انطلقت مؤخّرا حملة الحصاد والدّرس ببلديتي فركان ونقرين بأقصى جنوب الولاية تبسة حيث تتوقّع المصالح الفلاحية لولاية تبسّة أن يصل الإنتاج في محيطي الاستصلاح في كل من المرموثيّة وجارش إلى أكثر من 150 ألف قنطار من القمح والشّعير. وحسب رئيس تعاونية الحبوب والبقول الجافّة بالولاية فإنّه يتوقّع أن تستقبل تعاونية الحبوب زهاء 120 ألف قنطار،و قد سخّرت التعاونية لإنجاح موسم الحصاد بجنوب الولاية 10 حاصدات ،أما على مستوى الولاية فيتوقع تحقيق إنتاج يفوق 800 ألف قنطار من القمح والشّعير خلال هذا الموسم. تصنف بلدية نقرين بأنها تقع في المنطقة السهبية إلا أن الطابع الصحراوي يميز المنطقة من حيث المناخ وطبيعة الأراضي وكثرة الكثبان الرملية خاصة بجنوب البلدية بالإضافة إلى قلة الأمطار والجفاف ، وهذا ما دفع بسكان المنطقة إلى الاعتماد على غراسة النخيل في الجزء الأكبر من النشاط الفلاحي والاهتمام بفلاحة الخضر بواحات النخيل وكذا زراعة الحبوب بالاعتماد على مياه الأمطار حتى ولو كانت زهيدة . وفي هذا الصدد يقول أحد فلاحي المنطقة أن التوجه الجديد للنشاط الفلاحي الذي بدأ يتجلى في أواخر ثمانينيات القرن الماضي سمح بإحداث محيط استصلاح أراضي بمنطقة المرموثية وبعض المحيطات المعزولة لأفراد بمناطق الهوارين وذراع الزيتة مما ساهم في ازدهار زراعة الحبوب و غراسة النخيل و أشجار الزيتون التي أصبحت تضاهي المناطق الخصبة في الشمال من حيث وفرة الإنتاج خاصة بعد الدعم الذي استفاد منه الفلاحون من الصندوق الوطني للتنمية الفلاحية وتزويد محيط الاستصلاح المرموثية بالكهرباء . وهو ما شجع على توسع المساحات المزروعة وارتفاع إنتاج الحبوب والتمور والزيتون بشكل مدهش يبشر بمستقبل زاهر للمنطقة خاصة بعد إعادة الاعتبار للطريق المؤدي إلى منطقة المرموثية وتحسين المسالك بين المستثمرات الفلاحية ، وهو ما من شأنه المساهمة في مساعدة الفلاحين على الاستغلال الأمثل للأراضي. وحسب ذات المتحدث فإن عدد الفلاحين المسجلين على مستوى البلدية قد بلغ 490 فلاحا ووصل عدد المستثمرات الفلاحية 450 مستثمرة ، وتتربع المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية على مساحة 246705 هكتارا ، أما عدد أشجار النخيل فقد بلغ 42 ألف نخلة ، ووصل عدد الآبار العميقة إلى 235 بئرا وبئران عاديان و 14 ينبوعا ، وفيما يتعلق بتوقعات الإنتاج المنتظرة فمن المنتظر أن يشهد موسم الحصاد لهذا العام ببلدية نقرين وحدها إنتاج أكثر من70ألف قنطارا من القمح وزهاء 20ألف قنطارا من الشعير و1500 قنطارا من الزيتون ونحو 11 ألف قنطارا من التمور ،غير أن محدثنا يتخوف من عدم مواكبة الفلاحين للتطور وتراجع نشاطهم نتيجة عدم استفادتهم من تخفيض سعر الكهرباء بنسبة 50 بالمائة على غرار جيرانهم من ولاية الوادي الذين لا يفصلهم عن بعضهم البعض إلا حاجز ترابي وقد استفادوا من هذا الامتياز منذ سنوات خلت . ولعل هذا الإشكال يعد من الانشغالات التي ظلت تطرح من حين لآخر على السلطات المحلية والولائية للتدخل قصد تمكينهم من قانون التخفيض، وقد أكد لنا رئيس بلدية نقرين أن القضية مطروحة على مستوى مركزي للنظر فيها.