بينهم 3 صحافيين..استشهاد 9 فلسطينيين في قصف إسرائيلي شمالي غزة    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد : الفنان مبارك دخلة يطرب الجمهور بباقة من اغاني المالوف    لمواكبة التحولات الرقمية.. دعوة إلى عصرنة المركز الوطني للسجل التجاري    طاقات متجددة : المشاريع المشتركة محور لقاء بين السيد ياسع وسفير ألمانيا بالجزائر    هنأ رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي.. رئيس الجمهورية يهنئ السيدة حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها    رئيسة لجنة العلاقات الخارجية لإفريقيا بمجلس الشيوخ المكسيكي : إشادة بالدور الريادي للجزائر في تعزيز السلم الإفريقي والعالمي    ديباجة العدد 99 من مجلته الدورية : مجلس الأمة يجدد التزامه بدعم مشروع بناء "الجزائر المنتصرة"    حج 2025:اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : إعادة انتخاب براف يؤكد حوكمته في التسيير لخدمة الرياضة في افريقيا    وزير التربية الوطنية يشرف على الاحتفال باليوم الدولي للرياضيات    العدوان الصهيوني على غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا إلى 48543 شهيدا و111981 جريحا    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا": التركيبة الجديدة للمكتب التنفيذي    خبراء ومسؤولون : الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتعزيز الأداة الوطنية للإنجاز    فرنسا بدأت استخدام الكيمياوي بالجزائر سنة 1830    المخزن يُكرّس القمع وتكميم الأفواه    مولوجي تلتقي نظيرتها الأردنية    شرفة يترأس اجتماعاً    بلوزداد يواصل رحلة الكأس    الجمعية العامة العادية ال 22 "للاكنوا" : اعادة انتخاب الجزائري مصطفى براف بالتزكية على رأس الهيئة الرياضية القارية    دراجات: الجزائر تحتضن البطولة العربية 2025 للدراجات على الطريق والدراجات الجبلية    المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى تظافر الجهود لمواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة    سوق أهراس.. احتراق 7 حافلات بحظيرة مؤسسة النقل الحضري و شبه الحضري    تكريم الفائزات في مسابقة المقاولات الناجحات    المسابقة الوطنية في تجويد القرآن "قارئ تلمسان": تكريم الفائزين بالمراتب الأولى    بلمهدي يُرافِع لتكوين مُقرئين ومؤذّنين ببصمة جزائرية    حفاوة جزائرية بالثقافة الفلسطينية    هكذا تحارب المعصية بالصيام..    الجزائر تدافع عن مصير الضحايا والناجين من الألغام    حج 2025: اختيار رحلة الحج نهائي وغير قابل للتغيير    ذوو الهمم قدوة في مواجهة الصعاب    رمضان : آيت منقلات يحيي حفلا بأوبرا الجزائر    مجمع سونلغاز يكرم عماله من ذوي الاحتياجات الخاصة    الجزائر العاصمة: توقيف امرأة تمتهن الطب بدون شهادة أو رخصة    رمضان: "إفطار جماعي ضخم" بالجزائر العاصمة    الأمم المتحدة تحذر من تزايد حدة الأزمات الإنسانية في قطاع غزة والضفة الغربية    ارتفاع حصيلة الشهداء الصحفيين في غزة خلال العدوان الصهيوني إلى 206    عملية استعجالية لتهيئة "سوق العاصر"    أقبو بشعار: التعثر ممنوع لتفادي الانفجار    تسويق 3.3 أطنان من الأسماك في الأسبوع الأول من رمضان    7 موزعات آلية جديدة تدخل الخدمة    خطوة إضافية لإعادة بعث السوق المالية    إدراج مكتب أعمال دنماركي في القائمة السوداء    "الطيارة الصفراء" تمثّل الجزائر    الدكتور بوزيد بومدين يدعو لفتح نقاش علمي تاريخي اجتماعي    بوشعالة والفرقاني يبدعان بأوبرا الجزائر    دعوة أطراف النزاع إلى اغتنام