شرعت أمس الأول، السلطات المحلية بقسنطينة، في مرحلة أخرى من عمليات ترحيل سكان مناطق الإنزلاقات المصنفة في الخانة الحمراء، حيث من المنتظر أن يتم إعادة إسكان 1250 عائلة خلال الأسبوع الجاري بعد أن مست العملية في سنوات ماضية الآلاف من المستفيدين وأزالت أحياء من الوجود. وانطلقت في ساعة مبكرة من صبيحة الخميس، عملية ترحيل أزيد منة 200 عائلة من سكان حي المالحة نحو الوحدة الجوارية رقم 18 بالمدينة الجديدة علي منجلي ، حيث أشرف والي قسنطينة حسين واضح بحضور وزيرة البريد وتكنولوجيات الإعلام و الاتصال هدى فرعون، على توزيع مفاتيح سكنات جديدة لفائدة المستفيدين ، وسط أجواء و فرحة عارمة في أوساط المواطنين الذين استحسنوا العملية، بعد توديعهم لسكنات تقع في منطقة هشة و غير مهيئة إلى سكنات لائقة وعصرية بعلي منجلي. وذكر الوالي في تصريح للصحافة، بأن القضاء على السكن الهش سيكون خلال الأسابيع القادمة، حيث سيتم توزيع أزيد من 1250 سكن لفائدة سكنات مناطق الإنزلاقات بمدينة قسنطينة، كما سيتم توزيع 450 سكن بأولاد رحمون ونفس العدد ببلدية عين اعبيد، وهو رقم إجمالي يتجاوز ألفي سكن عبر تراب الولاية بحسب قوله. 3 آلاف سكن إجتماعي توزع قبل ثلاثة أشهر وتابع الوالي، بأنه سيتم المرور إلى المرحلة الثانية بالموازاة مع العملية الأولى، حيث سيتم توزيع ما لايقل عن 20 ألف سكن إجتماعي إلى غاية بداية 2017، حيث ستكون بحسبه الإنطلاقة بتوزيع 3 آلاف سكن إجتماعي بعد شهرين أو ثلاثة، وبالتالي بحسب المتحدث «نكون قد انتهينا في ما هو قديم وما هو هش كما سيتم تسوية الحالات الإجتماعية»، بحسب قوله.وأضاف المسؤول التنفيذي الأول للولاية، بأن قسنطينة تحتل الريادة في إنجاز السكنات على المستوى الوطني، كما ذكر بأن السلطات المحلية ستكثف من مجهوداتها، مطالبا المواطنين بالصبر باعتبار أن البرنامج السكني بات بحسبه أمرا واقعا ومجسدا فوق الميدان وليس وهما كما يروج لها البعض، مشيرا إلى أن عددا هائلا من السكنات قد استلم والبقية ستنتهي بها الأشغال في آجال قريبة، فيما أشارت وزيرة البريد، بأن الحكومة تسعى إلى توفير الرفاهية للمواطنين رغم الظروف المالية الصعبة التي تمر بها البلاد باعتبار أنها لم تقلص من مشاريع السكن بحسب تأكيدها. وأكد واضح في رده على سؤال، حول ظاهرة انتشار وعودة بناء البيوت القصديرية للإستفادة من السكن، بأن الحكومة مصممة على القضاء على السكن الهش بقدر ما هي مصممة على منع انتشار مثل هذه الظواهر، باعتبار عدم وجود ما يبرر لمثل هذه التصرفات، خاصة وأن مواطن تتوفر فيه الشروط سيستفيد من سكن ، مشيرا إلى أنه سيتم في الأسبوع المقبل الإنطلاق في تهديم السكنات الفوضوية بالعديد من الجيوب بحسب تأكيده. تنقلنا إلى حي المالحة، الواقع بالمدخل الشمالي للمدينة على حافة الطريق الوطني رقم27، حيث كان غالبية سكانه يستعدون للرحيل بدون عودة، وعلامات الغبطة بادية على وجوههم، لاسيما النسوة اللواتي كانت تساعدن الرجال في حمل الأثاث ووضعه في الشاحنات، كما وقفنا على وجود العشرات من أعوان الشرطة وممثلين عن مختلف السلطات المحلية يشرفون على عملية الترحيل، كما لاحظنا قيام أعوان بتهديم السكنات التي رحل منها المستفيدون حتى لا يتم احتلالها مرة أخرى، كما قام أعوان سونلغاز بقطع الكهرباء عنها، غير أن العديد من السكان أكدوا لنا بأن عددا معتبر من العائلات الجديدة قد شغلت سكنات مؤخرا بالحي.وطرح الشباب المتزوجون حديثا في سنة 2013 ، فما فوق مشكلة عدم استفادتهم، حيث ذكر بعض من تحدثنا إليهم بأنهم من السكان الأصليين للحي وطالبوا السلطات المحلية بدراسة وضعياتهم، كما تحدثوا بأن غالبية المستفيدين من فئة المستأجرين ، فيما أبدت العشرات من العائلات فرحتها بترحيلها نحو سكنات جديدة، حيث ذكر محمد بأن جميع أبنائه أصيبوا بأمراض تنفسية طيلة فترة سكناه ببيت تنعدم فيه أدنى شروط الحياة، لكنه الآن بحسبه يقطن في شقة واسعة تتوفر فيها جميع شروط العيش الكريم. رئيس الدائرة المتزوجون في سنتي 2011 و 2012 سيستفيدون أكد رئيس دائرة قسنطينة، محمد طالب الذي وجدناه بحي المالحة، بأن عملية الترحيل تمت في ظروف جد حسنة، منذ انطلاقها في السنة الخامسة صباحا ولم يتم فيها تسجيل أي تجاوزات أو أي احتجاجات ، حيث أكد بأن السكان غادروا منطقة الخطر بدون رجعة نحو سكنات جديدة ، في ظروف وصفها بالحيوية مشيرا إلى أنه قد تم تجنيد كافة الوسائل المادية والبشرية في العملية، بالتنسيق مع مصالح البلدية والأمن ومختلف الهيئات المعنية ، كما ذكر بان تهديم البيوت التي غادرها قاطنوها، سيتم بشكل جزئي لجعلها غير صالحة للسكن لافتا إلى أن جميع الإنشغالات سيتم معالجتها حالة بحالة ، أما فيما يخص فئة المتزوجين حديثا فقد تم الإتفاق على استفادة المتزوجين في سنتي 2011 و 2012 خلال الأشهر القادمة، في حين سيتم تحويل المتبقين من المتزوجين من سنة 2013 فما فوق إلى صيغ السكن الإجتماعي، مع إعطاء الأولوية لبعض الحالات في الإستفادة بحسب قوله. للإشارة فإنه من المنتظر أن تنطلق الأحد المقبل وإلى غاية يوم الخميس، عمليات إعادة الإسكان لفائدة أزيد من ألف عائلة تقطن بسكنات هشة بأحياء و قايدي عبد الله «عوينة الفول» و حي بسطانجي، كما ستكون متبوعة بعمليات أخرى بعد حوالي 3 أشهر، لفائدة 7077 عائلة تعيش بالأكواخ و المدينة القديمة و بمناطق الإنزلاقات، تضاف إليها 1242 حالة تتعلق بالطعون الجاري دراستها، بعدما كانت مصالح الدائرة قد رحلت بين سنتي 2012 و 2015، أزيد من 10 آلاف عائلة.