مشروع "ديزني لاند" في أعالي جبل الوحش بقسنطينة تعهد المستثمر الذي رست عليه صفقة استغلال حظيرة التسلية بجبل الوحش في قسنطينة، بتسليم المرفق شهر مارس من العام المقبل، و ذلك بحلة جديدة قال إنها ستكون مستوحاة من مدن "ديزني لاند" الشهيرة و بلمسة روسية، بعد إدخال شركاء من 3 دول، و هي وعود يأمل القسنطينيون أن يروها على الواقع، بالنظر للخيبات المتتالية في تسيير و تجهيز هذا المرفق على مدى 25 سنة. الحظيرة التي سيُطلَق عليها اسم ''بليكز بارك"، اقتصرت ورشتها خلال الأشهر الماضية، على نزع السياج الخارجي و هدم المدخل الذي أنجزه المستغِل السابق قبل حوالي 5 سنوات، غير أن المستثمر الجديد بليكز سعد الدين أكد في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية نقلته أمس، أن الأشغال "ستنطلق قريبا" ليكون المرفق جاهزا في مارس 2019. المشروع يتربع على مساحة 10 هكتارات تتوسط حظيرة ممتدة على 14 هكتارا وفي قلب محمية طبيعية تعتبر رئة قسنطينة، و سيكون، وفقا للمصدر ذاته، ثمرة شراكة ثلاثية صينية روسية إيطالية، حيث سيرأسه شخص روسي، بينما ستتكفل شركة صينية ببناء مطاعم ذات طابق أرضي و مطعم علوي إضافة إلى المدخل والجناح الإداري. و حسب المستثمر القسنطيني المعروف الذي يرأس مجمع الأشغال العمومية، فإنه من المحتمل هدم الهياكل القديمة، لتُبنى مكانها عشرات المطاعم وفقا لهندسة معمارية مستوحاة بنسبة 100 بالمائة من فن العمارة الروسية، حيث ستحتوي على 15 مأوى مخصص لأعوان الحراسة والأمن، و ما يقارب 30 كشكا متعدد الخدمات موجه لبيع الفشار و الحلوى و بطاقات التعبئة للهاتف المحمول و السجائر وغيرها. وضع عجلة ستكون الأعلى في الجزائر و كشف بليكز أن تكلفة المشروع تفوق 5 مليار دينار، مضيفا أنه سيكون مستوحى من "ديزني لاند"، ليشمل 22 لعبة بعلو 50 مترا لكل واحدة، سيتم تركيبها وصيانتها من طرف إيطاليين، كما ستوضع عجلة كبيرة ستكون، حسب ما نُقِل عنه، الأعلى في الجزائر و ذلك على ارتفاع 50 مترا، بالإضافة إلى ألعاب "سكة الموت" العملاقة "ال 8 الكبيرة" و سفينة القراصنة والبرج المتأرجح، و أيضا لعبة سيارات التصادم الموجهة للأطفال و البالغين وكذا الأحصنة الخشبية الدوارة. و ذكر المصدر ذاته أن الحظيرة ستساهم في استحداث ما يزيد عن 500 منصب عمل دائم، من بينها ما يفوق 100 عامل في مجال حماية وأمن الأماكن التي يقصدها الزوار، مؤكدا بأنه سيتم إنشاء مؤسسة خاصة في هذا المجال، للتكفل بحماية المواطنين، بينما سيكون دخوله "مجانيا" للأشخاص المعاقين. و عبر المستثمر عن أمله في "إنشاء قطب سياحي" يربط حظيرة التسلية بشواطئ اصطناعية ومسابح ومركب سياحي، من أجل توفير عدة فضاءات للترفيه والراحة والاستجمام للمواطنين، مصرحا بأنه ينتظر موافقة السلطات المحلية لإطلاق أشغال إنجاز موقف للسيارات من 9 طوابق بجوار الحديقة. و في حال تحقيق المشروع وفقا للنظرة التي أعلن المستثمر عنها، و دون فسخ العقد مثلما حدث مع من سبقه، لن تكون الحظيرة متنفسا لسكان ولاية قسنطينة فحسب، بل نقطة جذب سياحي لباقي مواطني الولايات الأخرى، و خاصة تلك المجاورة التي لا يزال سكان قسنطينة يقصدونها في غياب مرافق الترفيه و بعد فشل 3 محاولات سابقة لإعادة بعث حظيرة التسلية الواقعة بأعالي قسنطينة، من طرف الخواص، و ذلك على مدى أزيد من 20 سنة. و قد كانت حديقة التسلية بجبل الوحش، قد مرت بتجربتي خوصصة انتهت إحداها بالفسخ بقرار من العدالة والثانية بالمتابعة القضائية، قبل أن يتم تأجيرها لمستثمر ثالث فتحها للزوار في نوفمبر من سنة 2013، بعد تأخر في التسليم كان سببا في توجيه إعذارات إليه، حيث تم حينها إعادة إنجاز المدخل و تشييد بعض البنايات و وضع ألعاب استقطبت على بساطتها القسنطينيين، لكن المرفق أغلِق فجأة، و صار دخوله ممنوعا على العائلات، إذ تم فسخ العقد مع المستثمر الذي قال إنه استهلك 16 مليارا سنتيم للتجهيز، لتتحول الحديقة مجددا إلى مكان مهجور، بعد أن رصد للمشروع قرابة 34 مليار سنتيم. و في أفريل من سنة 2017 أعلنت مديرية أملاك الدولة لولاية قسنطينة، عن مزايدة لكراء حظيرة التسلية بجبل الوحش بعد حوالي 3 سنوات من غلقها، و حدد السعر الافتتاحي للعملية بقيمة 592 مليون سنتيم، حيث استقطبت خمسة خواص، لترسو الصفقة على المستثمر بليكز وفقا للمرسوم 15/305، وذلك لاستغلالها مدة 33 سنة قابلة للتجديد.