شكلت قضية العدد المعتبر من المصورين الصحفيين، الذين يتواجدون في الملاعب لتغطية مباريات الرابطة المحترفة بقسميها الأول والثاني، نقطة جوهرية في النقاش الذي تخلل جلسة العمل، التي جمعت رئيس الرابطة المحترفة عبد الكريم مدوار أول أمس، بمحافظي المقابلات. وكان ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، أبرز مثال تم الاستناد إليه، لأن المصورين يتحولون إلى مناصرين، فتسود الفوضى في محيط أرضية الميدان، خاصة عند التعبير عن الفرحة بتسجيل الأهداف. هذه الجلسة، التي أقيمت بفندق الرياض بسيدي فرج، كانت فرصة لتشريح كيفية تعامل محافظي المقابلات مع ممثلي وسائل الإعلام، سواء تعلق الأمر بالصحفيين أو المصورين، لأن جميع المحافظين ألحوا على ضرورة، حسم الرابطة في هذه الإشكالية، تزامنا مع انطلاق الموسم الكروي الجديد، فكان تأكيد الرئيس مدوار بأن التواجد في المنطقة المخصصة للمصورين خلف المرمى، لن يكون إلا للحائزين على بطاقات مهنية لوسائل إعلام معتمدة في الساحة الاعلامية الوطنية، مع التمهيد لإصدار تعليمات صارمة، تمنع المصورين التابعين لبعض المواقع والصفحات الناشطة عبر فضاء «الفايسبوك»، من الدخول إلى الملعب، لأن الاعتماد الرسمي يخص الجرائد من الصحافة المكتوبة والإلكترونية، وكذا القنوات الإذاعية والتلفزيونية. وأثار بعض المتدخلين، في نقاشهم لهذه القضية الإشكالية التي تطرح بحدة في ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، في جميع لقاءات «السنافر»، بحيازة عدد معتبر من المصورين على وثائق يستغلونها للدخول إلى محيط أرضية الميدان، والتواجد في منطقة المصورين، وهنا أكد مدوار على ضرورة قيام المحافظ بالمهمة المنوطة به، لأن السماح لمصور بالدخول، لا يكون بترخيص من إدارة الملعب، وإنما بالتعامل مباشرة مع محافظ المقابلة، وذلك بتقديم الوثائق اللازمة، وارتداء «سترة» المصور لا تعني كما قال « تلقي الضوء الأخضر للدخول إلى منطقة المصورين، لأن تلك السترة تسلمها إدارة الملعب دون استشارة المحافظ، وهذا الاجراء يعتبر تدخلا في صلاحيات مندوبي الرابطة، لأن محافظ اللقاء هو المسؤول الأول والوحيد عن عملية المراقبة». من هذا المنطلق، فقد أكد رئيس الرابطة المحترفة، على أن التعامل مع قضية المصورين والإعلاميين، سيكون بطريقة جديدة، وذلك بإرغام كل عنصر ينتمي إلى وسيلة إعلامية بإظهار البطاقة المهنية، والتخلي عن العمل بنظام «الأمر بمهمة» الذي عادة ما يكون مفتوحا على مدار موسم كامل، في الوقت الذي ذهب فيه بعض المتدخلين، إلى اقتراح تعيين محافظين يتكفلون بمراقبة رجال الاعلام فقط، وهذا لضمان السير الحسن للجانب التنظيمي لكل لقاء. على صعيد آخر، فقد أفضت تلك الجلسة إلى رسم خارطة الطريق بشأن الأمور التنظيمية للمباريات، وذلك باتخاذ التدابير التي تسمح لأي متتبع بالتعرف على مهمة كل عنصر يتواجد في دكة البدلاء، فضلا عن إدخال تعديلات على مضمون التقارير، وذلك بحصر دور المحافظ في الجانب التنظيمي، وكذا الاحداث التي يمكن أن تتخلل أي مباراة، بغية توضيح الرؤية أكثر للجنة الانضباط والطاعة. إلى ذلك، فقد كشف مدوار عن مشروع الرابطة القاضي، بإعادة النظر في تعيينات المحافظين، وذلك بعدم مراعاة الجانب الجغرافي، والاعتماد على التعيين خارج المنطقة، لتكون الكفاءة الميدانية المعيار الوحيد، خاصة وأن الرابطة تلقت الضوء الأخضر من المكتب الفيدرالي برفع منحة المحافظين، واعتماد تكلفة اضافية لتغطية مصاريف النقل والاطعام.