قال مدرب منتخب غامبيا توم سينتفيت، أنه يتوق لملاقاة لاعبه السابق جمال بلماضي مدرب المنتخب الوطني، بمناسبة مواجهة الخضر وغامبيا في بانغول بداية الشهر المقبل، مضيفا في حوار مع النصر، أنه من محاسن الصدف سيكون أول لقاء للطرفين في مغامرتهما الجديدة، ورغم وصفه للمواجهة بالصعبة كونها تجمع بين نقيضين، في إشارة لقوة المنتخب الوطني وضعف منتخب غامبيا، غير أنه أبدى إصرارا واستعدادا كبيرين للعمل على إهداء منتخب العقارب أول انتصار منذ 5 سنوات كاملة. *في البداية نشكرك على قبول إجراء هذا الحوار مرحبا بك، وبكل الجزائريين، وأنتهز الفرصة للترحيب بمنتخبكم في غامبيا في المباراة المقبلة، التي ستجمع منتخبي البلدين تحسبا لتصفيات «كان» الكاميرون 2019، والآن أنا حاليا متواجد بمكتبي ببانغول ولديك بعض الدقائق لأجيبك على أسئلتك. متلهف للاطلاع على قائمة الخضر لضبط مخططي *لم يتبق متسع من الوقت عن المواجهة المرتقبة، التي ستجمع منتخبنا والمنتخب الذي تشرفون عليه، كيف تتوقعونها؟ المباراة لن تكون سهلة، حيث أرى شخصيا بأن المنتخب الجزائري لديه أفضلية على الورق مقارنة بمنتخبنا، بالنظر إلى عدة اعتبارات، أهمها كون الجزائر بلد كرة القدم، وهناك عدة محترفين ينشطون في أقوى المنتخبات الأوروبية، كما أن اللاعبين المحليين، لديهم مستوى مقبول، دون أن أنسى المدرب الجديد لمنتخبكم جمال بلماضي، والذي فرحت كثيرا لتعيينه، بالنظر إلى المحبة الكبيرة، التي أكنها له، منذ أن أشرفت على تدريبه في نادي الغرافة. *إذن سنشهد مباراة بين الأستاذ والتلميذ، أليس كذلك؟ يضحك... صحيح، جمال لعب عندي في نادي الغرافة، وأتذكر جيدا بأنه قدم من نادي مانشيستر سيتي الإنجليزي، ورغم ذلك لم يكن يعتبر نفسه لاعبا فوق العادة، وقادما من نادي إن صح التعبير عالميا، بل العكس تماما كان يعمل بكل جدية في التدريبات، وكان لاعبا بمواصفات كبيرة، كما أتذكر أنه كان قائدا مثاليا، لذا أحترمه كثيرا، و التقيته مجددا سنة 2013 بقطر، وتحدثت معه مطولا، وأريد أن أضيف لكم نقطة مهمة. *تفضل... كنت أتابع أخبار المنتخب الجزائري باهتمام، ولا أخفي عليكم لقد فرحت كثيرا لتعيين جمال من طرف الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، وأنا متأكد من قدرته على قيادة سفينة الخضر نحو بر الأمان، و بلماضي أثبت إمكاناته كمدرب في قطر، سواء مع المنتخب الأول أو مع نادي لخويا (الدحيل حاليا)، فهو في نظري مدرب شاب وطموح، وأنا على يقين بأنه لن يدع الفرصة تمر، وسيثبت للجميع ما هو قادر على فعله، ولكن ليس بداية من مباراتنا (يضحك)، ولكن أنا سعيد جدا لأنني سألتقي به مجددا في بانغول في القريب العاجل. أعرف الكرة الجزائرية جيدا وكنت قريبا من العمل في بلدكم *وهل ضبطت القائمة النهائية الخاصة بمواجهة المنتخب الوطني؟ نعم، لقد حددت قائمة من 20 لاعبا فقط، كما تعلمون مباراة الجزائر، ستكون الأولى لي على رأس المنتخب الغامبي، وهو ما جعلني لا أجري تغييرات كثيرة على التعداد، حيث وجهت الدعوة إلى 17 لاعبا محترفا وثلاثة لاعبين ينشطون في البطولة المحلية، وأتمنى قدوم جميع العناصر المحترفة، سيما وأن التحاق بعض اللاعبين يبقى غير مؤكد بسبب بعض المشاكل الخاصة، ولو أننا أرسلنا الدعوات، لأنديتهم في الوقت المحدد. *نفهم من كلامك بأنك فضلت الاعتماد على العناصر المحترفة في أول مواجهة لك؟ بطبيعة الحال، فضلت توجيه الدعوة إلى العناصر المحترفة في مختلف البطولات، سواء الأوروبية أو على مستوى إفريقيا وحتى أسيا، وسندخل في تربص تحضيري بداية من 3 سبتمبر المقبل، من أجل ضمان أحسن تحضير لمباراة الجزائر، التي كما قلت لك من قبل لن تكون سهلة على الإطلاق، بالنظر إلى قوة المنتخب الجزائري. *وما هي أهدافك مع المنتخب الغامبي؟ لقد وقعت على عقد يمتد إلى تسعة أشهر مع المنتخب الغامبي، وأنا مدرب طموح ويبحث عن الفوز بجميع المباريات، ولكن يجب أن نكون صرحاء مع بعضنا البعض، ويجب أن نتحلى بالواقعية، الحديث عن التأهل إلى «كان» الكاميرون، يعتبر مهمة صعبة إن لم نقل مستحيلة، بالنظر إلى عدة اعتبارات، أبرزها آخر فوز للمنتخب الغامبي في التصفيات يعود إلى خمس سنوات إلى الخلف بالضبط إلى سنة 2013 أمام منتخب تانزانيا، إلى جانب المجموعة القوية التي وقعنا فيها والتي تضم المنتخب الجزائري والطوغو والبنين وهم أقوى منا بكثير، فالمنتخب الجزائري تأهل إلى المونديال في عديد المناسبات وحتى مشاركات الخضر في «الكان» كثيرة، والحال كذلك بالنسبة للطوغو، الذي تأهل إلى المونديال من قبل وكان ذلك خلال نسخة 2006 التي أقيمت بألمانيا، وهو ما يؤكد بأننا الحلقة الأضعف في المجموعة، ولكن ليس معنى ذلك بأننا سنقف مكتوفي الأيدي، بل سندخل كل مباراة بنية الفوز ولما لا إحداث المفاجأة، سيما في ظل الصدامات التي ستكون قوية بين المنتخبات الثلاثة الأخرى، وهو ما قد يصب في مصلحتنا، رغم البداية السيئة للمنتخب الغامبي، الذي خسر أول مباراة أمام منتخب البنين بملعب هذا الأخير. *يبدو أنك تريد إبعاد الضغط عن معسكركم ونقله إلى الجهة الأخرى، أليس كذلك؟ لا أبدا ولا أريد ذر الرماد في الأعين، أنظر إلى ترتيب «الفيفا» فالمنتخب الجزائري يحتل المرتبة 66 عالميا، ونحن نحتل المرتبة 172، والفارق واضح، ورغم ذلك سنلعب كامل حظوظنا إلى آخر دقيقة. *من خلال حديثك، نفهم بأنك على دراية بكل ما يتعلق بالكرة الجزائرية، ما تعليقك؟ نعم، أعرف جيدا الكرة الجزائرية، لأنني في السنوات الماضية كنت قريبا من تدريب أحد الأندية الجزائرية، وتلقيت عدة اتصالات من الفرق من هناك، وأؤكد لكم لأول مرة، بأنني تفاوضت خلال الثلاث أشهر الماضية مع رئيس نادي من هناك، وأنا مولوع بالكرة الجزائرية، التي تزخر بالمواهب، والمنتخب الجزائري والعناصر التي تشكله أفضل صورة، ولو أن أداء الخضر في المباريات الأخيرة فاجأني، ولا أخفي عليكم بأنني لم أتعرف على منتخبكم في ودية جزر الرأس الأخضر وحتى في لقاء تانزانيا، ولكن متأكد بأن وجه الخضر سيكون مغاير مستقبلا. لست متشائما لكن غامبيا الحلقة الأضعف في المجموعة *ماذا تقصد بالضبط؟ كما قلت لكم أعرف جمال جيدا، وكنت أتوقع نجاحه في ميدان التدريب، وهو يؤكد لكم ذلك، لقد تحدثت معه في الموضوع عند لقائي به الأخير، وهو يملك كل مواصفات المدرب الناجح، ومسيرته الكروية واحتكاكه بمدربين عالميين، جعله يكسب الكثير من الخبرة، والتي لا يمكن أن تجدها حتى خلال دراستك على مستوى الجامعات والمعاهد، لأن العمل الميداني يختلف كثيرا عن الجانب النظري، ونستطيع القول أن جمال بلماضي استفاد خلال مشواره كلاعب ومدرب، من عصارة المدربين الكبار، الذين عمل معهم، وهو ما يجعلني أتوقع عودة قوية للمنتخب الجزائري في القريب العاجل. *تبدو واثقا من قدرة بلماضي على إعادة المنتخب إلى السكة الصحيحة، إلى ماذا تستند في ذلك؟ أستند إلى معرفتي وخبرتي في مجال التدريب، ولست من النوع، الذي يتحدث كثيرا عن نفسه، لكن الحقيقة تقال، جمال بلماضي يملك كل مواصفات المدرب الناجح، ونقطة قوته منذ أن كان لاعبا، هو امتلاكه روح القيادة، ومعرفته الجيدة للتعامل مع اللاعبين، ناهيك عن الخطاب الحماسي، لأنه في بعض الأحيان المدرب يكون في أمس الحاجة إلى تمرير رسالة وكلام مؤثر على اللاعبين من أجل شحنهم معنويا، ولو أني لا أريد وضع نفسي في مكان جمال حاليا. *لماذا؟ المنتخب الجزائري يملك ترسانة من النجوم، ولاعبين كبارا ينشطون في أكبر الدوريات العالمية، وحتى المحليين يملكون إمكانات هائلة، بدليل ما تقدمه أنديتكم المحلية في المنافسات القارية، وجمال سيجد نفسه في موقف محرج من أجل تحديد القائمة النهائية المعنية بمباراتنا، وأنا شخصيا متلهف لمعرفة هذه القائمة والتي على ضوئها سأضع الخطة، التي سألعب بها، ولو أن الخطة التي يعتمد عليها الجزائريون واضحة ولن تخرج عن طريقة 4-2-3-1، خاصة في حال تواجد محرز وبراهيمي في أفضل أحوالهم. *يعني أنك ترى بأن محرز وبراهيمي هما العنصران الفاعلان في المنتخب أم ماذا؟ لا فقط، قدمت مثالا عن محرز وبراهيمي، ولكن هناك عناصر أخرى جيدة، في صورة سليماني، الذي يعتبر من بين أفضل المهاجمين لديكم وحتى سوداني المنتقل حديثا إلى البطولة الإنجليزية، دون أن ننسى لاعبين أمثال بن طالب وحتى بونجاح، الذي يقدم مستويات كبيرة في البطولة القطرية، التي أتابعها باهتمام ...(يتوقف ويضحك)، أنا أعرف جيدا منتخبكم، أليس كذلك. شخصية جمال قيادية وتوقعت نجاحه كمدرب من خلال كل هذه المعطيات، وبحكم أن المباراة المقبلة ستكون الأولى لك ولبلماضي، أين ترى مفاتيح الفوز بها؟ مفاتيح الفوز، لا يمكنني أن أمنحها لك، ولكن من جانبنا أنتظر إفراج بلماضي عن القائمة النهائية، وبعدها على ضوء المعلومات التي سأحصل عليها، سأعمل على وضع الخطة المناسب، ولدي أسلحتي لكسب هذه المعركة الرياضية، والتي ستكون قوية، وعلينا استغلال عاملي الأرض والجمهور، من أجل تحقيق أول فوز لنا وبعث كامل فرصنا، ولو أن المنتخب الجزائري سيدخل المنافسة بأفضلية نسبية على الورق، ولكن واقع الميدان شيء آخر.