجمعات سكانية بمروانة، من علي النمر إلى لقصر ومروانة فشيدي، وهي التجمعات السكنية التي تصب مياهها المستعملة في الوديان والأراضي الفلاحية، ويرجع رئيس البلدية عدم استغلالها إلى تحفظات رفعها ديوان التطهير لدى مصالح مديرية الري والموارد المائية ما جعلها خارج حيز الاستغلال منذ سنوات. من جهته مدير قطاع الموارد المائية والري لولاية باتنة أوضح للنصر، بأن انعدام ميزانية تكميلية خاصة بالمشروع أدى إلى عدم إتمام بعض الأشغال موضحا بأن مبالغ مالية رصدت مؤخرا خصيصا لإعادة هيكلة مشروع محطة التصفية بشيدي. وأضاف ذات المسؤول بأن إجراءات قيد التحضير من أجل الانطلاق في أشغال تهيئة المحطة على أن تدخل حيز الاستغلال في ظرف ثلاثة أشهر على أقصى تقدير. زيادة على مشروع محطة تصفية المياه ، يوجد مشروع آخر يتمثل في محطة لنقل المسافرين أنجزت بالمدخل الشمالي ظلت مهملة هي الأخرى منذ أزيد من خمس سنوات، وقد طالها التخريب بعدما استهلكت أموالا باهضة. وكان ناقلون قد عبَروا في وقت سابق عن رفضهم الالتحاق بها لموقعها البعيد عن المدينة، وهو الانشغال الذي كان مواطنون قد طرحوه بدورهم أيضا وحسب ما أفادت به مصادر مسؤولة بمديرية النقل فإن تأخر إسناد المحطة لمؤسسة تسيير هو ما أخر استغلالها، وأشارت ذات المصادر إلى إسناد تسييرها مؤخرا إلى مؤسسة عمومية. توزيع 800 سكن اجتماعي قريبا وتزايد الطلب على الريفي كشف رئيس بلدية مروانة وزاني عمر في حديثه مع النصر، عن اقتراب موعد توزيع حصة سكنية ذات الصيغة الاجتماعية تقدر ب800 وحدة انتهت منها الأشغال وذلك قبل الثلاثي الأول من سنة 2016 وهي الحصة السكنية المنجزة بمنطقة فاخرة، وحسب المير فإن صيغة البناء الريفي باتت تجد طلبا واسعا بلغ أزيد من 1900 طلب في حين أن الحصة الأخيرة التي استفادت منها البلدية لا تتجاوز 100 سكن قال بأنها قيد الإجراءات على مستوى صندوق السكن. المير أوضح بأن، حصة 800 سكن اجتماعي إيجاري تنقصها فقط الرتوشات الأخيرة المتعلقة بالتهيئة الخارجية، في حين اعتبر، بأن تجمعات سكنية كبيرة تابعة للبلدية حرمت الاستفادة من السكنات الريفية بسبب مرسوم يصنفها كمناطق حضرية لوجود كثافة سكانية كبيرة بها ، وأكد بأن تمكين هذه التجمعات السكانية مثل علي النمر، أقرادو، وشيدي من الاستفادة من السكن الريفي سيقلص الطلب على السكن الاجتماعي بدل تحويل طالبين للسكن من التجمعات المذكورة نحو مدينة مروانة. طريق أم الرخا حلم عمره 30 سنة يتحقق من بين أبرز المطالب التنموية التي طرحها سكان بلدية مروانة بمختلف تجمعاتها السكنية وخاصة سكان علي النمر ، إنجاز طريق أم الرخا الذي يعد بمثابة حلم راود السكان منذ أزيد من ثلاثين سنة، وهو المسلك الذي يعود للحقبة الاستعمارية الفرنسية وقد حالت الظروف الأمنية دون إنجازه أثناء العشرية السوداء قبل أن يتجدد مطلب إنجازه بقوة من طرف السكان بعد استتباب الأمن، وقد عمَت الفرحة السكان بعد الإعلان مؤخرا عن موافقة الحظيرة الوطنية لبلزمة على شق الطريق. مشروع