زار والي قالمة كمال عبلة أمس الأربعاء، ضحايا الحريق الذي دمر عدة مشاتي ببلدية نشماية يوم 7 أوت الفارط، وخلف خسائر مادية كبيرة بالممتلكات، في واحدة من أسوأ الحرائق التي تعرفها المنطقة حتى الآن. وقال سكان من المنطقة المنكوبة للنصر، بأن الوالي قد اطلع على حجم الخسائر التي خلفها الحريق، و استمع إلى انشغالات الضحايا، و وعدهم بالمساعدة المادية و إطلاق برامج لتنمية المشاتي المتضررة و جبر السكان، الذين أصبحوا على مشارف وضع اجتماعي صعب بعد أن فقدوا كل ممتلكاتهم تقريبا، ولم يعودوا قادرين على تحمل أعباء الحياة بواحدة من أفقر قرى قالمة، وأكثرها عزلة و تضررا من العطش و البطالة. و يتوقع السكان الحصول على مساعدات مالية و ألبسة وأفرشة و مؤن غذائية و رؤوس أبقار و أغنام و خلايا نحل و أشجار مثمرة، لتعويض جزء من الخسائر و استعادة الحياة من جديد، و مواصلة النشاط الزراعي و الرعوي الذي يعد عصب الاقتصاد الريفي بمشاتي نشماية المترامية الأطراف. و حسب سكان مشتة قابل الكاف التي تعد الأكثر تضررا من الحريق، فإن الوالي قد وعدهم بإطلاق مشروع هام للقضاء على أزمة العطش و فك العزلة عن المساكن البعيدة عن الطريق المعبد، و مشاريع أخرى قد تعيد الأمل لأهالي المنطقة المنكوبة الذين يعتمدون على الزراعات البسيطة و تربية المواشي و الدواجن و غرس الأشجار المثمرة، و تربية النحل للحصول على مصادر العيش و مواجهة تكاليف الحياة المرهقة. و دمر حريق نشماية منازل و مداجن و قطعان مواشي و الآلاف من دجاج البيض و الدجاج اللاحم، و خلايا نحل و حقول الزيتون و التين الشوكي و الكروم، و من الصعب جدا تعويض كل الضحايا عن طريق الهبات و المساعدات الإنسانية، خاصة المنخرطين في برامج هيئات دعم التشغيل و الاستثمار، حيث أن تعويض هذه الفئة يعتمد على أنظمة التأمين المعمول بها لدى وكالة دعم تشغيل الشباب «أنساج» و الصندوق الوطني للتأمين عن البطالة «كناك». و كان سكان المشاتي المتضررة من الحريق قد طالبوا يوم الثلاثاء بزيارة والي الولاية للإطلاع على الوضع الصعب، و اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية الضحايا من انهيار اقتصادي و اجتماعي، و نفسي وشيك، بسبب الخسائر الثقيلة و الخوف من فقدان الأمل باستعادة الحياة الطبيعية من جديد.