حارس إتحاد عنابة كحول يتهم إدارة إتحاد بسكرة بمحاولة إرشائه ب 300 مليون سنتيم لترتيب نتيجة مقابلة فجر حارس إتحاد عنابة رابح كحول أول أمس الخميس قضية ثقيلة، من شأنها أن تلقي بظلالها على معطيات الصعود من المجموعة الشرقية لبطولة وطني الهواة، كونه وجه أصابع الاتهام لإتحاد بسكرة، و قام بتسجيل مكالمات هاتفية لأشخاص محسوبين على الفريق البسكري، و هي التسجيلات التي استعملها لتقديم شكوى ضد رئيس إتحاد بسكرة لدى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، و تحوز النصر على نسخ منها. القضية بحسب ما جاء في التسجيل الصوتي نتجت عن مكالمات هاتفية عديدة تلقاها الحارس كحول إنطلاقا من محادثات كانت له مع وسيط يقطن بولاية ميلة يدعى «علاوة» ، و قد إتفق الطرفان حسب التسجيل على مبلغ 300 مليون سنتيم، مقابل حصول الوسيط على حصة أخرى بقيمة 100 مليون سنتيم. إلى ذلك فقد طالب رئيس إتحاد عنابة محمد الهادي كروم رابطة وطني الهواة بتطبيق القوانين المعمول بها، و قد أشعر رئيس الفاف محمد روراوة بكامل التفاصيل عشية الخميس، مؤكدا على أن الفريق العنابي لديه جميع الأدلة التي تورط رئيس إتحاد بسكرة في قضية محاولة رشوة، مع تقديم شكوى أخرى بإسم الفريق إلى الجهات القضائية، و بالتالي فإن الرابطة المختصة ملزمة حسبه بالاستناد إلى نص المادة 125 من القوانين العامة، و اعتماد السقوط الأوتوماتيكي للفريق البسكري إلى القسم الأدنى، مع تسليط عقوبة الإقصاء مدى الحياة من الساحة الكروية على المتسببين في محاولة تقديم رشوة. من الجهة المقابلة فقد فند رئيس إتحاد بسكرة ساعو الإتهامات التي وجهت إلى شخصه و كذا فريقه، معتبرا هذه القضية مجرد زوبعة في فنجان إفتعلها مسؤولو إتحاد عنابة في هذا الظرف لإمتصاص غضب أنصارهم، عقب الفشل في تحقيق الصعود الميداني، و قد نفى رئيس إتحاد بسكرة ضلوعه في القضية. ص / فرطاس محمد الهادي كروم (رئيس إتحاد عنابة) «وضعنا ملفا ثقيلا في المحكمة و الرابطة و الصعود من حق فريقنا بقوة القانون» إعتبر رئيس إتحاد عنابة محمد الهادي كروم هذه القضية بمثابة المفتاح الذي سيمكن فريقه من طرق باب الرابطة المحترفة الثانية، و الظفر بتأشيرة الصعود، لأن الملف المودع لدى الرابطة و كذا الجهات القضائية يتوفر حسبه « على الأدلة القاطعة التي تورط مسيري إتحاد بسكرة في محاولة تقديم رشوة لترتيب نتيجة مباراة، و القوانين المعمول بها واضحة و صارمة في مثل هذه الحالات».كروم أكد في دردشة مع «النصر» بأنه كان قد شرع في إستكمال جملة من الإجراءات القانونية بمجرد تلقيه إشعارا من الحارس كحول بخصوص الإتصالات التي قام بها وسيط من ولاية ميلة كمفوض عن إدارة إتحاد بسكرة، مضيفا في هذا الصدد بأن تسجيل المكالمات الهاتفية كان بحضور بعض أعضاء الطاقم المسير و حتى ممثلين عن الصحافة، سعيا منا كما إستطرد « لإعطاء مصداقية أكبر لهذه القضية، بدليل أن الإتصالات التي تلقاها كحول كانت مع ثلاثة أشخاص، و أسماؤهم ذكرت بالتفصيل في مجمل الحديث الهاتفي، و بالتالي فلا يمكن نكران ما حصل، لأن التسجيل تم بوضوح، و المفاوضات كانت متسلسلة، وفق المخطط الذي كنا قد سطرناه بالتنسيق مع اللاعب المعني».