تجددت موجة الإحتجاجات سهرة أول أمس الأحد ببلدية سيدي عمار الواقعة على مسافة 12 كيلومتر إلى الجنوب الغربي من عاصمة ولاية عنابة ، حيث أقدم نحو 20 شخصا من قاطني البيوت القصديرية المتواجدة بحي الشعيبة على الصعود فوق سطح مبنى مقر البلدية، مستغلين في ذلك مغادرة جميع الموظفين و المنتخبين للمقر، قبل أن يهددوا بالإنتحار الجماعي. الأمر الذي إستدعى الإستنجاد بالقوة العمومية و وحدات الحماية المدنية من أجل التحكم نسبيا في الأوضاع، على إعتبار أن هؤلاء الأشخاص كانوا قد صعدوا فوق سطح مقر البلدية في حدود الساعة السابعة مساء، و طالبوا بضرورة الإستجابة لمطلبهم المتمثل في إدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من حصة 480 وحدة سكنية التي ستكشف عنها مصالح دائرة الحجار في غضون الأيام القليلة القادمة. و قد تطورت الأوضاع بشكل سريع عقب شروع بعض الشبان من المجموعة التي كانت فوق سطح مقر البلدية في إستعراض محاولات الإنتحار، سيما و أن بعضهم كانت بحوزته أسلحة بيضاء إستعملها في تقطيع الأجساد أمام الملأ. و هذا في محاولة لإجبار السلطات المحلية على الإستجابة لمطلب الترحيل الفوري، و إرغام مصالح الدائرة على الكشف عن قائمة المستفيدين من الحصة السكنية، ليتدخل إثرها ممثلون عن دائرة الحجار و أعضاء من المجلس الشعبي البلدي بسيدي عمار و يتفاوضوا مع المحتجين بشان لائحة المطالب المطروحة ، و التأكيد على أن الملف لا يزال مطروحا على مستوى دائرة الحجار، التي تبقى مصالحها بصدد وضع آخر اللمسات على القائمة، و لو أن الجهات المعنية وعدت بالكشف عن القائمة في أجل لا يتعدى عشرة أيام، لكن القائمة ستكون مخصصة للعائلات التي تم إحصاؤها في السنوات الفارطة، و ملفاتها مودعة لدى المصالح المعنية خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 1998 و 2001، رغم أن المحتجين طالبوا بتخصيص حصة الأسد من هذه القائمة لقاطني البيوت القصديرية المنتشرة بمنطقة الشعيبة، في الوقت الذي تحصي فيه مصالح بلدية سيدي عمار تحصي أكثر من 5 آلاف طلب سكن إجتماعي . و بعد سلسلة من المفاوضات تم إقناع المحتجين بالعدول عن مخططهم، و بالتالي النزول من على سطح مبنى البلدية، بعدما مكثوا فوقه لنحو ساعتين من الزمن ، و لو أن بعض قاطني القصدير بالشعيبة بقوا محتجين أمام مقر البلدية للمطالبة بالحصول على ضمانات من رئيس الدائرة تقضي بإدراجهم ضمن قائمة المستفيدين من السكن الإجتماعي، مما أجبر فرق الأمن و وحدات الحماية المدنية على تعزيز تواجدها في محيط مقر البلدية تحسبا لي تطور في الوضع، سيما و أن العشرات من طالبي السكن بالشعيبة تجمهروا صبيحة أمس الإثنين أمام مقر البلدية للمطالبة بالكشف عن المستفيدين من حصة 480 وحدة سكنية، غير أن الجهات الأمنية نجحت في التحكم كلية في الوضع، و تفريق المحتجين الذين حاولوا غلق مقر البلدية و منع الموظفين من الإلتحاق بأماكن عملهم.. هذا و قد عرفت بلدية سيدي عمار صبيحة أمس الإثنين إندلاع حركة إحتجاجية جديدة أقدم المئات من شبان قرية حجار الديس على النزول إلى الشارع، و قطع الطريق الرئيسي الرابط بين حيهم و مركز البلدية في وجه حركة المرور، مطالبين بضرورة الإستجابة لمطلبهم القاضي بمنحهم عقود التشغيل. مما إستدعى تدخل وحدات الدرك لتفريق المحتجين، و فتح الطريق أمام أصحاب السيارات، لأن الشلل كان على مستوى المخرج الرئيسي للقرية بإتجاه البلدية، حيث تم وضع الحجارة و المتاريس في الطرقات، من دون تسجيل أي أحداث عنف أو شغب تجاه سائقي السيارات.