باب الحارة يخلع عباءة الثورة و يدافع عن تحرر المرأة في جزئه الثامن يعرف مسلسل باب الحارة في جزئه الثامن تغييرات كثيرة سواء ما تعلق بأبطاله الأصليين أو مجريات الأحداث، التي حادت هذه السنة عن الخوض في الصراع الثوري و التحرري ضد المستعمر الفرنسي، و ركزت أكثر على إبراز تطور مسار الحركة النسائية في سوريا. المسلسل الذي حقق نسبة مشاهدة كبيرة خلال المواسم الماضية من عرضه، جاء هذه المرة بحلة و حبكة مغايرة تماما لما عهده مشاهدوه في الأجزاء السبعة الماضية، إذ أخذت قضية تحرر المرأة و تطور الحركة النسوية في سوريا حصة الأسد من الحوار و مجريات الأحداث، كما ركز المخرج بسام الملا أكثر هذه المرة على إبراز الجوانب الإنسانية للأبطال و تصوير البيئة الاجتماعية الشامية، فطغت على الأحداث قصص الحب و الغرام و العلاقات الاجتماعية. العمل غاب عنه أبرز نجومه بسبب وفات بعضهم و انسحاب آخرين لأسباب مالية أمثال العقيدين أبو شهاب الذي لعب دوره الممثل سامر المصري، و معتز الذي جسد شخصيته لسبعة مواسم كاملة النجم وائل شرف، ما جعله يفقد نسبة هامة من جمهوره في الموسم الماضي، لكنه حقق عودة مقبولة هذه السنة بعدما عرف انضمام وجوه جديدة يتقدمها النجمان أسعد فضة بديلا لأيمن زيدان في دور أبو ظافر، و سلاف فواخرجي، التي تسعى لتغيير الرؤية الفكرية للعمل، والصورة التي يقدمها عن المرأة الشامية، وتؤدي شخصية "جولي" المحامية، وأستاذة الحقوق في "الجامعة السورية"، والناشطة في مجال حقوق المرأة، تتعرف إلى أهالي حارة "الضبع" عبر صديقتها "خالدية" (ندين تحسين بيك)، وتحظى بثقتهم، وتغير حياة "دلال"، و"شريفة" (ابنة أبو حاتم) ونساء أخريات، عبر توعيتهن لحقوقهن، وتشجعيهن على التعلم، والخروج بمظاهرات مناهضة ل "الاحتلال الفرنسي"، حيث تتفاعل مع قضية سلخ "لواء اسكندورن" عن سوريا ومنحه لتركيا خلال تلك الفترة، كما تنقذ "أبو عصام" وعائلته من ورطات يقعون فيها. و يبدو "أبو عصام" هذا الموسم أكثر انفتاحا، ومواكبة لتطورات الزمن، مقارنة بولديه، فيشجع "عصام" على أخذ عائلته إلى السينما، ويتفهم رفع ابنته "دلال" الغطاء عن وجهها، لكن علاقته ب "سعاد" تشهد توترات جديدة، حيث تستمر في التصرف دون الرجوع إليه، و يقع "عصام" في الحب، وتمر شخصيته بتطوراتٍ كبيرة وطريفة، ويعيش الكثير من المغامرات خارج حدود الحارة. و الملاحظ هو أن المسلسل لم يبتعد كثيرا عن إطاره التقليدي إذ احتفظ بتسلسل أحداثه، و شخصياته الرئيسية أمثال العقيد أبو عصام، النمس و الواوي و اليوزباشا أبو جودت، غير أن متتبعيه عابوا عليه هذه السنة سقوطه في فخ الرتابة و التكرار لقصص الثأر و المؤامرات و الخيانة و رحلة الحج المعهودة.