رمضان لوقف الاقتتال    200 مطعم رحمة تجمع العاصميّين في رمضان    مسابقة لاختيار أجمل بلدية ببومرداس    اجتماع الجزائر نقطة تحول بالنسبة للرياضة الأولمبية القارية    حفظ الجوارح في الصوم    العودة إلى قمم كرة القدم الإفريقية والدولية    بداري يزور الطلبة المصابين في حادث مرور بسطيف    تسويق أقلام الأنسولين المحلية قبل نهاية رمضان    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    ديوان الحج والعمرة يحذّر من المعلومات المغلوطة    رمضان.. شهر التوبة والمصالحة مع الذات    نزول الوحي    قريبا.. إنتاج المادة الأولية للباراسيتامول بالجزائر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوم في بلدية الشيقارة بميلة: هكذا تخوض امرأة معركة لتغيير الذهنيات
نشر في النصر يوم 17 - 03 - 2019

يعد منصب رئيس بلدية في الجزائر، من المناصب التي يحتكرها الرجال، و من النادر أن نجد امرأة تتقلد رئاسة مجلس منتخب ، و بالأخص في مجتمعات ريفية يسيطر فيها الرجل على التسيير، غير أن السيدة زهية بن قارة ، تمكنت خلال الانتخابات المحلية الماضية، من كسر هذا الحاجز، و فازت برئاسة بلدية «الشيقارة» بولاية ميلة ، و هو تحد واجهت من خلاله الكثير من الرفض، و عانت من أجل إقناع الناس، و هي حاليا تخوض معركة للرقي ببلديتها الفقيرة ذات الطبيعة الريفية الصعبة ، من النواحي الاجتماعية و الثقافية و التنموية.
روبورتاج: عبد الرزاق مشاطي
النصر زارت بلدية «الشيقارة» و تجوّلت بين أحيائها و مشاتيها ، و تحدثت إلى سكانها، كما التقت برئيسة البلدية في مكتبها، و التي شرحت لنا كيف تعيش تجربة تقلد هذا المنصب لأول مرة في تاريخ هذه المنطقة، التي تتميز بعادات
و تقاليد محافظة تكون فيها للمرأة مكانة داخل الأسرة، فيما تغيب تماما عن المجالس الشعبية.
تقع الشيقارة، في الجزء الشمالي الشرقي من ولاية ميلة، و تحدها بلدية «أولاد رابح» بولاية جيجل من الشمال، و من الجنوب بلدية «سيدي مروان»، على مستوى الوادي الكبير و سد بني هارون، أما من الغرب، فهي مجاورة لبلدية «ترعي باينان»، حيث كانت تعرف سابقا «زواغة»، فيما تقول مصادر محلية إن تسميتها الحالية مكونة من اسم معمر فرنسي كان يطلق عليه «غارا»، استوطن بالمنطقة و كان يضرب موعدا للالتقاء بالمنطقة فيقال بالفرنسية «شي غارا»، ومعناها هو «عند قارا».
مدينة تختفي وسط الجبال
عبر الطريق الوطني رقم 27 المؤدي نحو ولاية جيجل، انطلاقا من قسنطينة و مرورا بميلة، و قبل عدة كيلومترات من الوصول إلى بلدية «حمالة» التي تشتهر بحمام «بني هارون»، و على يمين هذا الطريق، نصادف إشارة مرورية كتب عليها اسم «الشيقارة»، دلالة على أن اتجاه هذه البلدية يقع إلى اليسار، و على هذا المحور، نبدأ مباشرة في تسلق مرتفع جبلي، عبر طريق ضيق وعر تعبره المركبات ذهابا و إيابا، و كلما تقدمنا ازدادت المنعرجات و حدة الارتفاع، غير أن ما يلفت الانتباه أكثر هو الطبيعة الخلابة، فخضرة الجبال و زرقة السماء، فضلا عن الهدوء الذي يطبع المكان، يلقي في النفس سكينة تكسر ضجيج المدينة المعتاد.
و بعد أن قطعنا عدة كيلومترات صعودا، تراءت لنا أولى البنايات الواقعة داخل بلدية «الشيقارة»، و من لا يعرف المنطقة يعتقد بأنه يتوجه نحو قرية صغيرة في رقعة ضيقة، فلا مدخل يوحي بأن الأمر يتعلق ببلدية، و لا طريقها الضيق الوعر، غير أنه كلما توغلنا داخلها، أيقنا بأننا كنا على خطأ، حيث يزداد البنيان و تزداد معه حركة الناس، إلى أن وصلنا إلى وسط البلدية حيث المقر و التجمع الأكبر للسكان، أين بدا المكان أشبه بالمدن الصغيرة.
