الاستعمال الجيّد لشبكات التواصل الاجتماعي يُمكّن من استقطاب أصوات الناخبين يرى الخبير في تكنولوجيات الإعلام والاتصال يونس قرار، أن شبكات التواصل الاجتماعي تؤثر في استقطاب أصوات الناخبين في الانتخابات المحلية، في حالة ما إذا كان هناك حسن استغلال لهذه الوسائط من طرف الأحزاب و المترشحين لتبليغ رسائلهم وأفكارهم وشرح برامجهم. وأوضح يونس قرار في تصريح للنصر، أمس، أن هذه الوسائل فرضت نفسها و بإمكانها أن ترجح الكفة في الانتخابات، إذا عرف المترشح أو الحزب كيف يستغل هذه الوسائط وكيف يبلغ رسالته عبرها ، مشيرا في هذا السياق إلى أن الجزائريين متواجدين عبر هذه الشبكات، حيث أن هناك أكثر من 18 مليون حساب جزائري في موقع "فايسبوك" وأكثر من 10 ملايين حساب في "اليوتيوب" و"تويتر" وغيرها، وقال في السياق ذاته أن هذا العدد يبيّن أن هذا المجال واسع ورائع للترويج والتعارف مع الناس وإيصال الرسائل وكذا فهم احتياجات الأشخاص. وأضاف نفس المتحدث، أن استعمال هذه الوسائل على مستوى العالم يتم بطريقة إيجابية وفعالة في الانتخابات، و في الكثير من البلدان هذه الوسائط هي التي تحدد من هو الذي سيفوز في الانتخابات. وبالنسبة للجزائر - كما قال - نحن في الخطوات الأولى وقد بدأ الوعي بأهمية هذه الوسائل في الحملة الانتخابية، متمنيا أن تتطور الأمور أكثر فأكثر، خاصة وأن الشعب الجزائري أغلبيته من الشباب وهم متواجدون بقوة في هذه الشبكات ، وعليه فيجب أن يتأقلم الإنسان مع هذا الوضع ويتعامل مع الشباب بوسائل العصر على حد تعبيره . ويرى المتحدث ذاته، أنه من الأمور التي تواجه المترشحين ، نجد العزوف الانتخابي ، وبالتالي على المترشحين والأحزاب إقناع الشباب الموجود في "الفايسبوك "، بأهمية العملية الانتخاب و الخروج من "الفايسبوك" والذهاب إلى صناديق الاقتراع والمشاركة في الانتخابات المحلية وقال أن هذا تحدي كبير يجب أن يقوم به المترشحون والأحزاب، بحيث يربطون بين العالم الافتراضي والواقع الحقيقي. وأوضح الخبير، أن هناك طرق كثيرة للتواصل تسمح للمترشحين بأن يكونوا أقرب إلى الناخبين، من أجل شرح برامجهم ومحاولة إقناعهم بأفكارهم ورسائلهم مضيفا أنه من بين قنوات التواصل مع المواطنين هناك الطرق التقليدية على غرار التجمعات والاتصال المباشر والإذاعة والجرائد وغيرها ولكن مع انتشار شبكات التواصل الاجتماعي -يضيف المتحدث- بدأ التفكير بجدية في استعمال هذه الوسائل، خاصة أنها وسائل قوية وتمكن المترشح من أن يكون على اتصال مباشر مع الناس بوسائل مختلفة من خلال الصور والفيديو وغيرها، مشيرا في هذا الصدد إلى أن الوسائط التقليدية تأثيرها محدود أما شبكات التواصل الاجتماعي تعطي فرصة للشخص أن يعرف على المباشر هل رسالته وصلت أم لا، وأضاف أن الأمر المهم هو أن هذه الشبكات لا تكلف كثيرا من الأموال وتقريبا هي مجانية لذلك المترشحون والأحزاب يستعملون هذه الوسائل و التقنيات الجديدة للتواصل مع مناضليهم والترويج لبرامجهم، مضيفا أن هذه الوسائل تتطلب طرق للتعامل، بحيث على الشخص أن يختار الأسلوب والألوان والوقت و يتواصل مع الأشخاص، والإشكال الكبير حسبه هو كيف يربط العالم الافتراضي والحقيقي؟ ، معتبرا أن شبكات التواصل الاجتماعي سيكون لها تأثير في نتائج الانتخابات المحلية وفي استقطاب أصوات الناخبين، إذا حسن استغلالها ومعرفة كيفية استغلال هذه الوسائط وكيفية تبليغ الرسائل، وقال في هذا الصدد أن هذه الشبكات فرضت نفسها ومن الممكن أن تؤثر على نتائج الانتخابات في حالة ما إذا ما حسن استعمالها، فلا يكفي حسب -نفس المتحدث- للمترشح أن ينشئ صفحة في "الفايسبوك" ، بل يجب أن تكون هناك مضامين وتفاعل مع الناس وإشهار للصفحة وتعريف بها بكل الوسائل وعليه أيضا أن يربط بين الصفحة والواقع. وأوضح قرار، أن ما يلاحظ خلال الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية لمحليات 23 نوفمبر، أن بعض المترشحين موجودين في شبكات التواصل الاجتماعي خاصة "الفايسبوك" ولكن الاستعمال ليس قويا جدا، فبعض المترشحين -كما أضاف- غير مقتنعين بقوة هذه الوسائل وما زالوا مترددين في استعمالها، بالرغم أن الأرقام تبين أن الجزائريين متواجدين في "الفايسبوك" وشبكات التواصل الاجتماعي ، في المقابل يتواجد بعض المترشحين والأحزاب بقوة على مستوى شبكات التواصل الاجتماعي ويستعملونها جيدا ولكن ليس كما هو موجود في بعض البلدان المتقدمة ، حيث تعتبر هذه الشبكات، الوسيلة رقم واحد في التواصل مع الناخبين.