بفرحة كبيرة صعدت "فرح" إلى غرفتها، وبتوتر تبحث داخل خزانتها عما يليق بهذه المناسبة التي انتظرتها منذ عام. -أشواق ... تنادي أختها، تعالي ساعديني ... ماذا أرتدي ..... - كل هذه الأثواب وتحتارين ماذا سترتدين، ما رأيك في الثوب الأسود الذي اشتريته مؤخرا إنه أنيق ويليق بهذه المناسبة... - فعلا لقد تذكرته .. حسنا سأرتديه وماذا عن تسريحة شعري ... يجب أن أبدو في كامل أناقتي .... ألم تلحظي وسامته؟ تنظر إليها أشواق باستغراب .. وهل كنت غير ذلك، لطالما بدوت في أحسن هيأتك .. لما نزلت إلى "محمد"، لم تكن له صورة في خياله تضاهي هذه الصورة الجميلة إلا صورة لأميرة من أميرات العصر الرومانسي. - أنت جميلة جدا ... وهو يمسك بيدها ويخرج بها من البيت يفتح لها السيارة ويدعوها للركوب .. عندما صعدت السيارة انتابها شعور جميل وعاد بها إلى أول يوم التقته فيه. - أ تذكر عندما رأيتني أول مرة في كافتيرية "الأنيق" ..تقول "فرح" - نعم أتذكر جيدا.. يومها كنت تجلسين وحدك وطلبت أن أجالسك لكنك رفضت. - نعم.. في الواقع لقد لمحتك منذ أن دخلت، ولكنني أبديت تجاهلي،.. تعرف كان يجب أن أتثاقل قليلا، حتى أعرف مدى تمسكك بالحديث معي.. نظر إليها وهو يبتسم، وشغل شريط "حسني"... - سنذهب إلى مكان تحبينه كثيرا... أوقف سيارته قرب مطعم "لي غازال" أفخم مطعم في وهران، إنه المكان الذي اعتادا ارتياده منذ تعارفا، وكان موعدا رومانسيا ذكرها بالذي كانا عليه قبل أن تبدأ مشاكل الزواج... وهي الذكريات التي ظلت حية بداخلها، والتي على أساسها كانت دائما تعتبر نفسها زوجة له ولذلك لم تسجل عقد الطلاق في الحالة المدنية على أمل أن تعود إليه مجددا. لم يكن ينظر إليها، بل كان يتأملها، يتأمل كل تفاصيلها الصغيرة وملامحها التي أسرته من دون جميع النساء اللاتي تعرف عليهن، يتأمل هذه المرأة التي نجحت في اكتساب قلبه، المرأة التي تعبر عن ذاته الطموحة، والمتسرعة والسعيدة التي تريد أن تعيش كل لحظات حياتها إلى جانبها هي فقط. أما هي فقد اكتفت بالنظر إلى عينيه التي كانت ترى من خلالهما كل الحياة وكل الحب...