اتفاقية السلام مع إسرائيل ليست مقدسة قال رئيس الوزراء المصري عصام شرف مع قناة تلفزيونية تركية أن معاهدة السلام مع إسرائيل ليست شيئا مقدسا ومفتوحة دائما للنقاش أو التغيير إذا كان ذلك يصب في مصلحة المنطقة ويعزز السلام. و أضاف شرف في المقابلة التي بثت أيضا على التلفزيون الرسمي المصري أول أمس، أن “ الشرق الأوسط يشهد تغيرا كبيرا، و يجب معالجة المشاكل الحقيقية و المشكل الحقيقي في الشرق الأوسط هو الاحتلال الإسرائيلي”. هذه التصريحات التي تعد الأقوى حتى الآن من جانب الحكومة الجديدة منذ توليها السلطة بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في فيفري الماضي، على ما فيها من تحد واضح لإدارة نتانياهو في تل أبيب، تعطي الانطباع بأن مصر ما بعد الرئيس المخلوع مختلفة، لا سيما فيما يتعلق بسياستها التطبيعية مع إسرائيل، و قد تكون متأثرة في ذلك بالجرأة السياسية لتركيا التي قررت تعليق جميع اتفاقاتها العسكرية مع إسرائيل مع استدعاء سفيرها في تل أبيب. كما قررت إضافة إلى ذلك أن تكون سفن المساعدات الإنسانية التي سترسلها مستقبلا إلى غزة محروسة من طرف بوارج حربية تركية. كما تترجم تصريحات شرف محاولة جديدة للحكومة المصرية التي تسعى مدعومة من الجيش لاحتواء غضب الشارع تجاه إسرائيل منذ مقتل الجنود المصريين على الحدود. وهددت مصر بسحب سفيرها لكنها لم تفعل مما أغضب كثيرا من المصريين الذين طالبوا برد أكثر شدة، و قام المتظاهرون الغاضبون باقتحام السفارة الإسرائيلية في القاهرة و طرد السفير الذي رحلته السلطات الإسرائيلية على جناح السرعة. واحتدمت التوترات بين مصر وإسرائيل - التي كانت في تزايد منذ الإطاحة بمبارك في فيفري الماضي - بعد هجوم شنه مجهولون عبر الحدود الشهر الماضي حيث قتلت قوات إسرائيلية خمسة جنود مصريين أثناء اشتباكها مع المهاجمين الذين قالت إسرائيل إنهم قتلوا ثمانية إسرائيليين. و تعد مراجعة معاهدة كامب دافيد التي وقعت من قبل مصر و إسرائيل في سنة 1979، أحد المطالب الأساسية التي رفعها الشارع المصري خلال ثورته الأخيرة.