رئيس «الطلبة» أشار في سياق متصل إلى أن إدارة إتحاد عنابة لم تدخل كطرف مباشر في القضية، مادامت المفاوضات كانت قد إقتصرت على الحارس كحول، الذي كان قد تلقى إتصالات هاتفية عديدة من المسؤول الأول في فريق بسكرة، الرئيس إبراهيم ساعو، إضافة إلى شخصين محسوبين على نفس الفريق «و دخولنا كان لمساعدة كحول على إستكمال الخطوات الميدانية التي قطعاها، لأننا لم نشك إطلاقا في نزاهة عناصرنا، و ما قام به هذا الحارس ساعدنا على كشف واحد من المخططات التي نصبت لنا في «الكواليس»، فعمدنا إلى تسجيل جميع المكالمات الهاتفية التي دارت بين كحول و الأشخاص الثلاثة الذين طلبوا منه تسهيل مهمة إتحاد بسكرة في العودة بالفوز من عنابة». إلى ذلك أكد كروم بأن إدارته تأسست كطرف مدني في القضية، بإعتبار الفريق هو المتضرر الأول من هذا المخطط، «مما جعلنا نتقدم بشكوى رسمية لدى محكمة عنابة الإبتدائية، حيث أودعنا عريضة لدى وكيل الجمهورية ضد رئيس إتحاد بسكرة إبراهيم ساعو، أرفقناها بالتسجيلات الصوتية لكل المكالمات التي تضمنت مفاوضات جميع الأطراف مع الحارس كحول، كما أننا وظفنا وثيقة إثبات ضخ 17 مليون سنتيم في الحساب البريدي الجاري لأحد أقارب الحارس كورقة رابحة تعد بمثابة دليل مادي قاطع على تجسيد مخطط الرشوة في مرحلته الأولى». و خلص كروم إلى القول بأنه أخبر رئيس الفاف محمد روراوة بكامل حيثيات القضية أمسية الخميس، حيث أن الرجل الأول في الإتحادية يستطرد محدثنا «طلب مني إرسال نسخ من التسجيلات و كذا الوثائق إلى الفاف، لتمكينه من الإطلاع شخصيا على الملف، في الوقت الذي أودعنا ملفا ثقيلا لدى رابطة وطني الهواة مادامت هناك نصوص قانونية تعاقب على مثل هذه التلاعبات، و المادة 125 من القوانين العامة للفاف تعتبر سلاحنا في هذه القضية، لأنها تعاقب المتسببين في الرشوة بالإقصاء مدى الحياة، مع تغريم الفريق ب 100 مليون سنتيم، فضلا عن تجميد نشاطه في البطولة، و إعتماد سقوطه الفوري إلى القسم الأدنى، و بالتالي فإننا نطالب بتطبيق هذا النص القانوني، و الصعود سيكون من نصيب إتحاد عنابة بقوة القانون، كوننا نمتلك الأدلة القاطعة التي تورط رئيس إتحاد بسكرة و جماعته» حاوره: ص/ فرطاس رابح كحول (حارس إتحاد عنابة) «لست خائنا و فجرت القضية لفضح أشخاص تسببوا في إفساد الكرة» في البداية بودنا أن نعرف تفاصيل هذه القضية و كيف طفت على السطح؟ الحقيقة أن أول خيوط القضية كانت منتصف الأسبوع الماضي، لما كنا بصدد التحضير لمواجهة إتحاد خنشلة، حيث تفاجأت لتلقي إتصال هاتفي من وسيط يدعى «علاوة» يقيم بولاية ميلة، و قد عمد مباشرة إلى التحدث معي بخصوص مباراة إتحاد بسكرة، فكان ردي بان الموعد لم يحن بعد، و طلبت منه إعادة الإتصال بي مع إقتراب المقابلة، لكنني بالموازاة مع ذلك سارعت إلى إشعار رئيس النادي كروم و المدرب لكناوي بالقضية، خاصة و أنهما يعرفان جيدا هذا الشخص، لأنه ينشط كثيرا في «الكواليس»، و إسمه متداول بكثرة في الجهة الشرقية. لكن التسجيلات المقدمة للعدالة تضمنت مكالمات لمسيرين من إتحاد بسكرة، فكيف دخلوا كأطراف في القضية؟ عندما أخبرت إدارة إتحاد عنابة بما جرى في بادئ الأمر تم التخطيط لسيناريو قانوني كفيل بكشف جميع المتسببين في هذه القضية، حيث إتفقنا على بقائي في الفندق بحضور بعض أعضاء الطاقم المسير و كذا كاميرات قنوات تلفزيونية تتكفل بتسجيل المكالمات الهاتفية على المباشر، كما أنني عمدت إلى تشديد اللهجة في مفاوضاتي «المفبركة» مع «الوسيط»، فأجبرته على كشف كل خيوط القضية، الأمر الذي دفع به إلى إدخالي في محادثات مباشرة مع من سخر المبلغ المالي لتسهيل مهمة «البساكرة»، و كذا رئيس مع إتحاد بسكرة، و ذلك هو المبتغى الأساسي من هذه القضية، لأن الوسيط يمكنه أن يبرئ ذمته، لكن رئيس النادي مسؤول على تصرفاته، و التسجيلات كانت لمكالمات تلقيتها من الأشخاص الثلاثة. و ماذا عن فحوى الإتفاق الذي كان بينك و بين الأطراف المحسوبة على إتحاد بسكرة ؟ محادثاتي في البداية كان مع الوسيط علاوة، الذي حاولت في حديثي معه رفع مطالبي، ليكشف لي بأنه تلقى 400 مليون سنتيم من الرئيس السابق لإتحاد بسكرة أيمن خير الدين بخصوص هذه الصفقة، و قد طلب مني حينها إقتناعي بمبلغ 300 مليون سنتيم، على أن ينال هو حصته، و إشترط علي أن أصرح لمسيري بسكرة بأنني تفاوضت على القيمة المالية كاملة، قبل أن يبادر إلى إدخالي في محادثات هاتفية مع المسمى أيمن خير الدين، في محاولة منه لإعطائي المزيد من الثقة، و طمأنتي على المستحقات المالية، و هو الأمر الذي حدث فعلا، إذ كشف لي المعني كامل تفاصيل القضية، و طلب مني الإستفسار عن تاريخه «النزيه و الشريف رياضيا» و كذا سمعته في أوساط الأسرة الكروية، لتكون الخطوة الموالية إتصال الرئيس الحالي لإتحاد بسكرة إبراهيم ساعو بي للإستسفار عن مدى التوصل إلى إتفاق مع «المناجير» علاوة، و سعيه لتقديم ضمانات أخرى بخصوص المبلغ المتفق عليه. و كيف بلغت القضية حد ضخ مبلغ مالي في رصيد احد أقاربك؟ هذه الخطوة كانت بإيعاز من مسيري إتحاد عنابة بحثا عن دليل مادي إضافي، لأنني كنت قد طلبت من الوسيط ضرورة حصولي على تسبيق من المبلغ المتفق عليه، و أوهمته بأنه لا يمكنني مغادرة مدينة عنابة في هذا الظرف، لتفادي أية شبهة، فكان رد فعل المسمى علاوة بسعيه لضخ شطر في رصيدي البنكي، إلا أنني أخبرته بأن خالي يحوز على حساب بريدي يمكنني إستغلاله للحصول على أي مبلغ، ليأتي التجسيد الميداني صبيحة الخميس، لما قام بإيداع 17 مليون سنتيم في حساب أحد اقاربي، و قد إتفقنا على أن أستلم القيمة المتبقية يوم الأحد بمدينة أم البواقي، و هي الوثائق التي إستغليناها رفقة التسجيلات الصوتية لإيداع شكوى رسمية لدى وكيل الجمهورية بمحكمة عنابة، و كذا تقديم ملف ثقيل للرابطة و رئيس الفاف. في الختام ما هو شعورك بعد أن كنت طرفا بارزا في هذه القضية؟ لا أخفي عليكم بأنني ترددت في البداية، لكن الدعم الذي تلقيته من مسيري فريقينا زادنا إصرارا على الغوص في مفاوضات مع الوسيط، و السعي لكشف كل الأطراف التي تسعى لتحقيق مبتغاها بإعتماد أساليب غير رياضية، رغم أنني لست خائنا، و سمعتي لا تسمح لي بترتيب نتيجة مباراة، و الجميع في عنابة و الحجار يعرف ذلك، إلا أن تفجير القضية كان بهدف فضح بعض المتسببين في الفساد الكروي في بلادنا، لأن فريق إتحاد عنابة كان ضحية نشاط «الكواليس» هذا الموسم، الأمر الذي يجعلني أفتخر بما قمت به، بصرف النظر عن مخلفاته، كون الفاف