نفت مصادر رسمية في مصر الأنباء التي ترددت مؤخراً حول وفاة الرئيس السابق، حسني مبارك، في الوقت الذي تجري فيه الاستعدادات لعقد أولى جلسات محاكمته، إضافة إلى نجليه علاء وجمال، ووزير الداخلية الأسبق، حبيب العادلي، بقضية قتل المتظاهرين، خلال أحداث ثورة 25 جانفي الماضي. ونقل التلفزيون الرسمي، في نبأ عاجل، عن مصدر رسمي، لم يسمه، نفيه تقريرا أوردته هيئة الإذاعة البريطانية عن وفاة الرئيس السابق، وأكد المصدر أنه تجري مراقبة الوضع الصحي للرئيس السابق بشكل دائم، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. و أشارت تقارير إعلامية إلى أن الرئيس المخلوع صار يمتنع عن الأكل، الأمر الذي زاد في تدهور صحته. ويواجه مبارك اتهامات ب"قتل المتظاهرين"، خلال أحداث ثورة 25 جانفي الماضي، التي أجبرته على التخلي عن السلطة في 11 فيفري، كما يواجه، وأفراد أسرته، وعدد كبير من مسؤولي نظامه السابق، اتهامات أخرى بالفساد، والكسب غير المشروع، والإضرار بالمال العام. ويرقد الرئيس السابق في مستشفى شرم الشيخ الدولي، إثر إصابته بأزمة قلبية، منتصف أفريل الماضي، قبل قليل من صدور قرار من النائب العام بحبسه لمدة 15 يوماً، على ذمة التحقيقات، وحال سوء حالته الصحية دون نقله إلى مستشفى سجن "مزرعة طرة" في القاهرة. إلى ذلك، كشفت مصادر أمنية عن وجود تنسيق تام بين جميع قطاعات وزارة الداخلية، واستعداد مكثف لعقد المحاكمة المرتقبة للرئيس السابق ونجليه ووزير الداخلية الأسبق، و6 من كبار مساعديه، والمقرر عقدها في الثالث من أوت المقبل، والتي لم يحدد مكان انعقادها بعد، سواء في شرم الشيخ أو في القاهرةالجديدة. وأضافت المصادر، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أوردها موقع "أخبار مصر"، أنه لم يتلق إخطارا رسميا من المستشار أحمد رفعت، رئيس محكمة الجنايات، الذي سينظر القضية، بعد قرار المستشار عادل عبد السلام جمعة، بضم قضية مبارك إلى قضية قتل المتظاهرين. إلا أن المصادر، بحسب الموقع الرسمي، أجمعت على أن هناك خططا موضوعة بالتنسيق مع ست مديريات أمن، لاتخاذ إجراءات التأمين في حالة انعقاد المحاكمة في القاهرةالجديدة، أو في شرم الشيخ، كما أن هناك تنسيقا تاما مع قطاع مصلحة السجون، وهناك خطة متكاملة في حالة نقل المتهمين إلى شرم الشيخ. وأوضحت أنه في حالة انعقاد المحاكمة في شرم الشيخ، فإن القوات المسلحة سيكون لها دور كبير في تأمين نقل المتهمين من سجن "مزرعة طرة" إلى محكمة شرم الشيخ الجديدة، باستخدام المطارات العسكرية والطائرات الحربية في نقل نجلى الرئيس، والعادلي ومساعديه، ضماناً لعدم تعرضهم للاعتداء أثناء نقلهم، ولتفادى مشاكل النقل البري، الذي يستلزم تأمين الطريق بأكمله منذ خروجهما من السجن، وحتى وصولهم إلى المحكمة. من جانبها، قالت مصادر قضائية إن محكمة شرم الشيخ حتى هذه اللحظة "غير جاهزة" لانعقاد المحاكمة، نظراً لعدم استكمال أعمال التأسيس داخلها، لافتة إلى أن المستشار مصطفى سليمان، المحامى العام الأول لمحكمة استئناف القاهرة، عندما انتقل لإجراء التحقيق مع نجلى الرئيس السابق، اضطر حرس المحكمة إلى الاستعانة بتيار كهربائي من أحد المنازل المجاورة، نظراً لعدم استكمال أعمال التأسيس والبناء حينها.