طريق أم الرخا تم تسجيله و رصد غلاف مالي له يقدر ب60 مليار سنتيم، غير أن السلطات العمومية المحلية اصطدمت باعتراض الحظيرة الوطنية لبلزمة ما أخر انطلاق المشروع لسنتين، وهو ما دفع السكان للاحتجاج عديد المرات للمطالبة بانطلاق أشغال الطريق الذي يقلص المسافة بين عاصمة الولاية باتنة و مروانة إلى 20 كيلومترا بدل قطع المسافة الحالية عبر الوطني 77 التي تقدر بنحو 40 كلم ويقلص الطريق المسافة أيضا باتجاه البلديات الغربية المحاذية لمروانة. وقد تكررت احتجاجات السكان للإلحاح على إنجاز الطريق بعد أن أبدوا مخاوفهم من عدم تجسيده على أرض الواقع، وأكد المير بدوره بأن طريق أم الرخا يعد مطلبا ملحا بالنسبة للمجلس الشعبي البلدي بعد أن كانت البلدية قد أخذت على عاتقها الدراسة الخاصة بالمشروع. وأوضح رئيس البلدية بأن مسلك الإنجاز من مروانة إلى غاية منطقة عين كروش لا تعترضها عراقيل، فيما كانت التحفظات قائمة حول شق غابات أشجار الأرز بالحظيرة الوطنية لبلزمة، مؤكدا بأن الدراسة أخذت بعين الاعتبار تلك التحفظات، وأوضح المير أيضا بأن الدراسة تم إعادة تحيينها مؤكدا حرص المجلس البلدي على تجسيد المشروع ميدانيا، وهو ما تمت الموافقة عليه مؤخرا. المشروع ستنطلق أشغاله من طرف ثلاثة مقاولات تتولى اثنتان إنجاز 17 كلم ومؤسسة ثالثة تتكفل ب06 كلم وحددت آجال انتهاء الأشغال بعد 18 شهرا. المير: البلدية بحاجة للمرافق الرياضية وتطوير الخدمات الصحية رئيس بلدية مروانة وفي لقائنا به، ثمَن مشروع إعادة تهيئة الوادي الذي يقطع المدينة، وهو المشروع الذي أشار أنه تحت إشراف مصالح مديرية الري والموارد المائية ، بعد أن رصد له غلاف مالي يقدر ب100 مليار سنتيم وانطلقت أشغاله، وأكد المير بأن المشروع الذي طالما رفعه مجلسه المنتخب من شأنه تغيير وجه المدينة وتحسين منظرها. مشيرا لتعهد المجلس بالسعي بتسجيل المشروع و كذا عمله ومطالبته بإنجاز مقر لفرقة متنقلة للشرطة قضائية، بعد أن تم تسجيل والانطلاق في مشروع تهيئة الوادي الذي يشق مدينة مروانة. وأكد المير افتقاد البلدية لمشاريع تنموية أخرى لتحسين إطار معيشة المواطن، مؤكدا بأن مصالحه في الوقت الراهن تبذل قصارى جهدها للتكفل بالانشغالات الأساسية منها الخاصة بالصحة العمومية كالربط بالماء والصرف الصحي، مشيرا للعجز المالي للبلدية واقتصار مداخيلها على حقوق استئجار سوق أسبوعي وانتظار إعانات الدولة. وأضاف المير، بأن البلدية تضم حوالي 50 ألف نسمة و تعد من أكبر بلديات ولاية باتنة لاتزال تفتقد للمرافق الشبانية من دار للشباب وملعب، وغيرها من المرافق الرياضية والترفيهية التي يمكن أن تشكل متنفسا لشباب البلدية. كما أشار إلى الضغط الذي تعرفه البلدية من الجانب الصحي لكون البلدية مقصدا للبلديات المجاورة للعلاج بمستشفى علي النمر الذي يستقبل مرضى يأتون حتى من بلديات ولاية سطيف. وقال المير أن عدم توفير خدمات بالعيادة المتعددة الخدمات علي النمر بمروانة في فترة الليل سببه العجز في الأطباء.