مظاهر التمدن غيّرت نمط الحياة
في هذا المكان جلسنا داخل مقهى أين التقينا بدليلنا و مرافقنا في هذه الجولة، و هو السيد عبد الحفيظ بن شلي، عضو في المجلس البلدي الحالي و رئيس بلدية «الشيقارة» سابقا، و بعد دقائق من التأمل، لم نلمس أي اختلاف عن البلديات ذات الطابع الريفي، فالصورة النمطية هي نفسها، حيث يتجمع سكان القرى و المشاتي المحيطة بمقر البلدية، خلال الفترة الصباحية، لقضاء حاجياتهم و التسوق، و يعرضون بعض المنتجات الفلاحية، على مستوى الشارع الرئيسي الذي كان يعج بالحركة.
بعد ذلك توجهنا لزيارة أحياء «الشيقارة»، و التي عرفنا من مرافقنا بأنها عبارة عن مشاتي أصبحت أحياء أو تجمعات سكنية مع النمو الديمغرافي، و هي 11 حيا، ذكر منها «بوعشرة» و «الهواري» و «القيقبة»، و كذلك «الزوابي» و «المصال» وحي «ولجة»، فضلا عن أحياء «بوخليفة» و «ورزيز» و «الصفيصفة»، إضافة إلى حيي «مخاط» و «بوصافي»، مقدرا عدد سكان المنطقة بأكثر من 16 ألف نسمة، على امتداد أكثر من 42 كيلومتر مربع.
عبر طرق ضيقة معظمها مهيأ ، تترامى أحياء الشيقارة المتباعدة الأطراف، فقلب البلدية هو حي «زواغة» الذي انطلقنا منه نجوب بقية التجمعات السكنية، و التي تبعد عن بعضها بمسافات تقدر بعدة كيلومترات، فيما بدت الحياة عادية، بسيارات تجوب الطرقات و مقاه تعج بالمسنين و الشباب، و مؤسسات تعليمية، و كذلك مرافق عمومية، من مركز للبريد و ملحقات بلدية و مستوصف و مركز علاج، و حتى مكتبة بلدية، و عمارات خاصة بالسكن الاجتماعي تضم أكثر من 250 وحدة، و كذلك الآلاف من المنازل و البيوت الريفية، إضافة إلى وجود عيادات الأطباء الخواص، و كذا محلات للخدمات المختلفة.
سكان يتشبثون بعادات الريف
ما لاحظناه كذلك أن السكان لا يزالون متمسكين ببيوتهم القديمة التي أنجزت قبل عشرات السنين من الحجارة و القرميد، رغم أن معظمهم بنوا منازل حديثة بجانبها، فيما لا تكاد مظاهر الريف تختفي أينما توجهنا، فمعظم السكنات بجانبها اسطبلات صغيرة، أو أبقار و أغنام، و كذلك زراعة معيشية، للخضر و بعض الأشجار المثمرة، على غرار الزيتون، و التي عرفنا من مرشدنا في الرحلة، أنها موارد تعتمد عليها العائلات لتوفير غذائها، من خلال استغلال القطع الأرضية الصغيرة المجاورة للمنازل.
و لأنه مطلع على أحوال البلدية منذ سنوات، فقد أوضح السيد بن شلي، بأن مشكل السكن ليس مطروحا بحدة على مستوى هذه البلدية، فالمئات من السكان استفادوا خلال السنوات الماضية من إعانات للبناء الريفي، ما قلص كثيرا من الطلبات على هذه الصيغة، على حد تأكيده، كما أنه لا مشاكل في التعليم، من خلال توفر 10 ابتدائيات و 3 متوسطات و ثانوية واحدة، أما أكثر ما يؤرق السكان الذين صادفناهم في جولتنا، فهو ضعف شبكة الكهرباء و نقص المياه الصالحة للشرب، و كذا نقص شبكات الصرف الصحي أو انعدامها في بعض المناطق، إضافة إلى مساحات قامت المصالح الغابية بمنحها في إطار عقود امتياز لمستثمرين خواص، و هو ما يرفضه السكان الذين يقولون إنهم يستغلونها في الرعي.
