اقترح أعضاء قافلة « مدينة و تاريخ « التي تنظمها جمعية أصدقاء مليانة للفن و الثقافة التي حطت رحالها مؤخرا بمدينة البليدة، تحويل قصر الملك البنيني الحادي عشر «بنهنزن كوندو» ، الكائن بحي الديروات العتيق، إلى متحف يلخص تاريخ المنطقة العريقة و الغنية بتراثها المادي و اللامادي، ويتحول هذا المتحف إلى ذاكرة المدينة. علما أن الملك « بنهنزن كوندو» كان يقيم بحي الدويرات بمدينة البليدة خلال الفترة بين 1894 إلى غاية وفاته سنة 1906 ، بعد أن نفته الإدارة الاستعمارية الفرنسية إلى الجزائر، كما نقل رفاته إلى بلده في سنة 1928، لكن هذا القصر الذي يحمل قيمة تاريخية و يعد من المواقع الأثرية بهذا الحي العريق، يعاني الإهمال وأبوابه مغلقة وتحاصره الحشائش الضارة من كل جهة، و لا توجد حتى لافتة تشير إليه أو تقدم معلومات حوله. و حسب بعض المصادر من الحي، فإن هناك نزاع حاليا بين السلطات المحلية وأحد الخواص حول ملكية القصر، لا سيما و أن مساحته تقدر بأزيد من هكتارين، فبقي مهجورا، و حتى البعثات الرسمية للبنين التي تزور القصر من حين لآخر، تتفقده من الخارج و لا تفتح لها أبوابه. نظرا للإهمال الذي يعاني منه القصر اقترح أعضاء قافلة ّ «مدينة وتاريخ» ضرورة فتحته وتحويله إلى متحف لذاكرة المنطقة و يستقطب السياح، كما اقترح أعضاء القافلة وضع لافتات تشير إلى منازل بعض الفنانين من أبناء حي الدويرات العتيق، منهم محمد التوري، سلوى، فريدة صابونجي، رابح درياسة ، مازوني وغيرهم، فعلى الرغم من أن هؤلاء و غيرهم نشأوا و ترعرعوا به، لكن لا يوجد أي شيء يدل على منازلهم، ولا يمكن للزائر أن يتعرف عليها. من جانب آخر شملت زيارة القافلة لمدينة البليدة ،عدة مواقع أثرية تعود أغلبها إلى العهد العثماني، منها مسجدي ابن سعدون، والحنفي اللذين يضربان بجذورهما إلى العصر العثماني، كما شملت الزيارة مسجد الكوثر الذي يعد من المعالم التاريخية الهامة بالبليدة، و قد شيده مؤسس مدينة البليدة الشيخ سيد أحمد سيدي الكبير، قبل أن تطمسه السلطات الاستعمارية و تحوله إلى كنيسة، و بعد الاستقلال أعيد فتحه من جديد ليتحول إلى مسجد. وفي السياق ذاته لم يفوت أعضاء القافلة زيارة الأزقة الضيقة لمدينة البليدة التي تمثل هي الأخرى جزءا من ذاكرة المدينة، ويحمل كل رواق منها قصة لا تزال شاهدة على التاريخ العريق للمنطقة، كما تفقدت القافلة فيلا القائد الفرنسي «بوسكي» التي شيدت في سنة 1860، كما كان ضريح الولي الصالح سيد أحمد سيدي الكبير ضمن برنامج زيارة الوفد، واطلع أعضاء القافلة على سيرة وتاريخ هذا الرجل الذي قدم من الأندلس واستقر بمنطقة المتيجة، تاركا وراءه إرثا كبيرا في مجال العمران والمعرفة لا يزال شاهدا عليه إلى يومنا هذا، واختتمت القافلة زيارتها لمدينة البليدة بجولة سياحية نحو الشريعة للاستمتاع بجمال الطبيعة ومناظرها الخلابة. رئيس جمعية أصدقاء مليانة للفن والثقافة قال للنصر في ختام الزيارة ، بأن مدينة البليدة تزخر بعدة مواقع أثرية وسياحية هامة، لكنها تعتبر فقيرة من حيث المرافق، فلا توجد بها دار للثقافة أو متحف، على الرغم من أنها مدينة للفن و الفنانين، مضيفا أن الجمعية سترفع تقريرا للسلطات المحلية بالولاية، يتضمن عدة ملاحظات واقتراحات للنهوض بقطاعي الثقافة و السياحة .