بوسعادة تحلم بمجدها السياحي ..الضائع تبحث مدينة بوسعادة ( ولاية المسيلة ) عن استعادة مكانتها السياحية المفقودة إلا أن طريق العودة إلى العصر الذهبي الذي كانت تستقبل فيه ما يزيد عن 300 ألف سائح سنويا محفوف بالعديد من العقبات التي ينبغي إزالتها مثلما يؤكد ذلك المسؤولون المحليون . بعضها عمراني مثل حماية ما تبقى من المدينة القديمة من الإنهيار و بعضها بيئي كتطهير الوادي الذي يسقي الواحة من التلوث ومنه عودة الجمال لهذه الواحة التي كانت سببا في ظهور بوسعادة. كما يتطلب الأمر توفير مرافق الإيواء بدرجات مختلفة من الرفاهية تلائم القدرات الشرائية لمختلف شرائح المجتمع. يذكر نائب رئيس بلدية بوسعادة السيد السعيد حبشي أن بوسعادة تملك من المعالم السياحية الكثير مما يلائم مختلف الرغبات فضلا عن كونها أقرب واحة للعاصمة على بعد 240 كلم فقط وبذلك فهي أول محطة للعبور نحو الصحراء. المدينة القديمة وواحتها أهم مقصد في بوسعادة ارتبط وجود بوسعادة بالواحة الممتدة على طول الوادي على مسافة 12 كلم كلها بساتين و حقول مزروعة بمختلف الخضروات المسقية بمياه عذبة منسابة عبر السواقي التي برع المزارعون في تقاسم مياهها كل له نصيبه من ماء السقي الذي يكفيه. وكانت الواحة تضم ما بين 40 إلى 50 ألف نخلة. ويمثل جمال الطبيعة تزاوجا فريدا بين الوادي و جبل كردادة الذي تنبع منه عيون ماء غزيرة كانت كافية للسقي وتشغيل أربعة مطاحن كاملة بقوة المياه المتدفقة. هذا الجمال كان مصدر إلهام مثلما يقول السيد حبشي لرسامين عالميين منهم الفنان إيتيان ديني الذي اختار الإندماج في المجتمع المسلم وآمن برسالة الحق وأصبح يدعى نصر الدين ديني. وساهم بقسط وافر في تخليد نمط الحياة في بوسعادة عبر لوحاته البارعة التي يتباهى باقتنائها المتذوقون للفن عبر العالم. وممن افتتن كذلك بطبيعة بوسعادة يمكن ذكر على سبيل المثال الرسامين العالميين إدوارد فارشيفيل البلجيكي و ماكسيم نواري الفرنسي. وقد بلغ عدد الفنانين العالميين الذين رسموا لوحات عن بوسعادة 32 فنانا. و تعتبر الصناعة التقليدية الصوفية و الخزفية و المعدنية ( الموس البوسعادي) و لباس المرأة و الرجل المتميزان في بوسعادة من أهم ما يجلب انتباه السائح و يعجب به. أما المدينة القديمة و إن كانت أجزاء كثيرة منها قد انهارت فإنها بمساجدها و قصورها تشكل نموذجا مميزا عن العمران القديم الذي يضرب في عمق التاريخ إلى حوالي ثمانية قرون كاملة استمرت فيها البنايات صامدة ولولا الإهمال الذي طال هذه البنايات ووقف الصيانة عنها في وقت كان الناس يعتقدون فيه أن الظفر بسكن في عمارة هو أغلى الأماني لولا ذلك ما انهارت تلك القصور. و مع هذا فإنه يوجد ما يمكن إنقاذه بهذه المدينة إذا تضافرت الجهود وصدقت النيات.. أبرز معالم المدينة القديمة فهي مساجدها وأولها مسجدها العتيق سيدي ثامر مؤسس مدينة بوسعادة . و المسجد الثاني هو مسجد أولاد عتيق بني بمجيء الجالية المسلمة من الأندلس رفقة جالية يهودية لا زال معبدها موجودا حتى الآن وهو حاليا مقر لجمعية الصم البكم. وتحمل بقية المساجد أسماء العشائر التي بنته مثل العشاشة ، الشرفة ، أولاد حميدة ، وكلها بالمدينة القديمة الواسعة الأرجاء أين كانت كل البيوت تقريبا لها بساتينها الخلفية على جانب الوادي على امتداد الواحة. هياكل الإستقبال غير كافية يوجد في بوسعادة حاليا فندقان سياحيان فقط مصنفان هما فندق كردادة من فئة أربعة نجوم و فندق القايد الذي تجري عليه أشغال تجديد و ترميم ليكون هو الآخر من فئة أربعة نجوم. أمام هذا النقص يرى نائب رئيس البلدية ضرورة مساعدة المستثمرين الصغار لإنشاء هياكل سياحية في مستوى السائح العادي المحدود في قدرته الشرائية. إلى جانب تخصيص أماكن لتشجيع إنشاء الصناعة التقليدية خاصة بالمدينة القديمة. ويوجد حاليا مركز واحد للصناعة التقليدية مخصص للعرض وقد لا حظنا العديد من محلاته مغلقة بسبب نقص إقبال الزبائن على هذا المركز رغم موقعه الممتاز بوسط المدينة و شكله الهندسي الجذاب. القايد سيكون جاهزا في بداية 2013 يذكر السيد عمار مازوني مدير فندق كردادة التابع لمجموعة فندق الجزائر ( سان جورج ) أن فندق القايد ببوسعادة هو كذلك تابع لنفس المجموعة و لهذا فهو معني بمتابعة سير أشغال تجديده. وسيكون فندق القايد بعد انتهاء عملية تجديده الجارية من فئة أربعة نجوم. تم الإحتفاظ بطابعه الهندسي كما هو وستشمل التغييرات الغرف و الأجزاء الداخلية لتكون بنفس مقاييس فئة أربعة نجوم. انطلقت الترميمات في بداية 2011 على أن تكتمل في بداية 2013 و بالتالي فهو مغلق طيلة هذه المدة و بما أنه يحتوي على 70 غرفة أي حوالي 150 سرير فإن كل هذه الطاقة تعد معطلة حاليا مما يصعب من تلبية حاجة الزائرين. و لهذا نجد أن فندق كردادة مليء تقريبا يوميا و طاقته هي 42 غرفة فقط تستوعب 84 سريرا و يشتغل به 50 عاملا. و هو بحق يعد تحفة سياحية زادته تثمينا ذهنية مسيره الذي أكد أن رهان الإستقبال مكسوبا مسبقا و لا يقتصر عليه هو فقط وإنما كل العاملين في الفندق يتحلون بروح الإستقبال الجيد للزبائن وهو كمسير يعامل مستخدمي الفندق كزملاء و ليس مجرد عمال. ويؤكد السيد مازوني أنه بحكم وجوده في ميدان الفندقة فهو يقدر العجز الموجود في بوسعادة في هذا الجانب على الأقل بضرورة انجاز أربعة فنادق سياحية أخر ى.