أحكى لأطفال فرنسا القصص الشعبية الجزائرية المثيرة بدأت مشوارها المهني كأمينة مكتبية بإحدى المكتبات الفرنسية عام 1988، أين اكتشفت صدفة قدرتها و تميّزها على لفت اهتمام الصغار الذين كانوا يترددون على المكان و ذلك من خلال سرد قصص خيالية بهدف تحضيرهم و غرس حب المطالعة فيهم، و هو ما أثار انتباه مديرة المكتبة التي دعتها للمشاركة في مهرجان خاص بفن الحكاية الشعبية ، فكانت بداية قصة حب حقيقية بينها و بين فن السرد الشفوي الذي ضحت لأجله بمهنتها إنها القاصة الفرانكو- جزائرية ليلى خالد التي استلهمت من تراث أجدادها قدرا كبيرا من القصص الشعبية المثيرة التي أثرت به رصيدها في هذا المجال. عن تجربتها بين العمل المكتبي و عالم الحكاية الشعبية و تسجيل القصص للآذان الصغيرة، تقول ليلى خالد في هذا الحوار. *انطلاقتك في فن الحكاية كانت من فرنسا، حدثينا أكثر عن هذه المغامرة؟ - هي بالفعل مغامرة صعبة، لأنه كان علي الإختيار بين مهنتي كأمينة مكتبية و بين هواية اكتشفتها متأخرة، و إن كانت الأولى تكمل الثانية بحكم احتكاكي بالكتاب و ولعي بالمطالعة التي أثرت رصيدي في فن الحكاية فوجدت نفسي أجذب اهتمام الأطفال و المراهقين بطريقة سهلة بالاعتماد على القصص من أجل تحضيرهم و غرس حب المطالعة فيهم و هو ما لاحظته مديرة المكتبة التي أعجبت بطريقتي في السرد، فرشحت اسمي ضمن المشاركين في مهرجان"ألف أذن و أذن "للسرد الشعبي بستراسبورغ و الذي كانت تشرف عليه شخصيا و هناك اكتشفت نفسي كراوية. * كيف توفقين بين عملك في المكتبة و حرفتك الفنية كحكواتية؟ - لأنني لم أستطع التوفيق بين الإثنين، كان لزاما علي الاختيار بينهما و بالتالي التضحية بأحدهما، فتخليت عن مهنتي الأولى كأمينة مكتبية، لأنني أتنقل كثيرا و أجوب العالم بفضل جبتي الجديدة كحكواتية. * كم بلدا زرت حتى الآن؟ - الكثير من البلدان و بمختلف القارات . *هل ما زال أهم جمهورك من الصغار؟ - نعم منذ أكثر من 15 من حرفتي الجديدة، لا زلت أسجل أكبر حضور و جمهور لي من عالم البراءة، يمكن لأنني مطلوبة أكثر بالمؤسسات التعليمية الخاصة بالصغار، و قد زاد هذا من اهتمامي بالقصص التي تعنى بالبراءة و تثير فضولهم و حماسهم. * أنت من أصل جزائري، فإلى أي مدى غرفت من التراث الشعبي المحلي بموطن الأجداد؟ - صحيح أنا مولودة بمدينة ليون الفرنسية، لكنني لم أنقطع عن زيارة الجزائر، و كان هدفي الأول لاحتراف فن السرد الشفوي هو التعريف بثقافة بلدي الأصلي، و قد حفزني ذلك على تعلم اللغة العربية التي استعملها اليوم كثيرا بكل مكان أعرض فيه. * أيهما تفضلين القصص الغربية أم العربية ؟ - أفضل القصص الشعبية العربية، لكن رصيدي في هذا المجال قليل جدا، فأنا لا أتذكر سوى بعض ما سرده علّي والدي كما اعتمد أحيانا على القصص المكتوبة، لكنها لا تكون بنفس السحر و الإثارة التي يضفيها عليها الراوي... و قد زاد اهتمامي و حماسي لتعلم المزيد و هو سر زيارتي المتكررة للجزائر، بحثا عن ألوان جميلة أخرى أزيّن بها رصيدي في مجال الحكاية الشعبية. * بعد النجاح الذي حققته، و تضاعف الطلب على عروضك ألم تفكري في تسجيل القصص الحاملة لبصمتك الخاصة؟ - بلى لدي تجربة ناجحة في مجال تسجيل القصص الموجهة للصغار الذين تتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات فما فوق، مرفوقة بأغاني للبراعم و لدي حتى اليوم خمسة إصدارات تحمل عنوان "قصص للآذان الصغيرة".