شهدت، المدرسة الابتدائية لهزيل عمر، بمدينة جيجل، لحظات لقاء الماضي بالحاضر، و العودة إلى ما يقارب 40 عاما خلت، عندما التقت المعلمة رولة سعيدة، بتلاميذها القدامى، بأول قسم درست فيه، وسط أجواء بهيجة، سادها الفرح و الشوق لزمن جميل ولى و راح. التلاميذ القدامى تبادلوا عبارات الاحترام و التقدير، و تعانقوا بحرارة، مذكرين بأسمائهم، بعد غياب دام سنوات طويلة، العديد منهم يعيشون في نفس المدينة، لكنهم لم يلتقوا إلا في القسم، بعد أن جمعتهم معلمتهم التي أحليت على التقاعد، بعد سنوات من العطاء و الكفاح من أجل تعليم الأجيال. قالت السيدة سعيدة، بأنها قضت ما يقارب 32 سنة، في قطاع التعليم، حاولت خلالها أن تتكيف مع جميع الأجيال في كل كل سنة دراسية جديدة، إلى أن تقاعدت منذ 5 سنوات، مشيرة إلى أنها قررت أن تجتمع بتلاميذ أول قسم درست فيه ، و كان ذلك سنة 1979، عندما بدأت مهمتها النبيلة . و أضافت أنها اتصلت بأحد تلاميذها القدامى عبر موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك ، فقام بتبليغ العديد من زملائه، و بعد محاولات عديدة، تم تحديد تاريخ اللقاء بالمدرسة الابتدائية. و أخبرتنا المعلمة بأن اللقاء كان صعبا للغاية، و كانت جد مشتاقة لرؤية تلاميذها القدامى بعد 40 سنة من الفراق، و سادت دموع الفرح أجواء اللقاء بعد أن حضر عدد معتبر منهم، فلم تتمالك نفسها من شدة التأثر، فهم الآن رجال و نساء، أضحوا إطارات و رسموا مستقبلهم المهني و العائلي. اللقاء جمع 22 تلميذا من الزمن الجميل، من أصل 43 تلميذا، فمنهم من توفي، و منهم من هو طريح الفراش، أو غادر المدينة، ليشق مستقبله، بعيدا عن مسقط رأسه، و أخبرنا الحاضرون بأنهم تفاجأوا بمبادرة المعلمة، التي دعتهم للاجتماع مجددا في نفس القسم، و نفس ساحة المدرسة، بعد 40 سنة. و ذكر بعض الحاضرين للنصر، بأنهم لم يلتقوا منذ ما يفوق 34 عاما، أي منذ التحاقهم بالمتوسطة، مشيرين إلى أن المعلمة و رغم مرور السنوات، تبقى صانعة الأمل، فكلامها، لا يزال محفورا في أذهانهم. و ذكر متحدثون بأنهم سيحاولون جاهدين إيصال رسالة المعلمة، التي تدعو إلى التحلي بالتقدير و الاحترام إزاء كافة فئات المجتمع، و قد جلس الحاضرون مطولا بالقسم يتبادلون أطراف الحديث و يستحضرون ذكريات الطفولة الغابرة. ك. طويل