تحديد هوية مرتكبي جريمة السرقة وجرّ فتاة في الطريق السريع فتحت مصالح الأمن بعنابة، تحقيقا في الفيديو الذي تم تداوله على نطاق واسع عبر وسائط التواصل الاجتماعي، الذي يظهر سيارة تجر فتاة متمسكة بحقيبتها المعلقة بالباب الأمامي على الجهة اليمنى للمركبة، في حركة خطيرة على مستوى الطريق السريع بحي سيدي عاشور و المؤدي للطريق الوطني رقم 44. حسب المعلومات المتحصل عليها، فقد تمكنت مصالح الشرطة القضائية من تحديد هوية الشخصين اللذين كانا على متن السيارة و تمت ملاحقتهما باستغلال لوحة الترقيم و هما شابان ينحدران من ولاية عنابة، كان أحدهما يقود مركبة سياحية من نوع «بوجو 307» زرقاء اللون. و نجح أحد الشباب الذي كان خلف السيارة، في توثيق المشهد عبر جهاز هاتفه النقال و هو يتحدث عن محاولة سرقة هاتف الفتاة و التي رفضت التخلي عنه رغم خطورة الأمر و بقيت متمسكة بباب السيارة و السائق يزيد في السرعة، معرضة حياتها للخطر، بعد أن قام الفاعلان بالمناورة و الدخول وسط حركة المرور، لدفع الضحية للتخلي عن الهاتف، لحسن الحظ لم تدهسها أي سيارة كانت تسير عبر الطريق و حسب المعطيات الأولية، فإن الضحية كانت عابرة للطريق إلى الجهة المقابلة، في تلك الأثناء ترصدها الفاعلان عند العبور، لسرقة هاتفها النقال عبر الخطف غير أنها قاومتهما. و استنادا لمصادرنا، فقد تدخلت مصالح الأمن استغلالا لكاميرا المراقبة المثبتة عبر طول الطريق و تمكنت من اللحاق بالضحية التي سقطت مرمية على الأرض بعد مسافة من جرها و فرار الجناة، أين تم نقلها إلى المستشفى، و هي مصابة بكدمات على مستوى الرجلين و اليدين، بالإضافة إلى الصدمة النفسية. و قد تم استغلال المعلومات التي أدلت بها حول وقائع الاعتداء و محاولة السرقة، من أجل توقيف الفاعلين الاثنين بعد تحديد هويتهما من خلال لوحة ترقيم السيارة، التي استخدمت في عملية السرقة بالخطف و يرجح أن يكون المشتبه فيهما ضمن عصابة تحترف السرقة بالخطف باستخدام مركبة. و خلف الفيديو ردود فعل واسعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، استنكارا و استهجانا للطريقة العنيفة لمحاولة السرقة عن طريق جرها، بعد أن رفضت التخلي عن هاتفها النقال، مطالبين الجهات المختصة بالإسراع في توقيف الجناة و تقديمهم أمام العدالة، لما ارتكبوه من جريمة. من جهتها جمعيات المجتمع المدني و منظمات حقوقية، أصدرت بيانات تنديد و استنكار مطالبة بتسليط أقصى العقوبات على الفاعلين. و تعد هذه الحادثة الثانية من نوعها في فترة قصيرة، في مشهد مكرر من قضية جر طالبة جامعية بنفس الطريقة باستخدام دراجة نارية، حينما قام شخصان بمحاولة سرقة حقيبتها بحي القمم ببلدية عنابة، لسوء حظها علقت ثيابها بالدراجة النارية، ما أدى إلى جرها لمسافة طويلة، ما تسبب لها في إصابات مختلفة في أنحاء متفرقة من الجسم، مكثت على إثرها لفترة بقسم الاستعجالات بمستشفى ابن رشد الجامعي. و في ظرف وجيز، تمكنت مصالح الأمن من تحديد هوية المشتبه فيهما و تم توقيفهما و تقديمهما أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة عنابة، أين صدر في حقهما أمر بالإيداع و تكييف القضية على أنها جناية.