انعدام أخصائيين في الأمراض الداخلية بمستشفى البرج يرهق المرضى تعاني مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى بوزيدي لخضر ببرج بوعريريج، من انعدام التأطير بأطباء أخصائيين، ما جعلها تقدم أدنى الخدمات، في وقت يطالب فيه المرضى بتوفير التغطية الطبية اللازمة بهذا المستشفى الذي يعد أكبر مرفق صحي على مستوى الولاية. و صور بعض المرضى الذين التقينا بهم ، على مستوى مكتب الإستقبال بمستشفى بوزيدي لخضر معاناتهم من تدني الخدمات على مستوى مصلحة الأمراض الداخلية وقالوا أنها تدفعهم إلى التوجه نحو المصحات و العيادات الخاصة، رغم توفر مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى بوزيدي على جميع الأجهزة و المعدات الطبية، والتي تبقى بدون استغلال لتأخر تغطية الشغور المعمر في التأطير بطبيب مختص. و أكدت مصادرنا على استقبال حالات حرجة للمرضى خلال فترات الليل، يتعذر على الطاقم الطبي المتوفر بمصلحة الاستعجالات و مصلحة الأمراض الداخلية تقديم العلاج لهم، كون أن حالتهم تتطلب فحصا من طبيب مختص و إجراء فحوصات بالأشعة تستدعي توجيههم إلى العيادات الخاصة، ما يثير استياء المرضى و أقربائهم الذين عادة ما يوجهون اللوم للطاقم الطبي و إدارة المستشفى لتقصيرها في تقديم الخدمات اللازمة والضرورية، معتبرين أن مصلحة الأمراض الداخلية ليست تلك المصلحة التي تعاني فيها الجزائر من النقص في الأطباء الأخصائيين كباقي الأمراض و الأوبئة الحساسة التي يبقى التكوين الطبي المختص فيها غير كاف لتأطير المصحات و المستشفيات العمومية .و بالمقابل تؤكد مصادرنا تفضيل الأطباء المختصين في الأمراض الداخلية باقي المستشفيات المتواجدة بالولاية على غرار مستشفى محمد بناني برأس الوادي و مستشفى مجانة اللذان يتوفران على أكثر من طبيب مختص في الأمراض الداخلية، في حين يعرف مستشفى بوزيدي بعاصمة الولاية عزوفا من قبلهم بالنظر إلى الضغط الكبير و العدد الهائل للمرضى الذين يقصدون المصلحة، ناهيك عن الاعتداءات اللفظية و الجسدية المتكررة التي تطال الأطباء و العمال بالمستشفى من قبل أهالي المرضى، ما زاد من عزوف الأطباء عن العمل بمستشفى بوزيدي. و يشكل غياب التأطير الطبي المختص بهذه المصحة زيادة على المتاعب و المعاناة التي يواجهها المرضى، بتحويلهم إلى العيادات الخاصة و دفعهم لتكاليف العلاج التي تفوق قدراتهم المادية، متاعب أخرى للعمال و كذا الطاقم الطبي، حيث يجد الأطباء و أعوان الأمن صعوبة في إقناع أهالي المرضى بافتقار المصلحة لطبيب مختص و اعتراضا على تحويلهم إلى المصحات الخاصة، ناهيك عن استنزاف جهود الطواقم المكلفة بالإسعاف و استغلال سيارات الإسعاف في نقل المرضى لأجل إجراء الكشف بالأشعة في المصحات الخاصة بدل استغلالها في الحالات المستعجلة . وفيما أكد مدير المستشفى على أن هذا المشكل في طريقه إلى الحل، مشيرا إلى التقدم بطلب لمديرية الصحة و تلقي مصالحه لوعود بحل مشكل انعدام التأطير بالمصلحة، أشارت مصادرنا إلى إمكانية تحرك مدير الصحة بالولاية، و اتخاذه لقرارات بجلب أطباء أخصائيين من باقي المستشفيات المتواجدة بإقليم الولاية و تكليفهم بتغطية مصلحة الأمراض الداخلية بمستشفى بوزيدي في برنامج أسبوعي يتكفل فيه كل طبيب بتغطية العجز و لو مرة في الأسبوع، إلى حين إيجاد حل نهائي للمشكل من قبل مديرية الصحة و الوفاء بالوعود المقدمة قبل أشهر بتغطية العجز و تمكين المرضى من تلقي العلاج في ظروف حسنة بعيدا عن رحلة البحث عن الأطباء المختصين بالعيادات الخاصة و ما ينجر عنها من متاعب مادية، خصوصا بين المرضى المنتمين لعائلات فقيرة الذين يجدون صعوبات كبيرة في دفع تكاليف العلاج . كما أكدت مصادرنا على أن مصلحة الأمراض الداخلية بحاجة إلى التأطير بثلاثة أطباء مختصين على الأقل لضمان الدوام، و كذا لتلبية احتياجات المرضى في ظل استقبال المصلحة لعشرات الحالات يوميا.
