قال ناشطون حقوقيون إن عشرات القتلى سقطوا أمس الجمعة، في تجدّد القصف على مدينة حماة السورية، فيما انتشر القناصة على أسطح البنايات، وشوهد انتشار كثيف للدبابات في مختلف أحياء المدينة، فيما خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مدن نصرة لحماة ودير الزور، وذلك في وقت تجاهل فيه بشار الأسد التنديد الدولي المتزايد بالهجمات على المحتجين حيث تؤكد الولاياتالمتحدة أنه قتل ألفي شخص من المعارضين لحكمه فيما أكد نشطاءٌ أن القوات السورية قتلت ليلة أول أمس أربعة محتجين قرب دمشق وفي جنوب سوريا عقب صلاة التراويح، وقال أحدهم أن ثلاثة محتجين قتُلوا فيما أُصيب 10 آخرون على الأقل بجراح في بلدة نوى قرب درعا، وأكدت لجان التنسيق المحلية، وهي جماعة أخرى للنشطاء، أن محتجاً قتُل في ضاحية القدم قرب دمشق عندما طوّقت أربع حافلات مملوءةٌ بقوات الأمن مظاهرة هناك وأطلقت النار على المتظاهرين، ويقول نشطاء ومقيمون أن 130 شخصا قتلوا في الحملة التي بدأت حين أرسل الأسد قواته إلى المدينة يوم الأحد الماضي. وأعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مدينة دير الزور في شرق سوريا شهدت ليلة الخميس الماضي حركة نزوح كبيرة إلى المدن والقرى المجاورة تخوفاً من عملية عسكرية قد تنفّذها القوات السورية خلال الساعات القادمة، وتأتي هذه المخاوف بعد اكتمال الحشد العسكري حول المدينة وداخل أحيائها الغربية، وإغلاق المشافي الخاصة أبوابها باستثناء مشفى واحد يرفض استقبال الجرحى، بالإضافة إلى منع الصيدليات المناوبة من عملها ووضع جميع سيارات الإسعاف تحت تصرف الجيش في المدينة. كما أشارت مصادر حقوقية إلى أن سيارات "صهاريج "المياه وصلت بشكل كبير إلى المراكز الأمنية والوحدات العسكرية في ما اعتُبر دلالة واضحة على أن موعد العملية العسكرية بات قريباً. ومن جهة أخرى تحدث شهود عيان عن خروج مظاهرة في حي الميدان بالعاصمة السورية دمشق. وجدّدت وزيرة الخارجية الأمريكية أمس، القول أن الولاياتالمتحدة تعتقد أن الأسد فقد شرعيته في سوريا، وقالت أن واشنطن وحلفاءها يعملون على إستراتيجية لممارسة مزيد من الضغط تتجاوز العقوبات الدولية الجديدة التي أعلن عنها أول أمس الخميس، وفي مؤشر على أن الحملة على حماة والمدن السورية الأخرى تعزز موقف المجتمع الدولي ضد الأسد، قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الذي قاومت بلاده تنديد الأممالمتحدة بالوضع في سوريا، أن الأسد يجازف بمصير محزن إذا فشل في المصالحة مع معارضيه، وتحدّث بعد يوم من تأييد روسيا التي لها قاعدة بحرية في سوريا لبيان صادر عن مجلس الأمن الدولي ندّد بانتهاكات حقوق الإنسان المنتشرة على نطاق واسع واستخدام السلطات السورية للقوة ضد المدنيين.