انطلقت منذ يومين أشغال مشروع الجسر الكبير العابر لنهر سيبوس بقالمة بعد انتظار دام أكثر من سنتين لإنهاء الدراسات التقنية، و تحديد موقع الجسر الذي وافقت عليه الحكومة عقب زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال إلى قالمة في ديسمبر 2013. و بدأت شركة «صابطا» العمومية الرائدة في بناء المنشآت الفنية العملاقة في تهيئة الموقع لبناء أساسات و دعائم الجسر الكبير الذي تقرر إنجازه للقضاء على منعرج بن طابوش الخطير، المصنف كواحدة من النقاط السوداء على الطريق الوطني 20 أحد أهم المحاور الرئيسية للطرقات بالشرق. و يمتد الجسر على مسافة طويلة و يعبر نهر سيبوس مخترقا حقولا زراعية على ضفتي النهر، و سينجز بمسار مزدوج في كل مسار أكثر من رواقين و هذا تحسبا لتوسيع الطريق الوطني 20 في المستقبل، حيث تم تجميد المشروع من طرف الحكومة تحت تأثير الأزمة الاقتصادية الناجمة عن انهيار أسعار النفط بالأسواق الدولية. و عند بناء الجسر سيصبح بإمكان مستعملي الوطني 20 عبور نهر سيبوس على مسار مستقيم و مزدوج يجنبهم الجسر القديم الضيق و منعرجات خطيرة تسببت في حوادث مرور دامية على مدى سنوات طويلة. و يعد مشروع جسر سيبوس ثاني أكبر مشروع يسجل بقطاع الأشغال العمومية بقالمة بعد مشروع الطريق السريع الرابط بين قالمة و عنابة و الطريق السيار شرق غرب، الذين انطلقت بهما الأشغال قبل سنة لكنها تسير ببطء كبير. و تتعرض الطرقات الرئيسية بقالمة إلى ضغط كبير في السنوات الأخيرة و تجاوز معدل التدفق المروري 17 ألف مركبة في اليوم الواحد بالطريقين الوطنيين 20 الرابط بين قالمة و قسنطينة و الوطني 21 المؤدي إلى ولاية عنابة. و يعرف هذان المحوران حوادث سير دامية باستمرار رغم الحواجز الأمنية و السدود الثابتة و المتحركة التي يقوم بها الدرك الوطني على مدار الساعة تقريبا. و لا توجد بقالمة طرقات مزدوجة حتى الآن باستثناء مقطع قصير على الطريق الوطني 20 بين مدينة قالمة و بلدية مجاز عمار على مسافة 15 كلم تقريبا، أنجز منتصف الثمانينات لكن مشروع التوسيع توقف و لم يستمر بالمقطع الأسود الممتد من مجاز عمار إلى عين رقادة على الحدود مع ولاية قسنيطنة. و تحاول السلطات المحلية بذل مساعي لدى الحكومة لرفع التجميد عن مشروع ازدواجية الوطني 20 نظرا لأهميته الاقتصادية و الاجتماعية بشرق البلاد. فريد.غ