أكثر من 800 ألف تلميذ يجتازون اليوم شهادة التعليم الابتدائي يجتاز اليوم أزيد من 800 ألف تلميذ امتحانات شهادة التعليم الابتدائي، وسيمتحن المرشحون في المواد الأساسية وهي اللغتين العربية والفرنسية والرياضيات، في ظل تطمينات من الوزارة بتوفير ظروف إنجاح الموعد، ومخاوف من الأولياء من حدوث تسريب للمواضيع، أو احتوائها على أخطاء مطبعية. يلتحق اليوم المرشحون لاجتياز شهادة التعليم الابتدائي بمؤسساتهم التعليمية، لإجراء أول امتحان رسمي في مسارهم الدراسي، تحرص وزارة التربية سنويا على توفير الوسائل المادية والبشرية لإنجاح العملية، فضلا عن ضمان الأجواء الملائمة للمرشحين، من بينها الراحة النفسية، لذلك تقرر أن يجتاز التلاميذ داخل مؤسساتهم التعليمية وعدم نقلهم إلى مراكز إجراء أخرى، مع إلزام الأساتذة بتغيير مؤسساتهم لمنع الغش، وضمان مصداقية هذه الامتحانات، التي تعد الطفل لولوج الطور المتوسط، والتعود على إجراء امتحانات وطنية والتحضير لها طيلة العام الدراسي. وبلغ العدد الإجمالي للمرشحين امتحانات دورة ماي 2019 وفق الارقام التي أعلن عنها وزير التربية الوطنية عبد الكريم عابد مؤخرا، 812 ألف و 655 مرشحا، من ضمنهم حوالي 48 في المائة إناث، سيمتحنون في ثلاث مواد أساسية وهي اللغتين العربية والفرنسية والرياضيات، مع احتساب المعدل السنوي بالنسبة للتلاميذ الذين يخفقون في بلوغ معدل 5 من عشرة، قصد تمكينهم من النجاح والانتقال إلى الطور المتوسط. ورغم التدابير المتخذة لضمان السير الحسن للعملية، إلا أن ذلك لم يبدد مخاوف الأولياء بشأن تكرار سيناريو نشر مواضيع الامتحانات فور توزيع أوراق الاسئلة على الممتحنين، على غرار ما حدث في السنوات الأخيرة، كما عبر عنه رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ خالد أحمد، قائلا إن أكثر ما يخشاه تنظيمه هو محاولة التشويش على التلاميذ عن طريق نشر مواضيع مغلوطة لا تمت بصلة للمواضيع الفعلية، خصوصا أمام صغر سن المترشحين وإمكانية فقدانهم التركيز في الامتحان، أو سعي بعض الأولياء للبحث عن الأسئلة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، اعتقادا منهم أنهم يسدون خدمة لأبنائهم، في حين أن ذلك سيكون له آثار عكسية ووخيمة. كما يتخوف الأولياء من إمكانية احتواء مواضيع الأسئلة على أخطاء مطبعية، لأن ذلك سيشوش على المترشحين، وقد يسبب لهم الارتباك والقلق، علما ان وزير التربية الوطنية كان قد بدد كافة هذه المخاوف بالتأكيد على توفير كافة الظروف لضمان التنظيم المحكم للامتحانات الرسمية، حيث شرع قطاعه في الإعداد لهذه المحطات الهامة منذ بداية العام الدراسي الحالي، كما قام بمراجعة المنحة المخصصة للأساتذة المسؤولين على إعداد المواضيع والتصحيح والمراقبة، بغرض تحفيزهم على العمل وبذل الجهد، معترفا بأن المنح التي كانوا يتقاضونها لا تتناسب مع مساهمتهم الفعالة في تأطير الامتحانات الرسمية. وبشأن كيفية التكفل بالمترشحين لشهادة التعليم الابتدائي التي ستتوج خمس سنوات من التعليم في هذا الطور، فإن وزارة التربية الوطنية تسهر على توفير الإطعام للمترشحين، مع ضمان النقل في المناطق البعيدة بالتنسيق مع وزارة الداخلية، كما تساهم مصالح الأمن في تأمين محيط مراكز الإجراء، ومواكبة نقل المواضيع وأوراق الأجوبة إلى المراكز المخصصة لهذا الغرض، فضلا عن ضمان انسيابية حركة المرور. وبحسب رئيس جمعية أولياء التلاميذ فإن ما ينقص التلاميذ هو المرافقة النفسية، بسبب انعدام المستشارين النفسانيين بالطور الابتدائي، لذلك لجأ تنظيمه إلى التنسيق مع الجمعيات والمساجد لتهيئة تلاميذ السنة الخامسة ابتدائي لاجتياز الشهادة، وتلقينهم كيفية التعامل مع الأسئلة وعدم تضييع الوقت، مع التركيز وعدم القلق والتحلي بالثقة في النفس، داعيا الأولياء إلى عدم الضغط على الأبناء، لأن النجاح مضمون بالنسبة لغالبية المترشحين، بفضل اللجوء إلى المعدل السنوي لدعم التلاميذ الذين يخفقون في تحقيق معدل النجاح.