ما لاحظناه هو المناظر الطبيعية الساحرة، فأينما وليت وجهك، قابلتك مشاهد تأسر الأنظار، تمتزج فيها خضرة الجبال و السهول، بسد مياه بني هارون الذي تغطي مياهه مساحات شاسعة من هذه المنطقة، كما أن علو «الشيقارة» الذي يصل إلى 1200 متر في بعض النقاط ، يتيح رؤية حوالي 5 بلديات من ولاية ميلة، معظمها قريبة من ضفاف السد، الذي يطل عليه سكان «الشيقارة» و يشاهدونه بشكل مستمر و يمرون عليه يوميا، دون أن يستفيدوا منه، حيث أن أحد أهم مطالبهم هو ربطهم بمياهه.
رفض غير مبرر يقابله اعتراف بمجهودات «الميرة»
معظم السكان الذين التقينا بهم، لمسنا في حديثهم بعض الرفض، لشخص «الميرة»، فعلى حد تأكيد البعض منهم، فإن رئيسة البلدية لا تستجيب لمطالبهم، كما أنها لا تستمع، مثلما يقولون، إلى آرائهم و تقوم بما تراه مناسبا هي فقط، كما ذهب البعض إلى حد القول بأنه لو لم يكن المسؤول الأول عن البلدية امرأة، لتمكنوا من الحديث و الاتفاق معها حول المشاكل المطروحة.
أما فئة أخرى فقد رفضت التعليق حول منصب رئيس البلدية باعتبارها امرأة، و لم يخف آخرون أن لهذه السيدة فضلا كبيرا على سكان «الشيقارة» خاصة المعوزين منهم، بعد أن ساعدت لسنوات طويلة في مدهم بيد العون، عبر جمعية الإصلاح و الإرشاد، فيما أكد سكان آخرون أنه خلال السنة التي تولت فيها السيدة بن قارة رئاسة بلدية «الشيقارة» لم يتغير شيء، كما توقفت المشاريع، و لم ينجز أي مشروع جديد لفائدتهم، غير أن ما لاحظناه و لمسناه من كلام أهل «الشيقارة» هو اعتراف ضمني بقدرات السيدة بن قارة، التي تنزل حسبهم، للشارع و تحاور المواطنين و تقف على انشغالاتهم.
زهية بن قارة
العمل الخيري مهد لي الطريق لمنصب رئيس البلدية
و قد روت لنا السيدة زهية بن قارة، قصة مثابرتها و كفاحها للوصول إلى منصب رئيسة بلدية، مؤكدة أن تجربة الانتخابات البلدية انطلقت من قناعتها الشخصية بأنه لا فرق في الكفاءة بين الرجل و المرأة، و هو ما أثبته حسبها، التاريخ و العلم و كذلك الشرع، فالكفاءة في نظرها، هي قضية علم و فهم و إرادة، و كذلك عزم و شجاعة و ليست قضية ذكر أو أنثى.
أما عن رفضها من قبل فئة من الناس، فإن الإشكال حسبها، يكمن في عقليات الرجال و خاصة في الريف المتمسك بالعادات و التقاليد، أين ينظر للمرأة نظرة نقص، غير أن هذا الاعتقاد خاطئ ما دامت المرأة تنافس الرجل في العلم و الكفاءة و العزم، و لذلك فلا مانع حسبها، من تقليدها أي مناصب كانت، ما دام هدفها هو خدمة الصالح العام.
و تقول السيدة بن قارة التي استقبلتنا في مكتبها ، إن انطلاقتها جاءت من قناعة «إنما أريد الإصلاح ما استطعت»، فبدأت من المجال الجمعوي الخيري، عبر جمعية الإصلاح و الإرشاد، التي ترأست مكتبها ببلدية «الشيقارة» منذ سة 2006، فكانت خير سند لفقراء المنطقة لسنوات طويلة، و هو ما يشهد به سكان البلدية في حديثهم للنصر، و في هذه الفترة تقول، بأن الناس تعرفوا عليها أكثر و تواصلت معهم و عاشت بينهم و دخلت إلى بيوتهم، مضيفة بأنها أرادت أن توسع نشاطها الخيري من بوابة رئاسة البلدية، فدخلت معترك الانتخابات.
و تؤكد محدثتنا بأنه لم يكن من الصعب إقناع أهل «الشيقارة» بدعمها و التصويت عليها، بل إن فئة كبيرة منهم و خاصة النساء دعموها ، و كانوا سندا لها في إقناع والدتها بالفكرة، و تقول «الميرة» بأن كل ذلك كان من منطلق أن أهل المنطقة عرفوها منذ سنوات طويلة، فقد كانت من أوائل المتحصلات على شهادة البكالوريا، كما أنها دخلت العمل الحزبي سنة 1997، و اشتغلت كمدرسة للعلوم الشرعية بثانوية «الشيقارة» منذ سنة 2003، و من هنا تؤكد بأن الناس اقتنعوا بسيرتها، كما أن المساندة كانت حسبها، من النساء و الرجال و خاصة الشباب.
