بوطرفة سيرافع من أجل تثبيت نتائج اجتماع الجزائر يشارك وزير الطاقة نورالدين بوطرفة في أشغال مؤتمر الطاقة العالمي الذي تحتضنه اسطنبول التركية ابتداء من اليوم الأحد إلى غاية 13 أكتوبر الجاري ومن المرتقب أن تعقد دول «الأوبك» اجتماعا غير رسمي مع روسيا على هامش المؤتمر لبحث تثبيت انتاج النفط و تكريس النتائج التي تم التوافق عليها في اجتماع الجزائر نهاية الشهر الجاري . تعقد الدورة ال23 لمؤتمر الطاقة العالمي في الفترة الممتدة من 9 إلى 13 أكتوبر الجاري بإسطنبول في تركيا بمشاركة وزير الطاقة نور الدين بوطرفة حسب بيان للوزارة ، أمس، و سيرافق بوطرفة للمشاركة في هذا المؤتمر وفد مكون من إطارات الوزارة و الرئيسين المديرين العامين لسوناطراك و سونلغاز أمين معزوزي و مصطفى قيتوني على التوالي وأوضحت الوزارة في بيانها أن بوطرفة سيتدخل خلال هذا المؤتمر- الذي سيقام تحت شعار «تبني حدود جديدة»، في جلسة حول المحروقات و في طاولة مستديرة وزارية حول «الخيارات الطاقوية الثلاثة» و من خلال هذه الطاولة المستديرة سيبحث المشاركون كيفية إنتاج طاقة أمنة و مستقرة بأثمان رخيصة و متاحة للجميع و بأقل ضرر للبيئة و سيلتقي الوزير بنظرائه المكلفين بالطاقة بالإضافة إلى مسؤولي الشركات الطاقوية و ستسمح هذه الطبعة من المؤتمر بخلق حوار بين وزراء الطاقة و قادة عالم الأعمال و المالية و الجامعات حيث ستكون هناك نقاشات في جلسات عامة و طاولات مستديرة حول مختلف الخيارات للنظام من أجل توزيع دائم للطاقة على المستوى الوطني و الإقليمي و العالمي، حسب نفس المصدر. و يعد هذا المؤتمر الحدث العالمي الأبرز لمجلس الطاقة العالمي، و أول منتدى طاقوي عالمي متعدد يهدف إلى تعريف المشاركين أكثر بالرهانات و الحلول الطاقوية ضمن آفاق عالمية و من المرتقب أن تعقد منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» و روسيا اجتماعا غير رسمي على هامش المؤتمر لإيجاد اتفاق بين المنتجين من أوبك و خارجها للعمل على استقرار سوق النفط حسب تصريحات لوزير الطاقة نورالدين بوطرفة والذي قال في هذا الصدد أن روسيا، ثاني أكبر منتج للنفط في العالم، مستعدة للتعاون مع دول الأوبك إذا اتفقوا بينهم وأفاد بوطرفة أن «أوبك « قد تقرر خفض الإنتاج في اجتماعها المقبل المقرر في فيينا في نوفمبر المقبل بنسبة 1 بالمئة إضافية وذلك أكثر من الكمية التي تم الاتفاق حولها في اجتماع الجزائر في حالة إذا رأى المنتجون أن هناك حاجة لذلك من جهته اعتبر وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك المباحثات التي ستجري في إسطنبول بأنها خطوة هامة أخرى في طريق التوصل الى اتفاقيات حول فرض قيود على حجم إنتاج النفط. و عرفت أسعار النفط ارتفاعا محسوسا في الأسواق الدولية في الفترة الأخيرة حيث تجاوزت الأسعار معدل 52 دولارا للبرميل، وذلك بعد الاتفاق الذي تم التوصل اليه في اجتماع الجزائر الأخير والقاضي بتخفيض انتاج منظمة « أوبك» إلى حدود 32.5 مليون و 33 مليون برميل يوميا و قد تدعمت الأسعار أيضا بالانخفاض المسجل في المخزونات الأمريكية. وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد طرطار، أن الاجتماع غير الرسمي لدول «الأوبك» مع روسيا المزمع عقده على هامش مؤتمر الطاقة بإسطنبول التركية يأتي لتكريس نتائج اجتماع الجزائر الأخير المنعقد نهاية الشهر الماضي. وأضاف في تصريح للنصر، أن هذا اللقاء يمهد لتثبيت هذه النتائج في الاجتماع الذي ستعقده دول «الأوبك» بفيينا في نوفمبر القادم . وقال أن الوفد الجزائري سيدافع بإسطنبول عن الاتفاق المحقق في اجتماع الجزائر، وسيواصل الجهود لتثبيت النتائج المحققة، حيث ستطمئن الجزائر الوفد الإيراني بخصوص مستوى حجم الانتاج المستحدث والذي يصل إلى 3 ملايين و700 ألف برميل بالمقابل بقاء حجم الانتاج السعودي بين 9 إلى 10 ملايين برميل حسبما تعهدت به السعودية بتخفيضها 500 ألف برميل .وأفاد الدكتور أحمد طرطار أن لقاء اسطنبول سيكون تمهيديا لاجتماع «الأوبك» في نوفمبر القادم، معتبرا أن روسيا متحمسة لتخفيض الانتاج بعد الضرر الذي لحق بها جراء المقاطعة الأوروبية والأمريكية لها عقب تدخلها في أوكرانيا. وأوضح في هذا الصدد، أن روسيا تصبو إلى الزيادة في أسعار البترول للحصول على موارد تغطي نفقاتها العسكرية والتنموية وأضاف أن روسيا كانت من بين المبادرين إلى جانب الجزائر من أجل الدفع نحو ارتفاع الأسعار وكانت المشاورات الأولية تستهدف سعر 70 دولارا للبرميل، لكن من خلال التدخل السعودي والرضى الإيراني والتوافق العراقي ستستقر الأسعار - كما قال- في حدود 50 دولارا أو أكثر وبناء على هذا المعطى اعتمدت الجزائر السعر المرجعي 50 دولارا في مشروع قانون المالية لسنة 2017 ، معتبرا في هذا الصدد أن أسعار البترول لن تنزل عن سقف 50 دولارا في العام المقبل، إذا تواصل التوافق بين الدول المؤثرة في «الأوبك» وهي الجزائر والسعودية وإيران والعراق، مضيفا أن الأسعار ارتفعت بعد اجتماع الجزائر وقال في هذا السياق أن الثقل الدبلوماسي للجزائر هو الذي طوع الموقف الإيراني إيجابيا وأفاد أن اجتماع «الأوبك» في نوفمبر بفيينا هو الفيصل في تحديد الأسعار كونه هذا الاجتماع سيوضح ما مدى تمسك كل طرف بالنتائج التي تبناها اجتماع الجزائر. وبخصوص مؤتمر الطاقة العالمي، ذكر الخبير الاقتصادي أن هذا القاء هو استكمال للمجهودات التي أقيمت في المؤتمر السابق والتي باشرتها الدول المعنية اعتبارا منذ سنة 2008 في وهران، و أوضح أن الاجتماع يأتي لبحث البدائل حول استخدام الطاقة واقتراح الطاقات البديلة والمتجددة ودراسة تكاليف هذه البدائل وتكنولوجيات استحداثها وغيرها من المعطيات المتعلقة بمستقبل البشرية بشأن استخدام الطاقة وتوليد طاقات جديدة .