احتفلت مؤخرا جمعية البدر لمساعدة مرضى السرطان بالبليدة، بإطفاء شمعتها العاشرة تحت شعار 10 سنوات من التضامن مع المرضى ، وكان هذا الحفل الذي نظم بفندق الأنصار فرصة للتطرق إلى ما تم تحقيقه من إنجازات خلال هذه الفترة والمساعدات التي قدمتها الجمعية لمرضى السرطان. ومن أهم الانجازات، حسب رئيس الجمعية، مصطفى موساوي، بناء دار الإحسان لإيواء مرضى السرطان التي كانت حلما وفي ظرف قصير تحولت إلى حقيقة، وينعم اليوم المرضى فيها براحة كبيرة، من ناحية الإيواء والإطعام والنقل، فقبل إنجاز دار الإحسان التي تتسع لما يقارب ال50 سريرا، كان المرضى القادمون من ولايات بعيدة يبيتون في الحمامات والحدائق العمومية، وبعضهم في السيارات خلال فترة تصل إلى الشهر وهي فترة العلاج بالأشعة بمركز مكافحة السرطان بمستشفى فرانتز فانون ، كما أن عددا منهم انقطع عن العلاج بسبب عدم القدرة على توفير الإيواء، لكن اليوم وبعد إنجاز دار الإحسان، يتوفر المرضى على كل الضروريات من الإيواء والإطعام والنقل مجانا، إلى جانب بعض النشاطات الترفيهية. كما تتوفر الدار على مساعدين اجتماعيين ونفسانيين يرافقون المرضى، وقد قدمت مساء أول أمس إحدى المريضات المقيمة بدار الإحسان في الحفل الذي نظمته البدر شهادتها عن حالها وأحوال أغلب المريضات، وأكدت بأنها وصلت إلى البليدة بحالة نفسية منهارة، في حين أنها اليوم ومع ما وجدته من تضامن وتكافل بين المرضى أو المتطوعين بجمعية البدر ، استطاعت التعايش مع المرض بمعنويات عالية، وهو حال العديد من المرضى، حسبها، كما أشار إمام دار الإحسان الشيخ ياسين، إلى أن أهداف جمعية البدر ، ليس توفير الضروريات الأساسية للمرضى فقط، بل الهدف الأساسي هو جعلهم يتعايشون مع هذا المرض فلا يؤثر على حياتهم العادية. وحسب نائب رئيس الجمعية، محمد شكالي، فإن البدر لديها عدة مشاريع مستقبلية، منها مشروع إنجاز مستشفى لسرطان الأطفال، وأضاف بأن هذا المشروع يحمل 4 أقطاب، القطب الأول علاجي، والثاني قطب سكني، من خلال توفير غرف للأطفال المرضى مع مرافقيهم خلال فترة العلاج، والقطب الثالث ترفيهي، يتمثل في توفير مساحات للعب موجهة للأطفال المرضى، والرابع تعليمي، يتعلق بتوفير قاعات لتدريس الأطفال المرضى حتى لا ينقطعوا خلال فترة العلاج عن الدراسة. وأشار نفس المتحدث، إلى أن جمعية البدر راسلت السلطات الولائية من أجل توفير قطعة أرض، في حين أن بناء هذا المستشفى يكون من خلال تبرعات المحسنين، مثلما كان عليه الحال مع دار الإحسان التي تم إنجازها في ظرف قياسي لم يتجاوز السنتين، وأوضح نفس المتحدث بأن الجزائر لا تتوفر على مستشفى لسرطان الأطفال ومن خلال هذا المشروع، ستتحول البليدة إلى قطب في هذا المجال.