مساندة ثم معارضة شديدة تحت مسميات مختلفة
بالمقابل لم تنف محدثتنا بأنها واجهت معارضة شرسة من فئة معينة، و ذلك باسم الدين بالنسبة للبعض و من منطلق غير صحيح، على حد قولها، أما البعض الآخر فقد اتخذوا هذا الموقف بالنظر إلى توجهاتهم السياسية، إضافة إلى أصحاب المصالح، الذين أوضحت بشأنهم، بأنهم ساندوها في البداية، غير أنهم رافضون لها حاليا و بشدة، لأنها لم تنسق وراء مطالبهم و مشاريعهم، التي لا تخدم الصالح العام، على حد قولها.
و تؤكد السيدة زهية، بأنها تتعامل بطريقة عادية مع المواطنين، و تجد تقبلا من فئة كبيرة منهم، موضحة بأنها تنزل للشارع و المقاهي و الورشات و تحاور الناس، كما تستقبلهم في مكتبها لتستمع لانشغالاتهم، مضيفة أنه و يوم الاستقبال، يزورها ما لا يقل عن 50 مواطنا، 20 بالمئة منهم نساء.
كما أن السلطات تيسر لها كل الأمور، على حد تأكيدها، إذ تقول السيدة بن قارة «ربما لأني امرأة يقدمون لي كل التسهيلات»، سواء فيما يخص سلطات الدائرة أو الولاية، مؤكدة بأنها تجد تقبلا كبيرا من موظفي البلدية، ما عدا «الموجهين سياسيا» أو «غير المنضبطين»، أما عن مشاريعها المستقبلية، فأوضحت بأنها تضع تطوير و الارتقاء ببلدية «الشيقارة» من النواحي الاجتماعية و الثقافية و كذا البنيوية و التنموية، هدفا أساسيا نصب عينيها، مؤكدة بأنها لا تفكر تماما في دخول معترك الانتخابات البرلمانية، فما عدا منصب رئيس بلدية الذي تهدف به إلى خدمة «الشيقارة» فلا يهمها أي منصب آخر، مثلما أضافت.
المياه و الكهرباء و الطرق أولوية
و تعترف السيدة بن قارة بأن بلدية «الشيقارة» في حاجة إلى تجسيد بعض الطرقات لفك العزلة عن المواطنين، إضافة لتعبيد بعض المسالك غير المهيأة داخل التجمعات السكنية، كما أن السكان ينتظرون ربط منازلهم بالغاز الطبيعي، و في هذا الخصوص أكدت أن الأشغال حاليا جارية على مستوى الخط الرئيسي، و بعد إتمامها ستنطلق أشغال ربط مختلف الأحياء و توصيل هذه المادة الحيوية إلى منازل المواطنين.
كما لم تخف محدثتنا حاجة مناطق كثيرة من البلدية لقنوات الصرف الصحي، فيما تملك كل الأحياء شبكة خاصة بالمياه الشروب، فيما عدا منطقة «لمطال»، مشيرة إلى أنه تم التحصل مؤخرا على غلاف مالي لإنجاز هذه الشبكة حيث تم منح رخصة لانطلاق الأشغال، فيما تبقى مناطق أخرى، مثل «بوعشرة» و «لمزلمط»، و هي مشاتي بعيدة عن مركز البلدية و قاطنوها قليلون، حيث لا تزال غير مربوطة بشبكة المياه، غير أنها أوضحت بأن حوالي 85 بالمئة من السكان تصل المياه إلى حنفيات منازلهم.
و يبقى الإشكال حسب المسؤولة، هو الضعف المسجل على مستوى موارد المياه، و كذلك ضعف شبكة الكهرباء ما يجعل المضخات لا تعمل بالشكل الجيد، خاصة على مستوى مركز البئر الارتوازي «عين السطايف» التي تمول «الصفيصفة» و «مخاط» و «ورزيز» و «ولجة بوخليف»، حيث يتم تسييرها بمادة المازوت، التي تكلف حسب محدثتنا مبالغ باهظة، ما يجعل المواطنين لا يستفيدون من المياه سوى مرة واحدة في الأسبوع.
