تزايد مُلفت للأكواخ بالحي الفوضوي قطار العيش بقسنطينة تعرف منطقة قطار العيش التابعة لبلدية الخروب بقسنطينة، تزايدا ملحوظا لظاهرة البناء الفوضوي، حيث شيدت العشرات من الأكواخ القصديرية الجديدة، كما تفشت بها شتى أنواع الممارسات المشبوهة، فيما ذكر مصدر مسؤول بأنه تم إحصاء العديد من السكان الجدد الذين يطمحون للحصول على سكنات اجتماعية. الحي يضم أزيد من 500 بناء هش و يُعدّ نقطة سوداء عجزت السلطات المحلية عن إيجاد حلول نهائية لها، خاصة بعد التوسع الكبير للمكان خلال السنوات الأخيرة، حيث صار يؤوي الآلاف من السكان، و تحوّل إلى وجهة لكل من يبحث عن الاستفادة من سكن اجتماعي، في وقت باشرت فيه السلطات عمليات مكثفة للقضاء على الظاهرة بالعديد من المواقع سواء بعاصمة الولاية أو بالخروب. و لاحظنا في زيارة إلى المكان أمس الأول، وجود بنايات جديدة شيدت من الطوب على حافة الوادي بالجهة السفلية و تحديدا قرب الطريق الوطني، كما ذكر لنا أحد السكان بأن عدد الملتحقين الجدد في تزايد مستمر، كما وقفنا و نحن نتوغل بداخل بيوت الصفيح، على وجود المئات من البنايات المتلاصقة و التي كانت مرقمة بشكل تسلسلي، بينما كانت المسالك جد ضيقة و غير مهيأة و مليئة بالحفر بما يمنع عبور المركبات عليها، فيما وجدنا الأسلاك الكهربائية موصولة بشكل فوضوي، ناهيك عن الانتشار الكبير للأوساخ و انبعاث الروائح الكريهة. و ما يلاحظ أيضا بالمكان، هو انقسامه إلى جزء علوي تشبّع عن آخره و كاد أن يلامس الأراضي الزراعية، فيما ظهر الجزء السفلي أكثر عشوائية و ما تزال العديد من المساحات به شاغرة، في الوقت الذي توجد فيه أكواخ أخرى في طور الإنجاز، حيث وقفنا على وجود عتاد للبناء و أجزاء من القصدير. و تحدث ممثلون عن السكان عن معاناة العائلات مع انعدام شبكات الماء و الكهرباء و الغاز و كذا شبكات الصرف الصحي، و هو وضع قالوا بأنهم اضطروا إلى التأقلم معه في ظل الأزمة الخانقة للسكن، كما أكدوا تحول العديد من الأكواخ إلى أماكن لممارسة الرذيلة، مطالبين السلطات بضرورة إحصاء قاطني المكان و تمكينهم من سكنات اجتماعية، قصد تطهيره، بعد أن تحوّل، حسبهم، إلى بؤرة قد تؤدي إلا ما لا يحمد عقباه، خاصة أن العديد من الأكواخ شيدت فوق أنابيب الغاز و بالقرب من الأودية، بحسب قولهم. مصدر مسؤول من بلدية الخروب، أوضح بأنه تم إحصاء العديد من الأكواخ التي ظهرت مؤخرا بالقرب من مجرى الوادي، حيث أن هذا المكان مهدد بالفيضانات و غير قابل للسكن، مشيرا إلى أن جميع الفاعلين على علم بالوضع القائم و إلى أنه تم إحصاء جميع البؤر القصديرية التي من المنتظر أن تهدم جميعا، أما فيما يخص استفادة شاغلي الأكواخ من برنامج للترحيل، فقد أوضح المتحدث، بأن الأمر يُعد من اختصاص الوالي و السلطات العليا للبلاد. للإشارة، فإن الوالي كمال عباس سبق و صرّح بأن جميع البنايات الفوضوية سُتهدم، فيما رفعت مصالح سونلغاز دعوى قضائية لإخلاء أحد المواقع المستولى عليها بالمكان، و التي تقع بالقرب من مركز لتوزيع الغاز.