أعيان منطقة فزان يدعمون جهود الجزائر من أجل إنجاح الحوار بين الليبيين أعرب أعيان قبائل منطقة فزان جنوب ليبيا و شخصيات سياسية وعسكرية، أمس السبت، عن دعمهم للجهود التي تقوم بها الجزائر للدفع نحو الحوار و المصالحة بين الليبيين، مشيدين بتجربة الجزائر في المصالحة الوطنية و مكافحة الإرهاب. وعقب «لقاء تاريخي» جمع وزير الشؤون المغاربية و الاتحاد الإفريقي و جامعة الدول العربية عبد القادر مساهل مع ممثلي أعيان قبائل التوارق و التبو و العرب أكد مصدر دبلوماسي أن «الجزائر نجحت في الجمع بين جميع هذه القبائل المنتشرة في أرجاء منطقة فزان الشاسعة» مشيرا إلى أن «ممثلي قبائل التوارق والتبو والعرب ثمنوا المساعي الجزائرية وأبدوا استعدادهم للمضي قدما في المصالحة ولم الشمل من أجل ليبيا واحدة». وبالمناسبة قال رئيس المجلس الإجتماعي لقبائل فزان علي مصباح «إن الأمن و الإستقرار الذي تنعم به الجزائر يبعث فينا الأمل كشعب ليبي في بناء مؤسسات الدولة الليبية القادرة على تحقيق الأمن و الإستقرار» مشيرا إلى عراقة التاريخ المشترك بين الشعبين و البلدين. من جانبه أكد عميد بلدية غات قوماني محمد صالح أن «العلاقات الجزائرية الليبية ليست وليدة اليوم» وأن زيارة السيد مساهل إلى ليبيا ليس بالأمر الغريب معربا عن تقديره ل «الدور الجزائري الإيجابي» من الأزمة الليبية الرامي إلى تحقيق الإستقرار الدائم للبلاد . وعقب وقفة الترحم على أرواح الشهداء الجزائريين والليبيين الأبرار الذين سقطوا جنبا الى جنب في معركة «إيسين» ضد الاستعمار الفرنسي , عبر أحد أعيان منطقة فزان عن تحيته «للمجاهد البطل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يواصل مسيرة التقدم و التنمية للشعب الجزائري الشقيق» كما ثمن «عاليا دور الجزائر و سعيها الدؤوب لمحاولة إيجاد الحلول للأزمة الليبية وما قدمته من مساعدات إنسانية للشعب الليبي». ومن خلال هذه الزيارة استحضر المتحدث التاريخ المشرف المشترك «الذي سطره بأحرف من نور المجاهدون الجزائريون و أشقائهم الليبيون إبان ثورة التحرير الكبرى مشيرا إلى بطولات المجاهدين الجزائريين و الليبيين في معركة فزان الأولى 1914 و معركة «ايسين» الثانية عام 1957. دعوة دول الجوار إلى مرافقة مساعي الحوار و المصالحة الوطنية وفي ذات السياق، حمل أعيان المنطقة الوزير مساهل رسالة إلى دول الجوار الليبي تتمثل في دعوة هذه البلدان الشقيقة و الجارة إلى مرافقة الليبيين في حل الأزمة التي تعرفها البلاد و بذل مزيد من الجهود من أجل دعم الحوار و المصالحة الوطنية. وبالمناسبة أكد مساهل أن هذا الإستعداد لدى الليبيين «يشجعنا كجزائريين في حوارنا مع الشركاء الدوليين و مع دول الجوار» مشيرا إلى أن الجزائر ستحتضن في 8 مايو الجاري الاجتماع الوزاري ال11 لبلدان جوار ليبيا من أجل محاولة مرافقة الليبيين في حل هذه الأزمة. من جانبه أكد الفريق في الجيش الليبي علي كنة أن «الجنوب متحد و ننتظر جهود المصالحة و توحيد القيادة السياسية و توحيد القوت المسلحة « موضحا أن «القوات المسلحة في الفزان هي خارج أي اقتتال في ليبيا و تنتظر المصالحة الوطنية من أجل توحيد القوات المسلحة الليبية «. وخلال الزيارة أجرى الوزير محادثات مع كل من عميد بلدية غات قوماني محمد صالح و علي مصباح رئيس المجلس الإجتماعي لقبائل فزان و علي كنة سليمان ممثلا عن منطقة أوباري و حسن الكوني محمد ممثلا عن منطقة غات. وكان من المفترض أن يزور الوزير مدينة أوباري إلا أن الزيارة ألغيت لأسباب تقنية تتعلق بأرضية مطار أوباري إلا أن أعيان و مسؤولي المحلية قدموا إلى غات للقاء الوفد الجزائري. يشار إلى أن الوفد الجزائري حظي باستقبال رسمي و شعبي بمطار غات الدولي أين شرع في جولته التي سيجرى خلالها محادثات مع السلطات المحلية و البرلمانيين وأعيان منطقة فزان جنوب ليبيا ليختتم هذه الجولة من غدامس. ق و