قد تنصفنا في القضية، و تمنحنا الصعود إلى الرابطة المحترفة الثانية. حاوره: ص/ فرطاس رئيس اتحاد بسكرة ابراهيم ساعو للنصر العنانبة يريدون إيهام الأنصار بأشياء من ضرب الخيال خرج رئيس اتحاد بسكرة إبراهيم ساعو عن صمته، ورد بقوة على الاتهامات التي طالته من مسيري اتحاد عنابة، الذين اتهموه بمحاولة رشوة حارسهم خلال مباراة إتحاد خنشلة الماضية، حيث أوضح الرجل الأول في بيت الاتحاد في حديث هاتفي مع النصر، بأنه يتأسف لحال العنانبة الذين أرادوا إيهام الأنصار بأشياء من ضرب الخيال، لكي ينسوهم مرارة تضييع الصعود في آخر أمتار البطولة التي لم يعد يفصلنا عنها سوى جولتين فقط. اتهمتم بمحاولة رشوة حارس إتحاد عنابة، ما تعليقك ؟ كنت أود عدم التعليق على الموضوع، ولكن بعد الضجة الكبيرة التي اختلقها مسيرو اتحاد عنابة كان لزاما علي أن أرد، لتوضيح كافة الأمور للمتتبعين، وعشاق الساحرة المستديرة، يجب أن تعلموا أمرا مهما وهو أن إتحاد بسكرة لا يعتمد على لعبة الكواليس من أجل الصعود، الذي نقترب من تحقيقه بعرق جبيننا، نحن كنا أكثر الفرق تأثرا بهذه الأشياء غير الرياضية، ولكن إرادتنا الكبيرة مكنتنا من العودة بقوة، ونحن الآن في طريقنا لإعادة أبناء الزيبان إلى مكانتهم الطبيعية بين الكبار. هناك أحاديث عن حوزة مسيري عنابة لتسجيلات صوتية تتهمكم مباشرة، ما رأيك؟ إن كانوا يملكون تسجيلات صوتية لي أو لأي مسير من إتحاد بسكرة حول عرض الأموال على حارسهم فليقدموها لوكيل الجمهورية، وهو سيفصل في الموضوع، نحن نعتبر القضية زوبعة في فنجان يهدف من خلالها مسيرو إتحاد عنابة لإفساد فرحتنا بالصعود، نحن لا نهتم بما يقولون، كوننا نستمتع بهذه اللحظات الجميلة الآن، أنا متأسف لحالهم لأن بسكرة نجحت في العودة من بعيد، وخطفت منهم ورقة الصعود، بعد أن كانوا متقدمين على فريقنا بسبعة نقاط كاملة. ألا تخشون من تأثير القضية على تركيزكم قبل جولتين عن إسدال الستار عن البطولة ؟ قلت لكم بأننا غير مهتمين لهذه الأشياء التي يريدون من ورائها إيهام «الهوليغانز» بأمور من ضرب الخيال، هم يعيشون تحت الضغط، بعد أن أضاعوا ورقة الصعود، والتي تسببت في غضب أنصارهم، أنا مشفق على حالهم لأن إتحاد عنابة فريق كبير، ومكانه ليس في قسم الهواة، نحن أثبتنا للجميع بأننا الأحق بورقة الصعود، بعد المشوار المتميز الذي بصمنا عليه هذا الموسم، خاصة خلال مرحلة الإياب التي لم ننهزم فيها على الإطلاق، ما مكننا من اعتلاء صدارة الترتيب قبل جولتين من النهاية. ماذا تقول في الأخير ؟ نحن على بعد أمتار قليلة من تحقيق حلم انتظره أنصار اتحاد بسكرة كثيرا، يجب أن نضع مثل هذه الأمور جانبا لأنها قد تفسد من فرحتنا، أنا أقول لأنصارنا كونوا مطمئنين لأن الصعود من نصيبكم، وما يدعيه مسيرو عنابة مجرد أحاديث للاستهلاك، كما استغل الفرصة من أجل أن أتمنى حظا موفقا لعنابة الموسم المقبل لأننا غير مستعدين للتنازل عن ورقة الصعود بعد أن اقترب منا بشكل كبير، كونوا على ثقة بأننا لا ننزل إلى هذه المستويات المتواضعة التي يتحدثون عنها، وإن كان حقا حارس عنابة يتحدث عن عرضنا عليه الأموال من أجل تسهيل مهمتنا فأنا أقول له بعد الصعود مستعد لمنحك ما تريد(يضحك).