فضلت الغناء و رفضت سلك أروقة سيئة في عالم الأزياء يرى المغني الشاب محمد مازي، بأنه كان مجبرا على الاختيار بين عالمي الأزياء و الغناء، في ظل صعوبة التوفيق بينهما، مشيرا بأن الشهرة و المال و الربح السريع وراء توجه الكثيرين نحو الغناء، كما تحدث النجم الصاعد في سماء الأغنية «الرايوية» عن رأيه في الساحة الفنية في الجزائر تكتشفونه في هذا الحوار الذي خصنا به. حاوره: مروان. ب بدأت في اكتساب قاعدة جماهيرية لا بأس بها، هل لك أن تحدثنا عن بداياتك مع الغناء؟ كنت أحلم منذ الصغر أن أصبح مغني ناجح، ولكن التزاماتي الدراسية جعلتني لا أفكر في الموضوع كثيرا، حيث كنت مطالبا بإرضاء الوالدين، اللذين طالما أرادا أن يروني متميزا، لقد وفقني المولى عز وجل بالحصول على الشهادة الجامعية، وهو ما أراحني فيما بعد، وجعلني أحول كافة اهتماماتي إلى المجال الفني، الذي يعد كل شيء بالنسبة لي الآن، لقد كنت أمتلك بعض الأولويات قبل الغناء، على غرار الدراسة وعملي كعارض أزياء، وهو ما أخر ظهوري في المجال الفني. حبي للغناء جعلني أضحي بشهادتي الجامعية ألم يشوش تعلقك بالغناء على دراستك التي تفوقت فيها؟ كما قلت لك تركيزي في السابق كان على الدراسة، التي كنت أود النجاح فيها، من أجل إرضاء الولدين، اللذين لم يبخلا علي بشيء، ولكن حبي للغناء لم ينقطع على الإطلاق، بل كان يكبر معي يوما بعد يوم، لقد أهديت والدي ما كان يرغبان فيه، لأتوجه بعدها مباشرة إلى عالم الغناء، الذي يشغل تركيزي، واعتقد بأني في الطريق الصحيح، من أجل تقديم مشوار فني جيد. ألا تعتقد بأن قلة فرص العمل لحاملي الشهادات الجامعية جعلتك تتوجه إلى عالم الغناء؟ صحيح أن فرص العمل أصبحت قليلة جدا بالنسبة لحاملي الشهادات الجامعية، ولكنها لم تكن سببا في اختياري الغناء، فأنا أحب هذا المجال منذ نعومة أظافري، ولطالما حلمت أن أكون متألقا فيه، كما أود أن أخبركم بأمر مهم جدا، وهو أنني كنت مرتاحا من الجانب المادي، ولم أشتك يوما من غياب الأموال، كوني كنت أمتلك متجرا للألبسة، كما اشتغلت في عالم الأزياء، الذي اضطررت للتخلي عنه فيما بعد، من أجل توجيه كافة اهتماماتي نحو الغناء، الذي يعد عشقي الأول. هل وافق والداك بسهولة على دخول عالم الغناء ؟ في بادئ الأمر عارض والدي فكرة الغناء، ولكن مع مرور الوقت نجحت في إقناعهما، خاصة وأنهما يثقان في تربيتي وأخلاقي، وكانا على يقين بأنني لن أسلك سوى الطريق السليم. الشهرة والمال وراء توجه البعض نحو الغناء كنت ناجحا كعارض أزياء، لماذا تخليت عن هذه المهنة، التي كنت تمتلك فيها جمهورا عريضا، وغامرت بدخول عالم الفن المليء بالأمور المعقدة؟ كنت ملزما على الاختيار بين عالم الأزياء والغناء، على اعتبار أن التوفيق بينهما صعب جدا، لقد اخترت الغناء في آخر المطاف، وأنا سعيد بهذا القرار، خاصة وأنني كنت على قناعة بأنني قادر على الذهاب فيه بعيدا، بالنظر لامتلاكي كافة الإمكانات لذلك، كما أني لم أكن مستعدا لسلك أروقة غير جيدة في عالم الأزياء، الذي لا تزال به الكثير من التحفظات في بلادنا. هل أنت راض على بداياتك في المجال الفني ؟ لا أخفي عليكم بأن بداياتي كانت أحسن بكثير من عديد الفنانين الناجحين الآن، حيث حققت أرقاما جيدة في أول أغنية قدمتها، على عكس البعض، الذي احتاج لكثير من الوقت من أجل إثبات موهبته، أنا لم أواجه الكثير من الصعوبات، بالنظر إلى عديد العوامل، على غرار المساندة التي تلقيتها من طرف بعض المقربين، الذين لم يبخلوا علي بالنصائح، وكانوا دوما خلفي، أنا سعيد بما قدمته إلى حد الآن، في انتظار أن أتطور أكثر، وأنجح في الوصول إلى ما أصبوا إليه. من وقف إلى جانبك من المحيط الفني، خاصة في ظل المؤثرات السلبية الكثيرة التي قد تعيق مشوار المغني ؟ يجب أن نعترف بأن هذا المجال فيه الكثير من الحاقدين، كما يعج بأعداء النجاح، كما لا يخلو أيضا من أصحاب المواقف والخصال الجيدة، والحمد لله كنت محظوظا بتواجد أشخاص في المستوى إلى جانبي، حيث دعموني وقت الحاجة، وهو ما سهل خطواتي فيما بعد،...أنا أشكر كل من ساعدني، وعمل على أن أكون متواجدا في المجال الفني الآن. هل صحيح أن المغني الموهوب ملزم بالمرور على الملاهي الليلية من أجل إثبات مؤهلاته، خاصة في ظل انعدام فرص العمل بالمهرجانات والحفلات الوطنية؟ لا أعتقد بأن هناك من يرغب بالعمل في الملاهي الليلة، ولكننا ملزمون بالمرور عليها من أجل إيصال موهبتنا إلى الجمهور، يجب أن نقر بأمر وهو أنه في الجزائر لا توجد فرص عمل كثيرة، كما أن الاكتفاء بالعمل في الأعراس لا يجدي نفعا، ولذلك تجد الكثير من الفنانين يتجهون للغناء في تلك الأماكن غير الجيدة، من أجل تطوير موهبتهم، واكتساب قاعدة جماهيرية عريضة تمكنهم فيما بعد من الظفر بفرص في المهرجانات والحفلات، نحن نتمنى أن نلقى الدعم اللازم، خاصة وأننا نمتلك الكثير من المواهب القادرة على التألق، ولكن نصيحتي لزملائي أن يسلكوا الطريق الجيد، ولا ينقادوا نحو الأمور السلبية، التي قد تؤثر على مشوارهم الفني فيما بعد، خاصة وأن هناك العديد من المغريات في مثل هذه الأماكن. الاحتراف في مجال الغناء أصبح يستهوي الكثيرين، في ظل ما يوفره من مال وشهرة و ربح سريع، ما رأيك في كثرة الوافدين على الفن ؟ هناك من شوه صورة الفن في الجزائر، وجعل من مغني «الراي» غير محبوب لدى الجمهور، وأنا أتفهم ذلك، في ظل الأعمال المقرفة التي يقدمونها، حيث أن غالبية أغانيهم تحرض على العنف، وعلى ارتكاب الأمور السيئة، هم اختاروا سلك هذا الدرب من أجل المال والشهرة والربح السريع، ولكنهم لن ينجحوا في الوصول إلى مبتغاهم، في ظل امتلاكنا لجمهور يعرف كيف يميز بين الأشياء، أنا حريص كل الحرص على أن تكون كافة الأغاني، التي أقدمها في المستوى، وتحمل رسائل ومعاني سامية، على اعتبار أن والدتي هي أول مستمع لي، ولن ترضى بأن يكون ابنها من المحرضين على الفاحشة والظواهر المشينة. كادير الجابوني قدوتي والأغنية العاطفية فقدت الشاب عقيل لماذا اخترت أداء الأغنية العاطفية ؟ الأغنية العاطفية كانت ولا تزال الأقرب إلى قلب الجمهور الجزائري، الذي لا تستهويه سوى الأشياء الجميلة والنبيلة، كما أن طبعي الحساس، وتجاربي الغرامية جعلاني أسلك هذا الدرب، أنا لا أرى نفسي خارج الأغنية العاطفية، التي أؤديها بكافة جوارحي، وهو ما سهل من عملية وصولي إلى الجمهور. من هو برأيك عميد الأغنية العاطفية في الجزائر اليوم ؟ في الوقت الحالي كادير الجابوني هو عميد الأغنية العاطفية دون منازع، ويكفي إلقاء نظرة بسيطة على أغانيه، من أجل الوقوف على مدى النجاحات التي يبصم عليها، فهو وصل إلى 70 مليون معجب على قناة «اليوتيوب» في أغنيته «أنتي سبابي»، وهو رقم ليس في متناول أي مغني جزائري، كما يجب التمعن في حجم الجمهور الذي بات يمتلكه سواء داخل الوطن أو خارجه، هو الآن يقوم بعمل جبار، وأنا أتشرف بمعرفته، وأتمنى أن أسلك دربه، خاصة وأنه يعد أحسن سفير للأغنية الجزائرية،..أنا سعيد لأجله، كونه إنسان مثابر، ولم يصل إلى هذه النجاحات من فراغ. هل كادير الجابوني هو قدوتك الوحيدة؟ ومن كنت تفضل في صغرك؟ كادير الجابوني مثال حي للمغني الناجح، ولكني لا اعتبره قدوتي الوحيدة، كوني كنت أحب بشدة المرحوم الشاب عقيل، الذي كانت تجمعني به علاقة خاصة، حيث كنت أحرص على أكون حاضرا باستمرار في الحفلات التي يحييها بالجزائر، نحن نفتقده، ونتمنى أن نسير على دربه. وهل لديك صداقات تجمعك بمغنيي «الراي» في الجزائر ؟ أمتلك علاقات جيدة مع عديد المغنيين، الذين التقيهم باستمرار، من أجل تبادل النصائح والإرشادات، هم أكثر من إخوة بالنسبة لي، ولكن توجد فئة أخرى تحاول أن تعرقلك بشتى الطرق، لا لشيء سوى لأنها غيورة، ولا تحب أن ترى النجاح لدى غيرها. هل صحيح أن الوسامة تلعب دورا مهما في نجاح الفنان ؟ بالنسبة لي المظهر جد مهم من أجل النجاح، وأنا حريص على استغلال هذا الشيء من أجل كسب جمهور أكبر، لقد كنت أعمل كعارض أزياء، وأعرف جيدا مدى تأثير الوسامة والصورة عند الجمهور، أنا أعتمد كثيرا على مظهري من أجل لفت الانتباه، ولذلك أولي أهمية كبيرة للفيديو كليب، الذي ساعد في نجاحي، وجعلني معروفا لدى الكثير من الناس. رياضة كمال الأجسام و عالم الموضة ساهما في نجاحي هل لديك مشاريع مستقبلية ؟ أحضر لعديد الأعمال الفنية، والبداية بأغنية تحت عنوان» ديرولي الكوراج باه ننساها»، وأغنية أخرى عاطفية بعنوان «دموع التماسيح»، دون أن أنسى الفيديو كليب، الذي سأقدمه عن قريب جدا. لو لم تكن مغنيا ماذا كنت ستختار كتوجه مهني؟ إلى جانب الدراسة كنت لاعب كمال أجسام، فأنا أحب هذه الرياضة كثيرا، وأحرص دوما على ممارستها في أوقات فراغي. هل بإمكان الفنان أن يجمع بين الدراسة والرياضة والغناء ؟ الحمد لله الذي وفقني أن ألم بكل هاته الأشياء وأجمع بينها، أريد أن أثبت لمن يتابعونني في الخارج بأن الفنان الجزائري قادر على أن يجمع بين العديد من الأمور، على غرار الدراسة والرياضة والغناء، خاصة وأن ذلك كفيل بتقديم صورة جيدة عن الجزائر، التي هي بحاجة إلى أشخاص يلمعون صورتها وليس العكس، خاصة في ظل انتشار أسماء أساءت لأغنية «الراي». م/ب