و بخصوص ضعف شبكة الكهرباء، فأوضحت «الميرة»، كما يسميها السكان، بأنه تم اختيار قطعة أرضية لبناء مقوي للتيار، و سيتم إنجازه قريبا على عاتق الولاية للقضاء على هذا الإشكال، كما أن مشكل نقص المياه سيعرف حلا جذريا خلال السنوات القليلة المقبلة، و ذلك بفضل محطة التصفية التي ستنجز على ضفاف سد بني هارون، و ستستفيد منها 6 بلديات بولاية ميلة، من بينها بلدية «الشيقارة».
و كشفت السيدة بن قارة، أن عدة مشاريع تم التحصل عليها في إطار المخططات البلدية للتنمية برخصة 2018، حيث تخص حسبها، قطاع المياه الصالحة للشرب، إذ سيتم إنجاز شبكات بمشتة «لمصال» و «العيايش»، إضافة لوضع خزان مائي لتمويل 5 مشاتي، منها «ورزيز» و «ولجة بوخليف» و «الصفيصفة»، و كذا الربط بين البئر الارتوازي «الصفيصفة» و هذا الخزان المائي بسعة 500 متر مكعب و الذي وضع الوالي قبل مدة حجر أساسه و الأشغال جارية به حسب تأكيد المتحدثة.
منتجع سياحي قيد الانجاز و «تيليفيريك» و حديقة تسلية في الأفق
و قد تحصلت بلدية «الشيقارة» أيضا حسب رئيستها، على غلاف مالي من صندوق التضامن و الضمان للجماعات المحلية بعنوان 2019، يقدر بحوالي 34 مليار سنتيم ستستغل لإنجاز طريق يربط مشتة «مخاط»، فضلا عن إعادة الاعتبار لطريق يؤدي لمشتة «مولى حباسة» و كذا تهيئة عدة محاور أخرى تربط بمشاتي نائية، بالإضافة لتهيئة المدخلين الشرقي و الغربي للبلدية، و إنجاز ملعب جواري بالعشب الاصطناعي بمشتة «مخاط».
كما سيتم حسب محدثتنا، تجديد و توسيع شبكة الصرف الصحي لمشتة «مولى حباسة»، التي تفتقر تماما لهذه الشبكة، و تمديد و تجديد شبكات الصرف بقرى «لعلايش» و تجمع «زواغة» و «لمصال» و «ورزيز»، فضلا عن توسيع و تجديد قنوات مياه الشرب بمشتة «ورزيز»، و إنجاز مطعمين مدرسيين، إضافة إلى إصلاح الإنارة الريفية و العمومية من خلال اقتناء شاحنة خاصة.
و ذكرت رئيسة البلدية أن مصالحها ستتكفل بإنجاز 4 محلات تجارية و سوق جواري و مذبح بلدي، و ذلك داخل بنايات قديمة لم تستغل سابقا، حيث سيتم ترميمها و توظيفها، كما ستنجز محطة للحافلات مستقبلا، موضحة بأن ميزانية البلدية عاجزة، و أشارت المتحدثة إلى أنه عندما تم تنصيبها قبل أكثر من سنة، وجدت عمال البلدية بدون أجور لمدة 4 أشهر فضلا عن عدة منح لم يتقاضوها، و قد تمت تسوية جميع الوضعيات حسبها، فالبلدية تستنزف ميزانيتها في أجور العمال و الخدمات، على حد تأكيد المسؤولة.
و لأن «الشيقارة» منطقة سياحية، فإن هناك عدة مشاريع واعدة، من بينها مركب سياحي على ضفاف سد بني هارون، و بالتحديد على مستوى مشتة «هواري»، فهو حاليا في طور الانجاز، حيث سوف يحتوي على فندق و مطاعم و مقاهي و مسرح هواء طلق و كذا سينما و ساحات لعب للنشاطات الرياضية، و حسب ما أشارت إليه السيدة زهية، فإن هناك مشاريع أخرى قدمت على مستوى اللجنة الولائية، و لم يفصل فيها بعد، على غرار «تيليفيريك» يربط بين بلديتي «سيدي مروان» و «الشيقارة»، سيكون كبديل عن الجسر الذي غمرته المياه، و بالإضافة لذلك فهناك مشروع لحديقة تسلية، قد يرى النور مستقبلا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.