نايلة بن باي، الكورد وحسان دادي أمام مدرجات شبه فارغة بالمسرح الروماني شهدت السهرة الثالثة لمهرجان الموسيقى الحالية بقالمة تراجعا كبيرا للجمهور، حيث وجد فنانون كبار أمثال المطربة نايلة بن باي القادمة من برشلونة الاسبانية وحسان دادي وعبد الله الكورد وفوزي أتونتا القادم من باريس أنفسهم أمام مدرجات شبه فارغة، وحتى الذين حضروا لم يتجاوبوا مع المقتطفات الغنائية المقدمة، وقد حاولت مطربة الفلامينغو نايلة بن باي التسلل إلى قلوب الجمهور من خلال التحول إلى أغاني تراثية شهيرة مثل "زيت روين" لكنها لم تتمكن من ذلك. وحاولت مرة أخرى في "ديو" مع عبد الله الكورد وأدت ما عليها للجمهور الحاضر الذي صفق لها وللعارفين الإسبان الذين رافقوها بعد انتهائها من الأداء على ركح المسرح الروماني، وقالت المطربة بأنها في غاية البهجة والسعادة لتواجدها في الجزائر بعد 17 سنة من الغياب. عبد الله الكورد خريج مدرسة "ألحان وشباب" أجتهد هو الآخر في أغنية "قالمة الزين والهمة" وأدى ما عليه وفهم بأن الجمهور غير مستعد للتفاعل مع البرنامج المقترح عليه في السهرة الثالثة للمهرجان. وكان حسان دادي أحسن حظ عندما تمكن في نهاية السهرة من استدراج الشباب الحاضر بمدرجات المسرح الروماني من خلال أغانيه المعروفة والمحبوبة لدى القالميين، وسجل المطرب لفتة مفاجئة عندما ردد بعض أغاني المرحومين كاتشو وعيسى الجرموني تخليدا لذكرى رحيلهما، وتقديرا لدورهما البارز في مجال الأغنية التراثية بالجزائر. كما رقص الإسبان المرافقين للمطربة نايلة بن باي على ايقاع الأغاني التراثية التي أداها حسان دادي في ختام السهرة الثالثة. وقد سألنا بعض الشباب عن تراجع الجمهور وعدم التجاوب مع برنامج السهرة، فأكدوا بأن البرنامج المقترح لا يرقى الى الذوق المحلي، وان الجمهور القالمي عصي على الفهم ومن الصعب ترويضه ودفعه الى التجاوب كما فعل لطفي دوبل كانون في السهرة الثانية. وبالرغم من ذلك أبدى الجمهور الحاضر احترامه الكبير للمطربين الضيوف وأدى لهم التحية الحارة بعد نهاية كل فقرة من فقرات السهرة وارجع البعض سبب تراجع الجمهور الى التعب الذي نال منه بعد قضائه ليلة بيضاء مع دوبل كانون الذي يعد المطرب الوحيد الذي تمكن من قلوب القالميين حتى الآن.