حملت المشعل في ظروف كارثية، والنية تكرار «سيناريو» 2010 ربط رئيس وفاق القل كمال لعجيمي بقاءه على رأس النادي لموسم آخر، بشرط أساسي يتمثل في تلقي ضمانات من السلطات المحلية، تقضي بتسريح اعانات مالية للفريق، ولو انه أبدى نواياه الجادة في مواصلة العمل، بنية تجسيد مشروع رياضي يهدف بالأساس إلى اعادة الاعتبار للوفاق، الذي يعد من خيرة المدارس الكروية على الصعيد الوطني. لعجيمي، وفي حوار خص به النصر، أكد بأن نجاح الفريق في المحافظة على مكانته في وطني الهواة، يبقى انجازا باهرا، بالنظر إلى المشوار الاستثنائي الذي أدته التشكيلة، خاصة في مرحلة الذهاب، والذي كان كافيا لرسم معالم السقوط، كما تحدث عن دوافع عودته لرئاسة النادي في منتصف المشوار، وكشف عن سر الانتفاضة الكبيرة المسجلة في النصف الثاني من الموسم وأمور أخرى نقف عليها بالتفصيل في رحلة الأسئلة والأجوبة التي جاءت على النحو الآتي: الجميع يتساءل عن الكيفية التي نجا بها وفاق القل من السقوط، فهل لكم من توضيحات؟ ما يمكن قوله في هذا الشأن، أن بقاء الوفاق في وطني الهواة لموسم آخر، كان عبارة عن معجزة كروية تحققت بفضل تضحيات المسيرين، اللاعبين، الطاقم الفني وحتى الأنصار الأوفياء، لأن كل المتتبعين كانوا قد رهنوا حظوظ الفريق عند نهاية مرحلة الذهاب، خاصة بعد حصوله على 7 نقاط فقط في 15 مباراة، وهو الرصيد الذي جسد حدة المعاناة التي يتخبط فيها، لكن تلك الوضعية كانت كافية لتحريك مشاعر الغيرة في قلوبنا، فوجدت نفسي مجبرا على تلبية نداء الواجب، والاستجابة لطلب الكثير من المناصرين بالموافقة على تولي الرئاسة، على أمل النجاح في تحقيق المعجزة. *لكن قيادة أي فريق في مثل تلك الوضعية كان عبارة عن مغامرة، أليس كذلك؟ كما سبق وأن قلت، فإن عودتي لرئاسة النادي كانت من باب الغيرة على الفريق، لأنني كنت على قناعة بأن السقوط إلى قسم ما بين الرابطات ستكون عواقبه وخيمة، فحاولت توظيف ورقة معرفتي بخبايا البيت، وكذا اطلاعي نسبيا على "كواليس" البطولة، والطروف التي تسير فيها المنافسة في مرحلة الإياب، ولو ان ذلك لم يكن بنية المغامرة، بل هناك تجربة مماثلة عشتها في سنة 2010، لما وافقت على رئاسة النادي في ثوب رجل الانقاذ، لأن الوفاق في ذلك الموسم حصل على 3 نقاط فقط في الجولات الثمانية الأولى من البطولة، وتواجدي على رأس الفريق كان كافيا لتسجيل انتفاضة كبيرة، أنهاينا بفضلها الموسم في الصف الثالث، وعليه فإن عودتي هذا الموسم كانت بنية تكرار نفس "السيناريو" سيما و أن الحسابات لم تعدم حظوظ الوفاق في البقاء، مادام الأمل قد ظل قائما. إلا أن معطيات التجربتين مختلفة والفريق عرف هجرة كبيرة لخيرة اللاعبين؟ اشكالية التعداد كانت أبرز العوامل التي أدت بوفاق القل إلى هذه الوضعية، من دون أن أوجه أصابع الاتهام إلى المسيرين السابقين، لأن وعند تحملي مسؤولية تسيير النادي بداية من الجولة 14 وجدت الفريق في وضعية كارثية من جميع النواحي، وقد غادره 11 عنصرا ممن تم استقدامهم من خارج المدينة، رغم ان الجميع يشهد بأن المدرسة القلية تشتهر بالتكوين والعمل القاعدي، وترسانة من أبناء الفريق تدافع عن ألوان فرق أخرى في مختلف المستويات، في الوقت الذي ضم فيه تعداد الوفاق هذا الموسم 16 لاعبا تم جلبهم من خارج مدينة القل، الأمر الذي اثر بصورة مباشرة على العمل الميداني والنتائج، بسبب مشكل المستحقات، واقدام بعض العناصر على المقاطعة، ولو ان هناك شيئا مهما يستوجب الوقوف عنده أكثر. تفضل ... ما هو؟ أول خطوة ميدانية قمت بها عند تسلمي مشعل التسيير هي ضبط تركيبة الطاقم الفني، حيث وضعت الثقة في إبن الفريق مراد حداد، ثم استنجدت بخدمات سفيان قرام، والذي تربطني به علاقة وطيدة منذ تجربة 2010، لأنه كان المدرب الذي حقق معي ذلك المشوار المميز، وقد حافظنا على استقرار المجموعة، في تواجد 5 عناصر فقط من خارج المدينة، مع اعتماد استراتيجية جديدة في التعامل مع اللاعبين، ومحاولة توفير كل الظروف الكفيلة بحصر الانشغال في العمل الميداني، وهو الجو الذي أعاد الثقة للمجموعة، وزاد من اصرارها على رفع التحدي، وانقاذ الفريق من السقوط، من دون الأخذ في الحسبان الشق المادي وقضية المستحقات، لتكون ثمار ذلك عدم تضييع اي نقطة داخل الديار طيلة مرحلة الإياب، مع النجاح في احراز 7 نقاط خارج القل، منها انتصار بتقرت والآخر بجيجل، ودون طفو اي مشكل داخلي على السطح طيلة هذه الفترة. نفهم من كلامكم بأن الوضعية المالية للنادي تحسنت في عهدتكم؟ كلا.. بل أننا لم نتحصل على اي سنتيم كدعم من السلطات المحلية، وحتى حصة النادي من إعانات «الديجياس»، والمقدرة ب 420 مليون سنتيم تم سحبها من طرف أحد الدائنين في شهر مارس الفارط، لأن الحساب البنكي يبقى مجمدا، فوجدنا أنفسنا مجبرين على الاستعانة بالأموال الخاصة، وكذا مساعدات بعض الأصدقاء، دون نسيان الدعم المالي الذي كان يجلبه «المير» من حين لآخر، لتكون تكلفة ضمان البقاء في وطني الهواة قرابة 700 مليون سنتيم، وهي قيمة مصاريف الفترة التي تولينا فيها الرئاسة، خاصة وأننا عمدنا إلى انتهاج طريقة جديدة في التسيير واكبت طموحات اللاعبين والطاقم الفني على حد سواء، خاصة أثناء التنقلات. وماذ عن مستقبلكم على رأس الفريق في ظل هذه الظروف؟ لقد برمجنا الجمعية العامة العادية في ثاني أيام عيد الفطر المبارك، وسنسعى لتشريح الوضعية، لأنني شخصيا لم أعد قادرا على تحمل المسؤولية بمفردي، وبقائي مرهون بتسريح إعانة للفريق من الميزانية الإضافية للبلدية، لأن ذلك سيسمح لنا برسم خارطة طريق بخصوص المستقبل، وذلك بتسطير أهداف على المديين القصير والمتوسط، مع السعي لضبط رزنامة مع جميع الدائنين لتسوية وضعياتهم على دفعات، على اعتبار أن اجمالي الديون المتراكمة لا تتجاوز 3 ملايير سنتيم، والمشروع الذي نراهن عليه يعطي الأولوية لأبناء الوفاق من أجل التواجد في التعداد، والعمل على اعادة الفريق إلى الرابطة المحترفة الثانية.