طوّر المركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بقسنطينة، نوعا جديدا من نبات العدس، تجري حاليا تجربته مع متعامل اقتصادي، في حين عرض أمس طلبة مشاريعهم البحثية في مجالات التشخيص الطبي واسترجاع النفايات. وأفاد أمس، مدير المركز الوطني للبحث في البيوتكنولوجيا بالمدينة الجديدة علي منجلي، الدكتور عمار عزيون، في تصريح للنصر، على هامش الطبعة الأولى للأيام الخاصة باختيار أحسن فكرة علمية في ميدان البيوتكنولوحيا، بأن المركز قام بمشروع بحث خلال السنوات الخمس الماضية بالتعاون مع مؤسسة "أكسيوم" المختصة في مجال الفلاحة، حيث تمكن الطرفان من تطوير نوعية جديدة من نبات العدس، هي قيد التجربة في الوقت الحالي في حقل على مستوى منطقة البعراوية بحسب محدثنا. وأضاف نفس المصدر بأن المركز أنهى العمل على مشاريع بحثية أخرى، لم تجد بعدُ شريكا اقتصاديا من أجل تجسيدها على أرض الواقع، على غرار مبيد الحشرات البيولوجي الذي يأتي بديلا للمبيد المصنوع من مواد كيميائية تُشكل خطرا على صحة الإنسان. وقال المدير إن العاملين في المركز يُجرون أبحاثا أخرى في المجال الفلاحي، حول القمح والبطاطا، حيث أكد بأن الجهات القائمة عليه تسعى بالدرجة الأولى إلى إطلاق مشاريع علمية في المجالات الحيوية للبلاد، على رأسها الصحة والبيئة والفلاحة، فالمركز، بحسبه، لا يجري أبحاثا أساسية وإنما يحاول الاستجابة لمتطلبات القطاع الصناعي من خلال التعاون مع المتعاملين الاقتصاديين. ووافقت المديرية المركزية للبحث العلمي مؤخرا، بحسب محدثنا، على عشرة مشاريع جديدة، من بينها بحث يهدف إلى تطوير تقنيات التشخيص المبكر لسرطان الرئة وآخر خاص بمرض السكري من النوع الأول، بالإضافة إلى مشروع لاستخراج عناصر من محطات تطهير مياه الصرف الصحي واستعمالها كمُخصبات. وشدد نفس المصدر على أن إيجاد شركاء اقتصاديين لإنجاز مشاريع بحثية بالتعاون معهم، لم يكن سهلا في السابق بسبب غياب نصوص قانونية تنظم العلمية وتشجعهم على المضي قدما فيها، على عكس ما يُسجل اليوم. وعرض طلبة جامعيون من مختلف السنوات وباحثون أفكار مشاريع لتطوير تقنيات جديدة ذات بعد اقتصادي، في مجالي التشخيص الطبي ومعالجة النفايات، حيث أكد مديرُ المركز بأن مصالحه استقبلت خمسين مشاركة تم قبول 15 منها، لتُقدم في اليوم الأول والثاني ويتم تقييمها، فضلا عن مرافقة أصحابها من طرف فاعلين من القطاعين العلمي والاقتصادي، وإطارات من الوكالة الوطنية لدعم تشغيل الشباب، في حين سيعرض المشاركون كل فكرة على حدة أمام لجنة تحكيم في اليوم الثالث، من أجل اختيار أربعة منها ليُرافق أصحابها على مستوى المركز الوطني للبيوتكنولوجيا. وتعتبر هذه التظاهرة الطبعة الأولى على المستوى الوطني، حيث تهدف إلى تعزيز ثقافة المقاولاتية في الجامعة. وعرضت مجموعة من الطلبة مشروعها البحثي لتطوير تقنية لتشخيص الأمراض الجلدية بالاعتماد على صور فوتوغرافية تلتقط للبشرة، في حين قدمت طالبات مشروعا لمعالجة النفايات البلاستيكية وغيرها من المشاريع. وألقى الأستاذ سامي جولاح مسير مؤسسة "ويراتيك أوروبا" محاضرة حول التقنيات الجديدة في تخزين المعلومات على الشبكة العنكبوتية، فضلا عن بعض التقنيات الحديثة المستخدمة في الطب بفضل ما توصل إليه البحث العلمي، حيث شدد على الحاضرين بأن مهمة الباحث ليست إدارية و "إنما هي التفكير".