تتميز غابة القرية الفلاحية عين برناز بلدية عين أعبيد ولاية قسنطينة بكل المواصفات التي يمكن أن تجعل منها قبلة سياحية ومتنفسا لأبناء الولاية الذين أصبحوا كل أسبوع يشدون الرحال و أبناءهم إلى الولايات المجاورة، سطيف ، باتنة و كذا قالمة فيما تعرف المواقع السياحية المحلية إهمالا تاما. فهذه الغابة إضافة إلى قربها من عاصمة الولاية عن طريق بلدية ابن باديس يربطها طريق ريفي معبد حديثا بالبلدية ويشقها وتتشابك في أعلاه أشجارها مشكلة نفقا طبيعيا يحجب الشمس يجعل زائرها يشعر بالبرد في عز حرارة أوت الرمضاء، فتغمر الزائر رهبة وجلالة المكان بما احتوى من مظاهر الجمال الرباني فتطرب النفس والمسامع ألحان مختلف الحيوانات والعصافير بسنفونية الخلود الأبدي. هذا وتربطها بالقرية التي تحمل اسمها طريق تمر تحته مياه تجري موسميا مشكلة واد يحي على جانبيها الخضرة طوال السنة وتجري حاليا أشغال فتح طريق يمر غير بعيد من الموقع الأثري الذي اكتشفته النصر منذ عدة أشهر بالتنسيق مع المعهد الوطني للأبحاث في التاريخ والتاريخ القديم والذي هو عبارة عن قرية بربرية فريدة في الجهة كانت فيها الحياة خلال الاحتلال الروماني. إضافة إلى مواقع أخرى أثرية ريفية غير معروفة ولا مكتشفة ربما أهمها الواقع خلف الغابة في المكان المعرف بشعبة الحنانشة الذي انطلقت منه هجومات 20 أوت 55 وفيه أثار كثيرة حسب أحد سكاها، ولم يتسن لنا زيارتها لبعدها وعزلتها وصعوبة الوصول إليها كما سمعنا عن موقع آخر في نفس المحور علي حدود ولاية قالمة والمعروف بالحفرة وهي مواقع كلها عذراء تحتاج ألي رواد يستكشفونها. فغابة عين برناز هذه أذهلت الوالي الحالي لدى زيارته لها والوفد المرافق له في جانفي الماضي ووعد بالاهتمام بها بعد الدراسة وإعادة الاعتبار لغابتي المريج وجبل الوحش لتكون متنفسا ثالثا قسنطينة، وقد كان قبل ذلك حديث عن انشاء فضاء للتسلية في إطار برنامج التنمية الريفية المندمجة بالتنسيق مع مديرية الغابات . و تبقى هذه "المحمية الطبيعية" التي تنتظر الاستثمار السياحي في حاجة ماسة إلى حماية من يد العبث التي أتت على مساحة واسعة منها لبيعها أعمدة خشبية حسب الكثير من السكان.