الأفافاس يدعو إلى مشروع تضامني يجنّب الفئات الهشة تداعيات الأزمة الاقتصادية دعا السكريتير الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية، عبد المالك بوشافة، إلى ضرورة بناء مشروع اقتصادي واجتماعي توافقي، ومشروع تضامن وطني يجنب الفئات الهشة تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد، وأبدى في ذات الوقت، تمسكا واضحا بمشروع الإجماع الوطني الذي أطلقه الحزب قبل سنوات. توقف المسؤول الوطني الأول لجبهة القوى الاشتراكية عبد المالك بوشافة في الندوة الاقتصادية والاجتماعية التي نظمها الحزب أمس بفندق الرياض بالعاصمة، مطولا عند الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به البلاد نتيجة تراجع المداخيل المتأتية من النفط، ورافع المتحدث من أجل مشروع "تضامني وطني" حقيقي لصالح الفئات الهشة والضعيفة من المجتمع حتى لا يقع عليها وحدها ثقل تداعيات الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد.وقال بهذا الخصوص، إن عبء الأزمة يجب أن تتحمله كل فئات وشرائح المجتمع بالتساوي مع الدولة، و لا يجب أن يقع بالكامل على ظهر الفئات الأكثر هشاشة، وعليه دعا إلى بناء مشروع اقتصادي واجتماعي توافقي، والسرعة لإيجاد الحلول المناسبة لتجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية وآثارها، ودعا في هذا السياق، إلى ضرورة إشراك كل فئات المجتمع في القرارات التي تهم المجتمع ومستقبل البلاد. بوشافة الذي يرى بأنه يمكن الخروج من الأزمة الحالية رغم الوضع الاقتصادي الصعب، دعا أيضا إلى اعتماد التشاور، وضرورة بناء توافق وطني اجتماعي واقتصادي، و أن يبرهن الجزائريون عن إرادة قوية وإحساس وطني عال، و عن الحكمة، والطاقة والنضال من أجل تجاوز هذه الأزمة، مضيفا أن البلاد تتوفر فعلا على طاقات متنوعة وعلى عوامل النجاح، لكنها تبقى مجرد أدوات بحاجة لبدائل اقتصادية. في الجانب السياسي، أبدى عبد المالك بوشافة مرة أخرى، تمسك الأفافاس بمبادرته من أجل تحقيق إجماع وطني وقال"نريد أن نعطي معنى كاملا ومكانة لائقة للعمل السياسي، نريد أن نضع السياسة في قلب مؤسساتنا وسياستنا العامة واقتصادنا". وبالنسبة للمتحدث، فإن الإجماع الوطني يقتضي بناء روابط بين مختلف مكونات الحياة الوطنية، من السياسي إلى النقابي إلى المجتمع المدني المستقل. ويعتقد أن الأفافاس يبقى مقتنعا بأن مثل هذا البناء هو الذي سيدفع المواطنين إلى التجنّد حول مشروع مشترك سيؤدي إلى خلق دينامية التغيير في البلاد، وهذا المشروع سيؤدي أيضا إلى إعادة صياغة مفهوم العمل السياسي ومفهوم النضال. في ذات الاتجاه، قال القيادي في الحزب وعضو مجلس الرئاسة محند أمقران شريفي أن الإجماع الوطني ضروري من أجل تغيير سلمي محتوم، وهو الذي سيجنب البلاد أي تدخل أجنبي، ومن أجل تحقيق ذلك، فإن تجند كل الفاعلين ضروري ومطلوب. ورفض بوشافة على الهامش التطرق إلى مسألة مشاركة الحزب في الانتخابات التشريعية المقبلة وغيرها من الاستحقاقات، التي لم يعد يفصلنا عنها سوى بضعة أشهر.