خرج أنصار شباب قسنطينة غاضبين على التعادل الذي انتهى عليه الديربي، حيث لم ينتظروا نهاية اللقاء لمغادرة المدرجات، محولين أرضية الميدان إلى مفرغة عمومية ، بعد أن تطايرت الكراسي في سماء الملعب، كما تطايرت أحلامهم في تدشين عودتهم إلى مدرجات ملعب الشهيد حملاوي بانتصار يحمل الكثير من الدلالات خاصة وأنها أمام الغريم التقليدي. الأنصار الذين طال صبرهم في رؤية الشباك تهتز، بعد أن تفنن أصحاب الزى الأخضر في تضييع فرص ليس أسهل من إيداعها الشباك ، تحول الشك لديهم إلى يقين مع مرور المباراة ، خاصة في شوطها الثاني حيث لم يتوانوا في اتهام مسؤولي فريقهم بترتيب نتيجة المباراة ، وبصوت رجل واحد هتفوا: "باعوه " "باعوه " . حيث دوت كلماتهم في جنبات الملعب قبل أن يهجروا المدرجاته بنفس السرعة التي ملأوها وهم الذين تكبدوا مشقة الانتظار منذ الساعات الأولى أمام الأبواب وتحت أمطار طوفانية صانعين صورا جميلة و محولين المدرجات إلى فسيفساء لا يحسن صنعها إلا عاشقا ولهانا أو متيما ، اشتاق رؤية من يحب بعد طول غياب . سماء قسنطينة التي كانت غائمة، تنازلت عن لونها الرمادي ، فتزينت بألف لون ولون ، بعد إن انفجر البركان ، وتطايرت الألعاب النارية في السماء ، بينما تحولت المدرجات إلى ساحة لصناعة الفرح و الغضب فيما بعد . مدرجات الشهيد حملاوي و بالقدر الذي كانت مسرحا للفرح تحولت في لمح البصر إلى خراب بعد أن تطايرت الكراسي أو ما بقى منها ، في مشهد دراما تيكي، وبالقدر الذي كان الأمل كبيرا في مواصلة الأفراح ، تحول الديربي إلى غصة من الصعب هضمها لدى أنصار فعلوا كل شيء من أن يكون هذا الموعد للفرح و البهجة ، قبل أن يخرجوا غاضبين . اتهامات الأنصار لم يقبلها بعض مسيري فريق شباب قسنطينة الذين دخلوا في مناوشات، بلغت حد التشابك بالأيادي ، حيث تحولت ما يسمى بالمنصة الشرفية إلى حلبة للنزال فيما توعد جانب من السنافر بعض مسؤولي فريقهم محملينهم مسؤولية، ما أسموه بالمهزلة.الحفل كان كبيرا عشية أمس في ملعب الشهيد حملاوي ، المدرجات استعادت دفئها ، حضور مميز للعديد من الوجوه الرياضية، حارس الخضر فوزي شاوشي لم يجد الطريق المؤدي إلى المنصة الشرفية ، باجي فيصل تنقل من العاصمة لمعايشة و لو لأمسية أجواء الديربي و استعادة أيام كان لاعبا في "سي ،أس،سي" ، المدرب الفر نكو صربي دانيال يافاكوفيش كان من ضمن الحضور، وهو الذي عاش فرحة الفوز بالديربي باللونين الأخضر و الأزرق ، وحتى عم اللاعب الدولي الفرنسي سمير ناصري سجل حضوره ، كما أن الديربي ينفرد بخصوصيات فريدة ، فان الغضب و الترقب و الحيرة و والسيسبانس كانت من توابل هذه المباراة ، التي ستبقى عالقة في الأذهان، ليس لروعة المشهد الكروي ، وإنما لما حدث خلال هذا الديربي الذي ستظل صوره الباهتة ، عالقة في الأذهان ، ويفتح لنقاشا بين أنصار الفريقين قد يطول لأيام . وإذا كان أنصار الموك قد خرجوا فرحين بهذا التعادل الذي يحمل طعم الفوز ، خاصة وانه جاء أمام الغريم و رائد البطولة، فإن السنافر خرجوا غاضبين ومن الصعب عليهم أن يهضموا نتيجة يشكون فيها، في أمسية غائمة سقطت فيها سمعة الديربي القسنطيني. ع - قد