ارتفاع عدد المصابين بالسل خارج الرئة بالجزائر إلى 44 حالة لكل 100 ألف نسمة كشف أخصائيون في الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي نذير محمد بتيزي وزو، بأن عدد المصابين بالسل خارج الرئة في الجزائر، عرف تزايدا خلال السنة المنصرمة، حيث تشير الإحصائيات المقدمة إلى تسجيل 44 حالة، لكل 100 ألف نسمة، فيما تراجع عدد المصابين بالسل الرئوي المعدي بين 2001 و2015 و سجلت 15 حالة لكل 100 ألف نسمة، بعدما عرفت استقرارا نسبيا مع بداية سنة 2000، و قد أشارت منظمة الصحة العالمية، بأن مرض السل يتسبب في وفاة على الأقل 600 شخص في اليوم في العالم. الدكتورة حماش، رئيسة قسم أمراض الصدر بالمستشفى الجامعي محمد نذير، أوضحت خلال اليوم الدراسي الذي نظم أول أمس بمناسبة اليوم العالمي للسل، أن هذا الداء يعتبر العامل الثاني للوفيات عبر العالم بعد الإيدز، مشيرة إلى أن السل خارج الرئة المنتشر بكثرة في المجتمع، رغم إجراءات الحد منه المتخذة من طرف الدولة الجزائرية، يؤثر على كامل أعضاء الجسم، بما فيها العظام و الجهاز العصبي و الدماغ و الكلى و الأمعاء و احتمال انتقال العدوى ضئيل جدا، كما أن الإصابة به لا تقتصر على عمر محدد، بل يصيب جميع الفئات العمرية، لكن تشتد خطورته على الأطفال دون الخامسة و البالغين من 20 إلى 39 سنة ، و النساء أكثر عرضة للإصابة بالمرض من الرجال. فيما تبقى أسباب ظهوره غير معروفة لحد الآن ،و تشخيص مثل هذا النوع من المرض ليس بالأمر السهل، عكس السل الرئوي، و في حالة ترك مرض السل دون علاج، يصبح قاتلا، رغم أنه قابل للشفاء إذا عولج مبكرا، ويعاني المريض من عدة أعراض حسب العضو المصاب، كونه يصيب عدة أجزاء من جسم المريض، فعلى سبيل المثال يعاني المصاب بالسل في العمود الفقري من آلام في الظهر. أما سل الكلى فأعراضه تظهر في البول الذي يكون مصحوبا بالدم، في حين يمكن للمصابين بالسل في الدماغ أن يسبب لهم التهابا في السحايا و تورما في الأغشية التي تغطي الدماغ و النخاع الشوكي فتصبح الحالة خطيرة جدا. و يعاني مرضى السل العام من ارتفاع درجة حرارة الجسم والصداع و القيء وتصلب عضلات العنق و انخفاض الوزن و نقص الشهية و التعرق الليلي و التعب الشديد وغيرها من الأعراض التي تحتم على المريض مراجعة الطبيب فورا. أكدت من جهتها الدكتورة الحاج، بأن مرض السل لا يزال مشكلة كبيرة للصحة العمومية في العالم، رغم التطورات الطبية المسجلة وعملية تشخيص مرض السل عند المريض صعب جدا، غالبا ما يستغرق وقتا طويلا قد يصل إلى سنتين، خاصة المصابين بالسل خارج الرئة و ذلك لضعف تكوين بعض الأطباء من جهة، و نقص الهياكل الصحية المتوفرة و الوسائل و تقنيات الكشف العصرية، مشيرة إلى أن أعراض المرض يمكن أن تكون خفيفة عند البعض، و في بعض الأحيان لا تظهر على المريض أي أعراض، غير انه يشعر بآلام تزول بمجرد تناوله لبعض المسكنات، مع العلم أن المرض يتطور بشكل بطيء، و هو الأمر الذي يعد أكثر تعقيدا حسبها لدى المرضى المدخنين الذين يظنون أن مضاعفات مرض السل التي تظهر عندهم، سببها التدخين و ليس المرض بحد ذاته. و أشارت الطبيبة بأن مرض السل الرئوي المعدي ينتقل من شخص إلى آخر عن طريق السعال و العطس، في وقت أرجعت فيه سبب استمرار انتشار مرض السل في الجزائر إلى اتساع رقعة الفقر، و ترى أنّه ما دام الأخير منتشرا، فإن السل وتوابعه سيبقى جاثما. في حين بينت الدكتورة بوهار من مستشفى ذراع بن خدة، بأن منظمة الصحة العالمية تبنت استراتيجية للقضاء على مرض السل و التقليص من عدد الوفيات في الفترة بين 2016 و 2035، لتنخفض إلى حدود 35 بالمائة سنة 2020 و 70 بالمائة في 2025 و 95 بالمائة في آفاق 2035، و ذكرت بأن مرض السل يعتبر السبب الأول للوفيات بالنسبة للنساء اللائي تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 44 سنة، مشيرة إلى أن البلدان الآسيوية و الإفريقية أكثر عرضة للإصابة بالمرض، في حين أن عدد المصابين في البلدان الأوروبية وأمريكا سجل نسبة منخفضة جدا تتراوح بين 0 بالمائة و 9.9 بالمائة لكل 100 ألف نسمة و يبقى تطعيم الأطفال حديثي الولادة ضد السل من أنجع الأدوية التي تقي الإنسان من الإصابة بالداء في مختلف مراحل حياته. و دعا المختصون في ختام اليوم الدراسي إلى تعزيز طرق مكافحة السل في الجزائر و تبني وسائل عصرية لتشخيص الداء، سيما ما يتعلق بالسل خارج الرئة الذي ينتشر في صمت و يعرف منحنى تصاعديا في عدد المصابين كل سنة ببلادنا.