دورة تكوينية لفائدة 26 امرأة ريفية من أجل استغلال الزيوت النباتية والطبية بالطارف استفادت مؤخرا 26 امرأة ريفية من بلديات العيون، بوقوس و أم الطبول بولاية الطارف، من دورة تكوينية تدريبية في كيفية الاستغلال العقلاني لعشبة الضرو المنتشرة بكثرة بالمناطق الغابية الحدودية، و ذلك في إطار التنمية المستدامة ومحاربة الفقر من أجل خلق بعض الأنشطة التي تساعد المرأة الريفية المحلية على تحسين ظروفها الاجتماعية، مع الاعتناء و الحفاظ على البيئة. وذكر مدير البيئة فرعون قدور أن الدورة التكوينية تندرج في سياق مشروع برنامج الشراكة الجزائري الألماني، المتعلق بالحوكمة البيئية و التنوع البيولوجي بالحظيرة الوطنية للقالة، و الممول من طرف وكالة التعاون الألمانية "جيز"، بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية والبيئة، بغلاف مالي قدره أربعة ملايين أورو ، مشيرا إلى أن الهدف من العملية هو تمكين المرأة الريفية من اكتساب المهارة، قصد مساعدتها على توفير مصادر الرزق وتحسين المستوى المعيشي لأسرتها، من خلال اقتحام مجال استغلال و تثمين الثروات البيئية والطبيعية ، بإنشاء مؤسسات مصغرة تعتني بتحويل الزيوت والنباتات الطبية والعطرية، عن طريق نظام التقطير والتجفيف ثم استخراج الزيوت من نباتات الضرو والريحان والزيوت النباتية الأخرى المنتشرة بكثرة بالمنطقة. و تم أيضا في الدورة التكوينية التعريف بتقنيات التعليب و كيفية المحافظة على الزيوت النباتية وتسويقها ،علاوة على إبراز الطرق الحديثة في مجال استغلال النباتات الطبية والعطرية المنتجة لأنواع الزيوت ذات القيمة الصحية والعلاجية والغذائية التي يمكنها أن تكون قيمة مضافة في الاقتصاد و تساعد على توفير مناصب الشغل و خلق الثروة في حالة الإستغلال الأمثل لهذه المواد من طرف المرأة الريفية المحلية التي تبقى على دراية بها وبمزاياها، غير أنها تستغل بطرق تقليدية كما أن ثروات أخرى لا تزال غير مستغلة بعد، بالرغم من قيمتها و فوائدها . و قال من جهته المؤطر الخبير التونسي محمد الدريدي، بأن الدورة التكوينية ترتكز على تعريف المرأة الريفية بكيفية استغلال زيوت الضرو و كيفية تثمين النباتات الطبية و العطرية و التعرف على تقنيات التعليب والتخزين و التسويق، كما أشار مدير البيئة إلى أن الدورة التكوينية النظرية، ستتبع بدورة تكوينية تطبيقية بمركز مختص في التكوين بولاية بنزرت التونسية لمدة 6 أيام مع تكفل الوكالة الألمانية بكافة المصاريف من أجل تعريف المتربصات عن قرب بكيفية استعمال آلات استخراج زيت الضرو، على اعتبار أنهن و بعد الانتهاء من هذه الدورة التكوينية والتدريبية، سيتحصلن على هذه الآلات المختصة في إستخراج الزيوت بدعم من وكالة التعاون الألمانية. في حين سيحل مكتب دراسات مختص في منح الشهادات للزيوت الأساسية لتشخيص نوعية الزيوت المنتجة من طرف المتربصات في مجال استغلال زيت الضرو، من أجل منحهن شهادات عالمية، تسمح لهن بتسويق منتوج زيت الضرو و الزيوت الأخرى المستخرجة نحو الأسواق الوطنية والعالمية. و أعلن مدير البيئة أن كل النساء اللائي استفدن من هذه الدورة التكوينية، سيستفدن من دورة تكوينية أخرى في مجال المقاولة النسائية، من أجل تمكين المرأة الريفية المحلية من تنظيم نفسها في تعاونيات ومؤسسات منتجة، مع الاستفادة من مزايا أجهزة التشغيل لإنشاء مؤسسات مصغرة في إستغلال الزيوت والثروات الطبيعية والنباتات الطبية والعطرية تساعدها على المساهمة في التنمية الاقتصادية و الاجتماعية مع حماية الجانب البيئي والطبيعي في إطار التنمية المستدامة. والي الولاية محمد لبقة زار من جهته المتربصات بفندق المولان بالقالة، و شدد على ضرورة توجه المرأة المحلية الريفية لإستغلال الثروات الطبيعية الهائلة والمتنوعة التي تزخر بها الولاية، لخلق الثروة ومساعدة أسرتها على تحسين ظروفها المعيشية عن طريق خلق بعض الأنشطة الفلاحية ،على غرار تحويل الزيوت و استغلال النباتات المنتشرة بكثرة، بما فيها استغلال الحلزون و الفطر وغيرها.